عندما تتحدث مع أحد من أبناء التيار الإسلامى، حول حقبة جمال عبد الناصر، تبرز كلماته بقصد أو دون قصد عن بغضه وكره، ولم يكن بغض أبناء التيار الإسلامى لعبد الناصر يأتى من فراغ، وإنما جاء من حرص الإخوان المستمر على تشويه "عبد الناصر" والترويج لفكرة أنه كان معاديا للدين الإسلامى، والحكمة الشعبية تقول "الزن على الأذن أمر من السحر" فإذا كانت القيادات تردد دائما أن "عبد الناصر" رسخ للدولة المعادية للإسلام، فلماذا إذن لا يبغض أبناء الحركة الإسلامية "الزعيم" رغم أنه هو الذى أسس إذاعة القرآن الكريم.
تشويه الإخوان لـ"عبد الناصر" لم يكن صدفة بل كان مدبرا من قبل قيادات الإخوان، الذين ألفوا كتبا فى هذا الصدد، منها على سبيل المثال لا الحصر كتب زينب الغزالى، ليس هذا فحسب بل وأصدروا أفلاما وثائقية حول اعدام سيد قطب.
وعن تشويه الإخوان لجمال عبد الناصر، يقول أحمد بان الخبير فى الحركات الإسلامية، إن هناك خصومة تاريخية بين جمال عبد الناصر وبين جماعة الإخوان، أو بمنعى أصح بين الإخوان وثورة 23 يوليو، فالجماعة تمردت بعد نجاح الثورة وبدأت تشويه ثورة.
وعن الأسلوب الذى اتخذته الجماعة فى تشويه "عبد الناصر".. يوضح "بان" أن الإخوان استخدمت اسلوب تزيف الحقائق التاريخية والترويج بأن عبد الناصر عدو للدين الإسلامى، وهو السبب الرئيسى فى إنهاء الثورة الإسلامية، والدفع بمصر نحو الدولة العلمانية، وتصويره بأنه يحابى أهل الفن ويراعيهم ويضطهد أهل الدين".
وعن نجاح الإخوان فى تشويه جمال عبد الناصر، يقول "بان":" الجماعة نجحت فى تشويه عبد الناصر خارجيا بسبب دعاياتهم وترويجهم عن اعدام سيد قطب"
وفى هذا السياق قال الدكتور جمال المنشاوى، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، إنه علي مدي عقود شوهت الاخوان تاريخ الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ولم يروا فيه إلا الجانب السئ وهو جانب الصراع معهم وركزوا علي الجوانب السلبيه فيه من تعذيب للإخوان وملاحقاتهم وغيرهم.
وأضاف الخبير فى شئون الحركات الإسلامية لـ"برلمانى" أن الإخوان أغفلت بعض الحقائق التي تخص هذا الصراع مثل حقيقة حادثة المنشيه التي ظلوا يقولون انها تمثيليه لسنوات عديده وكذلك المبالغه الشديده في قصص التعذيب، كما اغفلوا المنظومه الاجتماعيه والصحيه الرائعه والتصنيع والانحياز للفقراء والدور المصري في مساعدة الدول علي التحرر وانشاء منظمة عدم الانحياز وقيمة مصر الدوليه والاقليميه.
وفى السياق ذاته قال طارق البشبيشى، القيادى السابق بجماعة الإخوان، إن الجماعة ما زالت تزور تاريخ الرئيس الراحل جمال عبد الناصر و تتعمد تشويه كل رموز مصر التى تصدت لخيانتها، فجمال عبد الناصر مازال يميت الإخوان غيظاً و كمداً و حسرة و هو فى قبره.
وأضاف القيادى السابق بجماعة الإخوان، إن عبد الناصر هو الذى فكك تنظيمهم و بنى دولته بعد ثورة 1952 معتمداً على الانحياز للشعب و ليس الانحياز للتنظيم و هو الذى لم يخشاهم و واجههم بشجاعة حتى تآمروا عليه و حاولوا اغتياله مرتين مرة فى المنشية بالأسكندرية سنة 1954 و مرة أخرى سنة 1965.
وتابع القيادى السابق بجماعة الإخوان: كان الإخوان يريدون أن يسيطروا على السلطة و تمكين تنظيمهم و سيادة أفكارهم الفاشية و تحويل جيش مصر الذى قام بثورة 23 يوليو إلى جيش للتنظيم وهو ما رفضه جمال عبد الناصر و رفاقه و تصدوا له و لم ينسى الإخوان ذلك له و عملوا على تشويه تاريخه و سمعته انتقاماً مما فعله معهم.
