فى زيارة هى الثانية له منذ ما يقرب من 18 عامًا، بدأ الرئيس السودانى عمر البشير زيارته الرسمية لإثيوبيا، والتى من المقرر أن تمتد لـ3 أيام، وتهدف إلى تحقيق التكامل بين البلدين، وفقا لما أكده البشير.
التعاون لا سقف له
"التعاون لا سقف له" هذه الرسالة التى حرص البشير على إيصالها خلال القمة بينه وبين رئيس الوزراء الإثيوبى، ليؤكد أن التعاون مع إثيوبيا سيكون فى كافة المجالات العسكرية والأمنية والاقتصادية والسياسية، قائلا، إن أى تهديد لأمن أثيوبيا هو تهديد مباشر لأمن السودان.
التكامل الاقتصادى بين الطرفين تم ترجمته فى عدد من المشروعات التى أعلن عنها رئيس الوزراء الإثيوبى هايلى مريام ديسالين، خلال مؤتمر صحفى، والمتمثل فى بناء مشروع للسكك الحديدية الذى يربط بين إثيوبيا والسودان سيتم إطلاقه قريبا، مضيفا أن إثيوبيا حريصة على توسيع نطاق استخدامها لبورت سودان، حيث خصص السودان ميناء جافا لاثيوبيا.
إثيوبيا تنقذ السودان من أزمة الكهرباء
وذكر رئيس الوزراء أن الدولتين قد بدأتا بالفعل الربط بينهما بالطاقة، وسيتم ربط خط القوة الكبيرة قدرها 500kga بين سد النهضة الإثيوبى العظيم والخرطوم.
إمداد السودان بالكهرباء هى النقطة الأهم، خاصة وأن السودان يواجه أزمة حقيقية فى انقطاع الكهرباء لفترات طويلة، وهو ما اضطر المواطنين للخروج فى احتجاجات فى العاصمة السودانية الخرطوم .
وأرجع وزير الموارد المائية والكهرباء معتز موسى الأزمة إلى الصدمة الاقتصادية التى حدثت بعد انفصال جنوب السودان فى 2011، والتى أوقفت كل مشاريع الكهرباء الجديدة بعد سد مروى شمال البلاد.
وأوضح موسى أن السودان تجاوز بعض المصاعب الناتجة عن المقاطعة والحصار الأميركى المضروب على السودان منذ 1994.
وكان من ضمن محاولات حل الأزمة فى السودان هو اللجوء إلى استيراد الكهرباء من إثيوبيا، إلا أن الوزير أكد فى تصريحات سابقة أن الطلب على الكهرباء فى إثيوبيا أصبح عاليًا، وهو ما جعل هناك صعوبة فى الاستيراد، وبالتالى من الواضح أن إعلان إثيوبيا فى هذه القمة إمداد السودان بالكهرباء، دون التقييد بمشكلات الاستيراد، يحل أزمة كبيرة جدا تواجهها السودان.
باشات: إثيوبيا تقدم المزيد الإغراءات لضمان ولائها فى اتفاقية السد
اللواء حاتم باشات عضو لجنة الشئون الأفريقية، قال إن العلاقة بين إثيوبيا والسودان يحكمها المصالح حاليا، لافتا إلى أن إثيوبيا تقدم للسودان إغراءات بمدها بالكهرباء من خلال سد النهضة .
وأضاف باشات لـ"برلمانى" أن القمة المرتقبة بين رئيس وزراء إثيوبيا ديسالين، والرئيس عمر البشير، وتوقيع الاتفاقية المتعلقة بمد الكهرباء، واتفاقيات التكامل فى العموم مع السودان كلها إغراءات تقدمها إثيوبيا للسودان لضمان ولائها فيما يتعلق باتفاقية نهر النيل والاتفاق الإطارى وتأمين فترة بناء سد النهضة.
وأشار باشات إلى أن توقيع أى اتفاقيات تكامل بين إثيوبيا والسودان لن يؤثر على مصر، بشكل سلبى، لافتا إلى أن الجميع يعلم أن الكهرباء هى نقطة ضعف السودان التى ستستغلها إثيوبيا
وتابع باشات "مصر لديها الكثير من وسائل الضغط ولكنها لن تلجأ إلى استغلالها لأن ما يهمنا بشكل أساسى احترام الشعب السودانى والعلاقات التاريخية بين البلدين " .
وأكد باشات، أن العلاقات بين السودان وإثيوبيا لم تكن جيدة على الإطلاق خلال فترة التسعينات، ولكن المصالح التى تحكم العلاقة حاليا، ولكن العلاقة التاريخية بين مصر والسودان هى التى تحكم .
وأوضح باشات أنه على المستوى الشعبى هناك لن يقبل الشعب السودانى بتوتر العلاقات بين مصر والسودان، لافتا إلى أن هناك إرادة شعبية ترفض أن يكون هناك خسارة فى العلاقات المصرية السودانية بسبب إثيوبيا.
العرابى: التقارب السودانى الإثيوبى حق للدولتين
فى حين قال السفير محمد العرابى، وزير الخارجية الأسبق، وعضو لجنة العلاقات الخارجية أن التقارب السودانى اﻷثيوبى حق مشروع للدولتين.
وأضاف العرابى لـ"برلمانى" أن مصر لم تقف أبدا أمام حق أى دولة فى التنمية ولكنها حريصة على حقها فى الحياة والتنمية.
وأشار العرابى إلى أنه من حق مصر أن تتابع المشروعات التى سيتم تنفيذها بين السودان وإثيوبيا بدقة، ومن الممكن أن تحاول احتواء هذه المشاريع بفكر مغاير بمعنى محاولة ااشتراك فيها .
وأوضح العرابى، أنه رغم أن السودان تتحرك حاليا بشكل فردى إلا أن هناك اتفاقا ثلاثيا بين مصر والسودان وإثيوبيا وعلينا دائما أن نذكر بالعمل الثلاثى.