بعد فترة من عدم التعليق على الأزمة بين قطر، ودول الخليج ، خرج الرئيس الأمريكى بتهديدات صريحة لقطر بنقل القاعدة العسكرية .
تهديد ترامب لقطر بعد فشل الوساطة
تصريحات دونالد ترامب، جاءت بعد فشل وساطة وزير خارجيته ريكس تيلرسون، لحل الأزمة بين دول الخليج ، وقطر ، ورغم أن موقف ترامب من البداية كان واضحا فى رفض سياسة قطر، إلا إنه لم يعلق أيضا على مواقف وزير خارجيته تيلرسون، والتى تأتى مخالفة تماما لمواقفه، وكذلك لم يعلق على توقيع اتفاقية تفاهم بين الولايات المتحدة الأمريكية وقطر لمواجهة ووقف تمويل الإرهاب، وهو ما وصفه البعض بتناقض واضح فى إدارة الولايات المتحدة للازمة.
ففى الوقت الذى هاجم ترامب، فيه قطر بشدة مع بداية قرار قطع العلاقات، ووصف القرار بأنه بداية حقيقية لمواجهة تمويل الإرهاب، وجدنا وزير الخارجية الامريكية يدير الأزمة بشكل مختلفة ويسعى للتفاوض ، وأحيانا يثنى على قطر فى مواقفها ويصفها بالمتزنة .
ترامب يلوح بنقل "العديد"
مهاجمة ترامب، لقطر ليست بالجديدة ، وإنما الجديد فيها هذه المرة هو التلويح بورقة قاعدة "العديد" العسكرية ، والتى تعد أكبر قاعدة عسكرية فى منطقة الخليج، وفى تصريحات بثتها قناة "كريستيان نت ورك"، قال الرئيس الأمريكي، إن واشنطن لن تتردد فى نقل قاعدتها العسكرية من الدوحة إذا ما اضطرت إلى ذلك، وتابع : "سترحب عشرات الدول ببناء قاعدة أخرى إذا اضطررنا للرحيل، فإننا سنجد عشر دول مستعدة لبناء قاعدة عسكرية بدل تلك الموجودة فى قطر".
وأضاف الرئيس الأمريكى، أن قطر عـرفت بتمويل الإرهاب.. "أبلغناهم بضرورة التوقف عن تمويل الإرهاب، لا يمكن أن يقوموا بذلك، إن الإرهاب وحش، ولا بد من الاستمرار فى تجويع هذا الوحش".
هل ننتظر تحرك حقيقى من أمريكا؟
ولكن هل ستلى تهديدات ترامب، هذه المرة تحركا فعليا من الولايات المتحدة الأمريكية، لإلزام قطر بتغيير سياستها؟، أم أن المسألة ستقتصر على تبادل الأدوار داخل الإدارة الأمريكية ما بين ترامب ووزير الخارجية فى الضغط على قطر أو إظهار مواقف متعاطفة معها؟
العرابى: واشنطن تحاول الظهور بأوجه متعددة فى أزمة قطر وتهديدات ترامب الهدف منها إبداء موقف ضاغط
وقال السفير محمد العرابى، وزير الخارجية الأسبق ، عضو لجنة العلاقات الخارجية، إن تهديدات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، لقطر الهدف منها أن تظهر واشنطن بمظهر الضاغط، حتي تتسق مع موقفها في قمة الرياض .
وأضاف العرابى لـ"برلمانى" في نفس الوقت تحاول حفظ ماء وجه قطر كحليف قديم، ولذلك نجد بعض أعضاء الإدارة الأمريكية يظهرون تحيزًا لقطر .
وأشار العرابى إلى ان واشنطن تدرك صعوبة نقل القاعدة وخاصة مع اقتراب إيران من منطقة الخليج والنظرة ااستراتيجية لقطر كآخر معقل للإسلام السياسي بعد انحسار المد اإخواني في المنطقة وتراجع المنطق اﻷمريكي بأهمية سيادة اﻷسلام السياسي.
وتابع العرابى: "واشنطن لديها عدة اعتبارات وقد تكون متناقضة، فتحاول الظهور بأوجه متعددة في هذه اﻷزمة".
وفى نفس السياق، قال طارق الخولى أمين سر لجنة العلاقات الخارجية، إن مواقف ترامب مغايرة لأعضاء فى الإدارة الأمريكية، وهذا يولد لدى الدول المختلفة نظرة من التناقض وعدم الوضوح فيما تريده الولايات المتحدة من الأزمة .
وأضاف الخولى لـ"برلمانى"، المسائل لا تحتمل مجرد وعود أو تهديدات، إما أن يكون هناك محاربة فعلية للإرهاب ويتم اتخاذ كل الإجراءات في سبيل ذلك، أو سنظل فى هذه الدائرة".
وتابع الخولى، إن موقف الولايات المتحدة الأمريكية مازال يمثل محاولة للخروج بمكاسب قد تكون اقتصادية، وهو ما يولد مواقف غير حاسمة لدى الجانب الأمريكى .
وأشار إلى أن الأيام المقبلة ستسفر عن المزيد فى ظل أن ترامب وضع نفس أمام الرأى العام العالمى فى وعود كلها متعلقة بمواجهة الإرهاب والدول الداعمة له.