فيما قال هشام النجار، الباحث الإسلامى، إن جمال عبدالناصر كان ضد الاخوان ومشروعهم تماما لذلك روجوا أن جمال عبد الناصر كان ينتمى للإخوان لمحاولة تشويه تاريخه، والعبرة بالنهايات وليس معنى أنه اقترب منهم كما سعت الإخوان للترويج إلى ذلك في مرحلة أنه صار منهم أو اقتنع بهم لكنهم كانوا فصيل موجود على الساحة ومن الطبيعى ان يتم الاحتكاك بهم والتعامل معهم.
وأضاف أن ما فعله عبد الناصر أنه عرض عليهم الطريق والمنهج والمسار الصحيح بأن يحلوا جماعتهم تلك أولا ويشتركوا مع باقي التيارات لانجاح الثورة فرفضوا لأنهم ارادوها خاصة بالاخوان فرفض تماما لأن رؤيته تقوم على أن الثورة هى ثورة المصريين وليست ثورة جماعة أو تيار بعينه ولن يقدر على النهوض بها فصيل أو تيار وكانت رؤيته هي الصائبة.
واستطرد: لاحقا بعد نجاح وانتصار الثورة طالبهم بحل تشكيلاتهم العسكرية ونظامهم الخاص وحل جماعتهم والعمل من خلال مؤسسات الدولة وعرض عليهم وقتها العمل من خلال هيئة التحرير لكنهم رفضوا لأنهم لا يسعون لشراكة إنما للاستحواذ والانفراد بالسلطة فكان الفراق بينه وبينهم، واتضح من تطورات الاحداث ومن طبيعة الأحداث التي جرت مؤخرا على الساحة المصرية ونتائجها أن رؤية عبد الناصر كانت هي الصواب وأن الاخوان لو عملت بنصائحه القديمة لهم لما كان هذا مصيرهم الآن.
وهاجم الشيخ سامح عبد الحميد، الداعية السلفى، جماعة الإخوان الإرهابية، قائلا: "فى ذكرى ثورة 23 يوليو، الإخوان كذبوا على جمال عبد الناصر وشوهوا التاريخ لمصلحتهم، ومن الظلم أن نظن أن روايات الإخوان للتاريخ هى الحقيقة التى وقعت أحداثها بالفعل".
وأضاف "عبد الحميد"، فى بيان صادر عنه اليوم الأحد، قائلا: "ها نحن نرى مدى كذب جماعة الإخوان وتزويرهم للحقائق الآن فى الوقت المعاصر، ونرى مدى تمزيقهم لبعضهم البعض، وخسفهم الأرض بحلفائهم السابقين، فما بالك بأكاذيبهم على خصومهم، كما يكذبون الآن ويزعمون وقوع حالات اغتصاب فى السجون المصرية، وحالات تعذيب بطريقة مبالغ فيها، وقد اعترفوا أن اعتصام رابعة كان به سلاح، ونراهم الآن يأمرون أتباعهم بتفجير أبراج الكهرباء وقتل القضاة ورجال الشرطة، ونرى فيهم المكفراتية أمثال وجدى غنيم وعصام تليمة".
وتابع الداعية السلفى بيانه بالقول: "الإخوان تعاملوا بعنف مع عبد الناصر، وكونوا ميليشيات التنظيم الخاص المسلح، بل وحاولوا قتل عبد الناصر نفسه فى حادث المنشية، وشكلوا خطرًا على الدولة كما يُشكلون خطرًا الآن على مصر، وانظر إلى قنواتهم التى تُشوه مصر وتحض على العنف والإرهاب، وإلى احتلالهم ميدان رابعة 46 يومًا، ومقاومتهم الشرسة للفض، حتى إن فض إشارة رابعة استغرق 14 ساعة لشدة المقاومة وهرب كل قادة منصة رابعة وتركوا الشباب والنساء والأطفال".
وعن اتهامات الإخوان لجمال عبد الناصر بتعذيب عناصرهم والتضييق عليهم فى السجون، قال الداعية السلفى سامح عبد الحميد: "سيد قطب كان مُتاحًا له أن يُؤلف كتاب الظلال فى سجن عبد الناصر، وأخرجه فى 30 جزءًا، وهذا يدل على أنه كانت لديه إمكانات متوفرة للكتابة داخل السجن، مثل المراجع والدفاتر الكثيرة، فهذا حال من كان محكومًا عليه بالإعدام، فالمفترض أن باقى المساجين فى رفاهية أكثر".