"حمدين صباحى تحالف مع الإخوان عندما كان معنا فى جبهة الإنقاذ".. بكل شفافية خرج هذا التصريح من الدكتور رفعت السعيد رئيس المجلس الاستشارى لحزب التجمع، ليكشف حقيقة "صباحى" وتفاصيل محاولاته الدؤوبة للعب على الجميع، والتحالف مع المتناقضات من أجل مصلحته الشخصية، ولك يكتف ذلك رفعت السعيد، بل أعلن تحدى لحمدين صباحى ليكذب هذا الكلام، ولم يكذب مدعى الناصرية هذا الكلام.
سيذكر التاريخ "صباحى" بالمتحالف مع الشيطان للفوز بكعكة الرئاسة والتلاعب بالوطن، فالرجل قاد عام 2012 جبهة الإنقاذ لإسقاط حكم الإخوان، ولكنه فى الوقت ذاته كان متحالفا مع الجماعة، معللا تحالفه بالمتناقضات "الإنقاذ - الإخوان" ليكون رئيسا لمصر ويجمع أصواته جميًعا فى انتخابات الرئاسة.
"صباحى" الذى يصمت كثيرا ثم يتكلم بشعارات القومية وكلمات رنانة، يضع نصب أعينه "الكرسى" ويفعل من أجل، الغالى والنفيس، ويخرج على حصان الإخوان، فالرجل علاقته بجماعة الإخوان، لم تكن وليدة اللحظة ، بل تعود لعشرات السنوات، ولعل الدعم الإخوانى الذى كان يلقاه صباحى فى انتخابات مجلس الشعب بمركزه بلطيم بمحافظة دمياط كان أكبر دليل على العلاقة المباشرة بينهما.
مشهد المظاهرات الذى يظهر فيه محمد البلتاجى، القيادى البارز بجماعة الإخوان، وحمدين صباحى، فى عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك، حيث كان دائما يحظى بدعم مباشر من الإخوان فى انتخابات مجلس الشعب فى دورتى 20.0 - 2005 و2005 -2010، وكان تعتبره الجماعة صوتا من الأصوات التى يمكن دعمها تحت قبة البرلمان وهذا ما حدث بالفعل فى دورة 2005 بانتخابات مجلس الشعب.
لم يتغير الوضع كثيرا إبان ثورة 25 يناير، فأمام دار القضاء العالى شارك حمدين صباحى فى مظاهرات الإخوان أمام دار القضاء العالى فى تلك الفترة، اعقبها تحالف بين حزبه الكرامة، وحزب الحرية والعدالة - المنحل- والذى أسسته الجماعة عقب 25 يناير 2011 مباشرة واعتبره الذراع السياسى للتنظيم فى ذلك الوقت، وترأسه حينها محمد مرسى الرئيس المعزول.
خرجت أصوات من التيار المدنى حينها تستنكر تحالف صباحى مع الإخوان فى انتخابات مجلس الشعب فى 2012، والمشاركة فى قائمة حزب الحرية والعدالة الانتخابية، إلا ان حمدين صباحى تجاهل كل هذه الأصوات، وكان على أمل أن يحظى بدعم الجماعة فى انتخابات الرئاسة عام 2012، الذى أعلن الترشح الترشح فيها، إلا أن الإخوان خذلوه فى هذا التوقيت، ورغم إعلانها عدم الدفع بمرشح فى انتخابات الرئاسة، وهو ما دفع حمدين للتحالف معها، تراجعت الجماعة عن موقفها فى اللحظات الأخيرة ودفعت بكل من خيرت الشاطر ومحمد مرسى، ليبدأ صباحى فى تغيير موقفه من الجماعة نظرا لأنها خذلته ولم تدعمه فى الانتخابات، حيث وجد أن مصلحته من الإخوان قد انتهت.
كان لحمدين صباحى عقب 25 يناير 2011، تصريحات يدافع فيها عن جماعة الإخوان، ويعتبرها أنها الفصيل الأقوى فى مصر، وأنه لا يجب إقصائها، بل وجد أن إشراك الإسلاميين فى الحياه السياسية ، وكان ذلك قبل اسابيع من انطلاق الانتخابات البرلمانية عام 2012، والتى تحالف فيها حزب الكرامة مع قوائم الإخوان ليحظى بفوز 6 من نوابه فقط بين قوائم الجماعة.
خلاف صباحى مع الإخوان لم يكن من أجل أهداف متعلقة بمصلحة البلد، ولكن الخلاف كان على تخلى الجماعة عنه فى انتخابات الرئاسة عام 2012، وإعطائها ظهرها له وكان هذا بمثابة التحول المفاجئ لموقف صباحى من الجماعة مما دفعه لتشكيل جبهة ضدها.