منذ اندلاع أزمة قطر فى 5 يونيو الماضى، بعد أن اتخذت عدد من الدول العربية قرارا بقطع العلاقات الدبلوماسية معها بسبب استمرارها فى دعم الإرهاب بالمنطقة، والموقف الأمريكى من قطر يتسم بالضبابية والغموض، فتارة يخرج ترامب ليشن هجوما على الدوحة ويؤكد دعمها للإرهاب، وتارة أخرى نجد دعم أمريكى واضح للإمارة القطرية.
بعد 5 أيام من الأزمة القطرية، خرج ترامب ليؤكد دعم قطر للإرهاب، حيث وصف حينها الرئيس الأمريكي قطر بأنها داعم تاريخي للإرهاب، ودعا دول الخليج ودول الجوار لإتخاذ المزيد من الإجراءات لمكافحة الإرهاب، وقال ترامب في مؤتمر صحفي فى البيت الأبيض "دولة قطر، للأسف، ممول تاريخي للإرهاب على مستوى عال جدا، ويجب أن ينهوا هذا التمويل".
توقع البعض أن الولايات المتحدة الأمريكية ستتخذ مواقف معادية ضد قطر، وأن تصريحات ترامب أكدت أن واشنطن أظهرت العين الحمراء للدوحة، ولكن لم يمر سوى أيام وفوجئ الجميع بتوقيع مذكرة تفاهم قطرية أمريكية لمكافحة الإرهاب، بل وجدنا تصريحات لوزير الخارجية الأمريكى ريكس تليرسون، يمدح قطر، لتثير هذه الخطوة علامات استفهام كثيرة حول الموقف الأمريكى تجاه الدوحة.
يبدو أن قطر أصبح لها رجال داخل الولايات المتحدة الأمريكية، يمنعون أى إجراءات أو قرارات تتخذ ضد قطر من جانب واشنطن، وهم من يأثرون على موقف ترامب تجاه الدوحة.
وفى هذا السياق، قال النائب طارق الخولى، أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، إن هناك سببين رئيسين لتأخر الولايات المتحدة فى اتخاذ موقف واضح ضد قطر، السبب الأول، هو تورط الإدارات الأمريكية السابقة إبان تولى بوش الأبن وأوباما الإدارة الامريكية، حيث كان لهم دور فى توجيه قطر لدعم الإرهاب حتى أصبحت أذرع تلك الإدارات.
وأضاف الخولى، فى تصريح خاص لـ"برلمانى"، إن السبب الثانى فى تأخر اتخاذ موقف امريكى ضد قطر، هو استفادة البعض من الوضع القائم حيث هناك بعض الأطراف بالداخل الأمريكى تحاول استغلال الحرب الدائرة الأن بين الرباعى العربى وقطر، فى إحراز أكبر مكاسب ومصالح لأمريكا، موضحا إن هناك حالة من التشويش والتضارب فى الموقف الأمريكى، ففى ظل تصريحات ترامب نجد وزير الخارجية الأميركى يوقع وثيقة اتفاق مع قطر من أجل مكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى توقيع وزير الدفاع الأمريكى صفقات عسكرية مع قطر والنية لوجود مناورات مشتركة.
وتابع أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، إن الموقف واضح وأن سبب التورط السابق بالإضافة إلى الاستفادة الحالية من الموقف وراء ميوعة الموقف الأمريكى الحالى، متابعًا، قد يكون هناك تبادل للأدوار للقدرة على التعامل مع الملف بما يعزز المصالح الأمريكية ولا يفتح الملفات القديمة المتعلقة بدعم بوش وأوباما لقطر، لأنه قد يضع مسئولية على الولايات المتحدة الأمريكية ومسائلة دولية إذا تطور الوضع الحالى إلى توجيه تحقيقات للنظام القطرى وتهم دعم الإرهاب والتسبب فى مقتل الآلاف من الأبرياء.
من جانبه قال أحمد العنانى، الباحث في العلاقات والشئون الدولية، إن الولايات المتحدة بها مؤسسات تتسم بالتخبط، فالبنتاجون يؤيد قطر لأجل صفقات السلاح التى تستفيد منها أمريكا، وأيضا مصلحتها العسكرية من التواجد فى المنطقة من خلال قاعدة العديد الأمريكية.
وأضاف الباحث في العلاقات والشئون الدولية، إن الخارجية الأمريكية ممثلة فى تليرسون تدعم قطر، وهناك ضغط عليها من جانب نواب لجنة العلاقات الخارجية بالكونجرس لمنع اتخاذ موقف أمريكى ضد قطر.
وأوضح الباحث في العلاقات والشئون الدولية، إن ترامب يعمل بتخبط نظرًا لعدم توافق مؤسسات الدولة الأمريكية مع قراره خاصة عندما دعا الدوحة بتغير سياستها وعدم دعمها للإرهاب، وفى نفس الوقت وقعت اتفاقية أو مذكرة تعاون أمريكية قطرية لمكافحة الإرهاب .
فيما قال محمد حامد، الخبير فى شئون العلاقات الدولية، إن قطر كونت لوبى لها داخل الولايات المتحدة، شمل عسكريين سابقين ونواب فى الكونجرس بتنوعاته سواء منتمين للحزب الجمهورى أو الحزب الديمقراطى.
وأشار الخبير فى شئون العلاقات الدولية، إلى أن قطر أيضا أصبح لها رجال فى الإعلام الأمريكى يمدحون دورها فى المنطقة، مثل المقالات والتقارير الصحفية التى تنشر فى بعض الصحف الأمريكية المؤيدة لسياسة قطر، بجانب وجود بعض صناع القرار الأمريكى يقفون بجانب قطر، علاوة على دعم "تنظيم الحمدين" لمنظمات غير حكومية "مجتمع مدنى أمريكى" للدفاع عنها والمساهمة فى التأثير على الموقف الأمريكى تجاه الدوحة.
وأوضح أن من بين الشخصيات الأمريكية التى تدعم قطر داخل واشنطن، بوب كوركر، السينتاتور الجمهوري البارز، ورئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكى، الذى انتقد دول المقاطعة صراحة، بجانب ديفيد بترايوس رئيس المخابرات الأمريكية السابق، بالإضافة إلى وزير الخارجية الأمريكى.