من المقرر أن تبحث لجنة الزراعة بمجلس النواب خلال دور الانعقاد الثالث الذى يبدأ يوم 5 أكتوبر القادم، سبل تحقيق الاكتفاء الذاتى من القمح والسكر والذرة وبعض المحاصيل الهامة للمواطن المصرى.
وقال أحمد شمروخ عضو لجنة الشئون الاقتصادية بمجلس النواب، إنه يمكن تحقيق الاكتفاء الذاتى من السكر والقمح على المدى القصير بشرط أن يتم إعادة هيكلة طرق إدارة محصول قصب السكر والبنجر والقمح، إذ يتم إهدار كميات كميات بسبب تشديد التحاليل الطبية التى تفرز المحصول وهى ليست ذات جدوى اقتصادية أو صحية، حيث إن المصانع والمطاحن كانت تعمل بدونها بشكل جيد، مطالبًا بتخفيف هذه الإجراءات لأنها تساهم الأن فى تخفيض الإنتاجية وهدر الكثير من المحصول بدعوى عدم تركز السكر به أو الفائدة الصحية كاملة.
كما طالب شمروخ، فى تصريح خاص، بتشغيل مصانع السكر فى أشهر أكتوبر ونوفمبر وديسمبر، حتى يزيد الإنتاج ويخف الضغط على المصانع فى الشهرين الخيرين فقط من السنة على سبيل المثال.
وتوقع عضو لجنة الشئون الاقتصادية، الوصول لاكتفاء ذاتى من السكر وكذلك القمح بنسبة 80% فقط بإعادة إدارة تحويل المحصول الزراعى إلى منتج مُصنع، مؤكدًا أن إتباع خطة للحفاظ على الهدر من المحصول أثناء عمليات الحصاد والنقل والتخزين والتحويل والتعبئة يحافظ على 50% من الإنتاجية، لافتًا إلى أن سوء أماكن التخزين وبدائية النقل تتسببان وحدهما فى إهدار 25% من المحصول.
ولفت النائب البرلمانى، إلى أن عرض رؤيته على، محمد عبد الرحيم، رئيس مجلس إدارة شركة القابضة للسكر والصناعات التكاملية، وأكد له أنه مقتنع تمامًا بكلامه وسيحاول تطبيقه.
رئيس النوبارية للسكر يكشف حقائق حول الاكتفاء الذاتى
من جانبه، قال المهندس حسن كامل رئيس مجلس إدارة شركة النوبارية للسكر، إحدى شركات وزارة التموين، إن على الدولة بكافة مؤسساتها الاهتمام بالارتقاء بإنتاجية الفدان، وكيفية تنمية الإنتاجية وزيادتها من خلال الوسائل العلمية الحديثة فى ظل محدودية الموارد المتاحة الآن للحفاظ على معدل الإنتاج الذى يواجه مشكلة كبيرة تسمى الزيادة السكانية.
وأوضح حسن كامل، أن الأراضى الزراعية الآن مجهدة بسبب قيام الفلاحين بزراعة 3 محاصيل طوال العام عليها وهو ما يقلل من إنتاجيتها، وهذه ليست مسئولية الفلاح وحده بل مسئولية متضامنة مع الدولة وكافة الجهات التى يقع عليها حمل الاهتمام بالأراضى والمحاصيل الزراعية.
وحول رؤيته لتحقيق الاكتفاء الذاتى من قصب السمر والبنجر والقمح، أكد حسن كامل، على أن الحديث عن أى اكتفاء ذاتى فى ظل الزيادة السكانية المستمرة التى حذر منها الرئيس عبد الفتاح السيسى كثيرًا مؤخرًا ستكون عبث وأحلام لن تدخل نطاق الواقع لأننا نزيد سنويًا بمعدل 1.7%، ضاربًا مثال بأن إنتاجنا من السكر يبلغ 70% من حجم استهلاكنا ولا نحتاج لزيادته الآن بل يجب أن نعمل فقط على الحفاظ عليه وهو ما يحتاج لتحقيقه أن ننشأ مصنع جديد كل 3 سنوات بطاقة 150 ألف طن، كما يجب أن نزرع 50 ألف فدان فى دورة زراعية ثلاثية أو رباعية، لأن طبيعة زراعة المحاصيل لا يمكن زراعتها كل عام فى نفس الأرض لتفادى الأمراض التى تصاب بها التربة نتيجة ذلك وهو ما يجعل الفلاح يزرع البنجر عام مثلا ولا يعود لزراعته إلا بعد 3 أو 4 سنوات وفقًا للمعايير العلمية التى لا تطبق غالبًا ما يتسبب فى إجهاد الأرض وقلة انتاجها وقلة الجودة فى أحيان أخرى.
كما أكد رئيس شركة النوبارية للسكر، أن الكلام عن الاكتفاء الذاتى تضييع للوقت لأننا محدودين المساحة والموارد، فذلك يحتاج إلى مساحة أرض زراعية كبيرة ومجارى مائية واستثمارات وأمور كثيرة أخرى، مشددًا "لازم نكون واقعيين، فالمطلوب هو الحفاظ على ما نحن فيه وسط الزيادة السكانية.
وطالب، مجلس النواب والوزراء معًا، بالبحث مع المزارعين طرق لحثهم على زراعة البنجر، إذ يرون أن زراعة محاصيل أخرى أكثر جدوى اقتصادية لهم وهى مشكلة يجب تدخل الدولة ضمن سياساتها للتخطيط الزراعى للحفاظ على تدفق المحاصيل الهامة للأسواق.
وأضاف: "إذا تحدثنا عن السكر والقمح على أنهما محاصيل استراتيجحية فما هى خطة الاكتفاء الذاتى من الفول أو العدس لأنهما فى مقام القمح والسكر، ومتى يتحقق هذا الاكتفاء؟".