بعد أن ساعدت قطر فى مواجهة الدول العربية، تحاول تركيا أن تتدخل فى الأزمة العربية القطرية وإشراك نفسها كوسيط، وذلك بعدما بدأ رجب طيب أردوغان الرئيس التركى جولة لدول الخليج لإقناعهم بالمصالحة مع قطر، تلك الجولة التى وصفها مراقبون بالفاشلة.
تركيا التى تعد جزءاً من أزمة الدول العربية مع قطر تحاول أن تصور للمجتمع الدولى أنها ستحل الأزمة، إلا أن سياسة قطر هى نفسها السياسة التركية المتمثلة فى التدخل فى شئون الدول الداخلية ودعم عناصر إرهابية وتمويلها ولعل ملف الإخوان وداعش هو الأبرز والعامل المشتركة فى السياسة التركية والقطرية.
وفى هذا السياق قال طارق رضوان وكيل لجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب، إن نتيجة الضغوط التى مارستها الدول الأربعة الداعية لمكافحة الإرهاب الممول من قطر، لجأت الدوحة للدفع بالرئيس التركى رجب طيب أردوغان لتخفيف الضغوط عليها.
وأضاف وكيل لجنة الشئون الخارجية فى تصريحات لـ"برلمانى"، إن الاقتصاد القطرى يشهد خسائر كبيرة نتيجة المقاطعة التى فرضتها الدول الأربعة، مشيرا إلى أن حجم خسائر الدوحة بلغ 100 مليار دولار فى شهر واحد.
وأشار رضوان إلى أن كل تصريحات دول المقاطعة تؤكد أنه لا بديل على التزام قطر بالشروط والتخلى عن دعم الإرهاب، وأن أردوغان لن يستطيع التخفيف عن الضغوط التى تمارس على الدوحة.
وعلق الدكتور طارق فهمى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، على جولة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان بدول الخليج، قائلا: أن مستوى إدارة الأزمة مع قطر ارتفع لمستوى أعلى بداية بخطاب الشيخ تميم أمير دولة قطر مرورا بالدفع بالرئيس التركى لحل الأزمة".
وأضاف فهمى فى تصريحات لـ"برلمانى"، أن خطاب أمير قطر كان بداية لسلم التنازلات التى ستتبعها الدوحة لتخفيف الضغوط عليها، وأنها ترمى بثقلها على الجانب التركى والغربى لحل الأزمة مع الدول الأربعة.
وأشار أستاذ العلوم السياسية إلى أن قطر تريد من يساعدها للهبوط من أعلى الشجرة، فدفعت بالرئيس التركى فى جولة خليجية لتخفيف الضغوط على قطر، لافتا إلى أن جولة الرئيس التركى لن تحدث اختراقا فى الموقف الراهن.
ولفت إلى أن الدور التركى يتحول من الانتهازية السياسية التى تم اتباعها فى إدارة الأزمة إلى دور معاون لقطر لتخفيف الضغوط عليها، لكنه لن يستطيع أن يقوم بدور الوسيط لأنه منذ بداية الأزمة وهو منحاز للجانب القطرى، فضلا عن إغلاق القاعدة التركية كانت إحدى المطالب التى أعلنت عنها الدول الأربعة.
وتابع أن الرئيس التركى لن يقدم حلولا للأزمة مع قطر، ولكنه سيحاول تخفيف الضغوط على الدوحة وتقريب وجهات النظر وعدم التصعيد، مشيرا إلى أن هناك قيود لا تمكن أردوغان من الوساطة لأنه منحاز للدوحة ويوجد شبهات فى علاقته بدعم الإرهاب.
من جانبه قال النائب يسرى الاسيوطى، عضو ائتلاف دعم مصر، إن السياسة التركية هى ذات السياسة القطرية المتمثلة فى دعم الجماعات الإرهابية وتمويلها لتنفيذ عمليات إرهابية، فكيف يمكن لتركيا أن تزعم بأنها ستحل الأزمة أو تحاول إقناع دول الخليج بالتصالح مع قطر.
وأضاف عضو ائتلاف دعم مصر، لـ"برلمانى" أن الدول العربية مصرة على التزام قطر بجميع المطالب الـ 13 التى تم تحديدها فى وقت سابق من شهر يونيو الماضى ولن يتم التنازل عن أى مطلب من تلك المطالب.
فيما قال محمد حامد، الخبير فى شئون العلاقات الدولة، إن الرئيس التركي الذي طالما اتبع سياسة خارجية متهورة ومحفوفة دوما بالمخاطر ورطت تركيا في أزمات كثيرة كانت ليس في حاجة إليها يزعم أنه يحاول حل الأزمة العربية القطرية.
وأضاف إن زيارة اردوغان ثلاث عواصم خليجية الرياض الكويت الدوحة في منتهي الأهمية ولكن الرئيس التركي يتحرك بكونه من اتخذ قرار انفراديا هو وبرلمانه بالانحياز لقطر وطالما خلط أردوغان بين سياساته وأفكاره وسياسات الدولة التركية وهو ما ورط تركيا في أزمات عدة من قبل ولكن اليوم يتحرك بأضواء خضراء من دول وعواصم قمة 20 أو بمعني آخر بضوء أمريكي أوروبي بعد أن تعثر تيلرسون و جبرايال ولودريان ومن قبلهم وزير خارجيته نفسه جاويش أغلوا في رمضان الماضي ومع اندلاع الأزمة.
وأوضح أن استثناء الإمارات من الزيارة هو دليل جديد عن انحياز أنقرة للدوحة وللديوان الاميري القطري فقط!! حيث ان انقرة مازالت علي رؤيتها الضيقة إن الخلاف إماراتي قطري وصراع أدوار ونفوذ وأنه يمكن اختراق موقف الرباعي العربي المقاطع استمالة السعودية لتغيير موقفها أو على الأقل تخفيف وطاة المقاطعة التي بدأت تخنق الدوحة وأنصارها وضيوفها.
كان خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، عقد فى قصر السلام، بجدة، جلسة مباحثات مع الرئيس رجب طيب أردوغان، رئيس جمهورية تركيا.