"التوك التوك"، مركبة بثلاث عجلات حضرت إلى محافظة سوهاج، عقب استيرادها من الهند من قبل بعض التجار، كانت فى البداية محل سخرية من الجميع، أعدادها كانت لا تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة بكل مركز من مراكز المحافظة، استخدمها أصحابها فى البداية في العمل من أجل الحصول على الرزق، ولكن سرعان ما تطور الهدف منه، ولكن بطريقة غير قانونية، وتحول إلى بؤرة إجرامية متنقلة يستخدم فى كل شيء، الدعارة وتجارة المخدرات نقل السلاح والذخيرة، بل فى أعمال السرقة للمحال التجارية والمنازل.
وبالرغم من كل الجهود التى تبذل من قبل الأجهزة الأمنية، للحد من الحوادث والجرائم التى ترتكب باسم "التوك توك"، فإن هناك حالة من عدم الرضا فى الشارع، خاصة بعد زيادة أعداده بالقرى والمراكز، وأصبح بكل مركز ما بين 2000 إلى 4000 مركبة ويزيد، وأصبح السبب الرئيسى فى حوادث الطرق التى تترك وراءها العديد من القتلى والمصابين، بالإضافة إلى أنه فى بعض الأحيان يكون هو الضحية.
تقول صباح على موظفة بالتربية والتعليم، إن سوهاج بها أكثر من 60 ألف "توك توك" على مستوى المحافظة، وفى ظل الظروف الراهنة ومحاولة الحصول على الأموال لصالح الدولة، وفى محاولة لتقنين مركبات "التوك توك" للحد من الحوادث، وتقليل معدل الجريمة، هناك فكرة إذا تم تطبيقها سوف تساهم فى دعم المحافظة بمليون و800 ألف جنيه شهريا، يتم استخدامها فى إصلاح البنية التحتية للمحافظة، وتقلل من اعتماد المحافظة على الدولة بشكل كبير.
هذا الفكرة أن كل مجلس مدينة، يقوم بعمل حصر لمركبات "التوك التوك" الموجود به، وترقيمها برقم تابع لمجلس المدينة، وكل مركز يحصل على لون معين يختلف عن لون المركز الموجود بجواره، للحد من عملية تحركه بين المراكز بطريقة عشوائية، وبعدها يتم الاستفادة منه داخل المجالس بالمراكز والقرى، وتشكيل فريق يكون هو المسئول عن تنظيمه، ويتم تحصيل مبلغ جنيه واحد يوميا رسوم للتوك توك، ويتم وضع هذه الأموال في صندوق بمجلس المدينة أو مجلس القرية، ويتم صرفها على استبدال لمبات الإنارة و الصيانة للسيارات والمركبات الموجودة بالمجالس، وبهذا يكون تم تقنين "التوك التوك" وترقيمه وتلوينه لمعرفة من هو مرتكب الحوادث.
من جانبه قال اللواء نور الدين عبد الرزاق، عضو مجلس النواب عن دائرة طما، بمحافظة سوهاج، إنه سوف يتقدم بطب مناقشة إلى الدكتور على عبد العال، رئيس مجلس النواب، لسرعة مناقشة مشروع قانون المرور الجديد، والذي يتضمن مواد قانونية تقنن وضع وتنظم سير التوك توك.
وأضاف اللواء نور الدين عبد الرزاق، فى تصريحات خاصة لـ "برلمانى"، أنه رغم أن البعض يعترض على وجود التوك توك في الشارع، إلا أنه أصبح واقعا وتعيش أسر على دخله ولا بد من التعامل معه وتقنينه مؤقتًا، حتى تنتهي تلك الظاهرة المنتشرة، مع تطبيق مواد حظر استيراد ولو لفترة محددة وتصنيع التوك توك بالقانون الجديد، بجانب أن انتشار أنواع منه متهالكة ولا تصلح كمواصلة أمنة.
وتابع نائب سوهاج: لابد أن يتم تقنين وضع التوك توك، وترخيصه واستخراج رخصة سير ورخصة قيادة، على أن يكون قائده لا يقل عمره عن 16 عامًا، مشيرًا إلى أن الحديث عن أن "التوك التوك" أصبح بؤرة إجرامية متنقلة، خاصة فى سوهاج، أمر غير صحيح، حيث كان ذلك موجودا بالفعل عقب ثورة 25 يناير، لكن الأمر تم السيطرة عليه فى الوقت الحالى مع عودة الأمن للبلاد، ولا يستخدمه فى الجريمة سوى المنحرفون فقط.