"مصر تمارس سياسة شريفة فى زمن عز فيه الشرف واحنا دولة رشيدة ومحترمة وليها وجه واحد، ومصر عمرها مهتكون ديل لحد" بهذه الكلمات علق الرئيس عبد الفتاح السيسى على الاتهامات التى وجهها الرئيس السودانى عمر البشير لمصر بشأن دعم المتمردين فى جنوب السودان.
وأكد الرئيس السيسى أن مصر دولة رشيدة تحترم نفسها وتحترم الآخرين ولها وجه واحد وتتعامل مع أى أزمة بالحوار، قائلا: "احنا دولة رشيدة ومحترمة وليها وجه واحد، ومصر عمرها مهتكون ديل لحد"، موضحاً أن مصر تحترم نفسها وتمد يدها فقط للتعاون والبناء والتنمية.
تدعم مصر بكل قواها.. كافة الجهود الرامية لتسوية أزمات المنطقة.. بما يحافظ على وحدة وسيادة الدول الوطنية وسلامتها الإقليمية وحمايتها من قوى التطرف والتشرذم الطائفي.. وترفض رفضاً قاطعاً كل محاولات التدخل فى الشؤون الداخلية للدول العربية والإسلامية.. أو إزكاء وتأجيج الفتن الطائفية.. التى تمثل البيئة الخصبة لنمو الإرهاب وانهيار الدولة الوطنية".
رسالة السيسى فى هذا الشأن لم تكن الأولى وإنما هو ما يؤكده دائما فى مختلف الخطابات السياسة والتى كان أخرها الخطاب الذى ألقاه أمام أكثر من 50 زعيمًا عربيًا، شاركوا فى القمة العربية الأمريكية فى الرياض، مؤكدًا أن مصر بكل قواها مصر تعدم كافة الجهود الرامية لتسوية أزمات المنطقة.. بما يحافظ على وحدة وسيادة الدول الوطنية وسلامتها الإقليمية وحمايتها من قوى التطرف والتشرذم الطائفى، وترفض رفضاً قاطعاً كل محاولات التدخل فى الشؤون الداخلية للدول العربية والإسلامية.. أو إزكاء وتأجيج الفتن الطائفية.. التى تمثل البيئة الخصبة لنمو الإرهاب وانهيار الدولة الوطنية".
ورغم السياسة المصرية المعلنة فى هذا الشأن إلا أن الرئيس السودانى عمر البشير اعتاد مؤخرًا على توجيه مزيد من الاتهامات لمصر، فما بين وصفنا بأننا " محتلين" لحلايب وشلاتين، دعمنا للمتمردين فى جنوب السودان تتنوع اتهامات البشير التى أصبحت تتكرر فى مختلف خطاباته.
البشير يجدد اتهامه بدعم المتمردين
أخر الاتهامات التى اطلقها البشير تجاه مصر تمثلت اتهام البشير لمصر بدعم المتمردين فى جنوب السودان، وفى كلمة بمناسبة تكريم قدامى المحاربين السودانيين بالخرطوم، قال البشير أن "القوات المسلحة السودانية، رغم الكيد والتآمر، ظلت صامدة تحقق الانتصار تلو الأخر".
وشدد الرئيس السودانى على أن "قوات الجيش والدعم السريع غنمت مدرعات ومركبات مصرية أستخدمها متمردو دارفور فى هجومهم، الأحد الماضي، على الولايتين"، مؤكدا أن القوات المهاجمة انطلقت من دولة جنوب السودان ومن ليبيا على متن مدرعات مصرية.
ما قاله البشير ردت عليه الخارجية المصرية، حيث أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية المستشار احمد أبو زيد، على أن مصر تحترم سيادة السودان على أراضيه، ولم ولن تتدخل يوما فى زعزعة دولة السودان الشقيقة أو الإضرار بشعبها.
وشدد المتحدث باسم الخارجية، على أن سياسة مصر الخارجية تتأسس على احترام القانون الدولى ومبادئ حسن الجوار وعدم الاعتداء على الغير، لاسيما عند التعامل مع دول تربطها بمصر علاقات أخوية خاصة مثل السودان الشقيق. وأضاف بأن القاصى والدانى يعلم جيدا أن مصر كانت الداعم الرئيس لوحدة السودان شمالا وجنوبا، وبذلت كل الجهود لجعل خيار الوحدة هو الخيار الجاذب لشعب جنوب السودان قبل الاستقلال.
حاتم باشات: اتهامات البشير لمصر ليس لها أى أساس من الصحة ومؤسفة
قال اللواء حاتم باشات عضو لجنة الشئون الأفريقية، أن اتهامات الرئيس السودانى لمصر ليس لها أى أساس من الصحة، واصفًا التصريحات بالمؤسفة.
وأضاف باشات لـ"برلمانى": مصر لم تتدخل أبدا فى الشأن الداخلى السودانى، خلال تاريخ السودان كله، وحتى فى حربها الأهلية بين الشمال والجنوب.
وأشار باشات إلى أنه سبق وأن قال البشير نفس التصريحات فى مناسبات مختلفة، وتم نفيها، لافتا إلى أن ما يصرح به الرئيس السودانى مرتبط بما يحدث على الساحة السياسية.
وتابع باشات "لا يجب أن تترك السودان نفسها أداة أو وسيطا لتشويه العلاقات مع مصر، أو يسمح لبعض الدول لأن تكون سببا فى توتر العلاقات بيننا وبينها".
ووجه باشات حديثه للبشير قائلًا" أرجو أن يكون لديك معلومات حقيقية عن الاتهامات التى وجهتها لمصر، وإلا سيكون موقف الرئاسة السودانية ضعيف وسيئ".
وأكد باشات أن الشعب السودانى تحت أى ظروف لن يقبل بتوتر العلاقات مع مصر، لأن العلاقات بين الشعبين أعمق وأبقى من هذه المواقف.
الخولى: بعيدة عن عقيدة المصريين
فى حين قال طارق الخولى أمين سر لجنة العلاقات الخارجية، أن الاتهامات التى توجهها السودان لمصر، بعيدة تماما عن العقيدة المصرية، لافتا إلى مصر لا تتدخل فى شأن أى دول ولا تدعم قوى انفصالية فى أى دولة.
وأضاف الخولى لـ"برلمانى" ما نراه حاليا من جانب السودان هى أنها تتبع سياسة "إلقاء البلاء على مصر، لافتا على أن هذه التصريحات تأتى لخدمة سياسات دول أخرى فى المنطقة.
وأشار الخولى إلى أن هناك محاولات واضحة من بعض الدول الإقليمية للإضرار بمصالح مصر، ومن الواضح أيضا أن السودان لديها استعداد قوى لتنفيذ مخططات هذه الدول.
