وتشير عدد من التقارير الإخبارية إلى إنهاء القوات التركية الاستعدادات العسكرية على الأرض لإطلاق عملية عسكرية تسمى "عملية عفرين"، وذلك فى ظل تهديدات الرئيس التركى رجب طيب أردوغان بقرب إطلاقه للعملية العسكرية للجيش التركى شمال سوريا.
وبالرغم من إعلان الرئيس التركى نيته إطلاق العملية العسكرية فى شمال سوريا فى القريب العاجل لكن الدول العربية والإقليمية والجامعة العربية تلتزم الصمت تجاه تلك الخروقات التى تستهدف فى المقام الأول المكون الكردى وليس كما يروج إعلام أردوغان بأن العملية ستلاحق الجماعات الإرهابية.
ويرى عدد من المراقبين، أن إعلان أردوغان نيته استهداف قوات "PYD" وقوات "PKK" فى شمال سوريا، يأتى فى إطار الرسائل التى يوجهها الرئيس التركى للقيادتين الروسية والأمريكية تمهيدًا للعملية العسكرية التى سيطلقها فى القريب العاجل.
وقال الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، إن بلاده عازمة على القيام بعمليات عسكرية جديدة فى سوريا، مضيفا: "فى وقت قريب سوف نتخذ خطوات جديدة وهامة"، وذلك على غرار عملية درع الفرات التى قام بها الجيش التركى بمعاونة فصائل سوريا مسلحة تدعمها أنقرة، وذلك فى مناطق جرابلس ودابق والباب شمالى سوريا.
واتهم أردوغان عددًا من الأطراف الدولية بمحاولة تعزيز نفوذها فى سوريا بحجة محاربة الإرهاب، مشيرًا إلى الدور الذى تقوم به الوحدات التركية شمال سوريا والذى يثير قلق الرئيس التركى من إقامة كيان كردى مستقل على الحدود مع تركيا.
وتأتى التحركات العسكرية التركية والتعزيزات الكبيرة التى وصلت إلى الشريط الحدودى مع سوريا، وسط صمت من جامعة الدول العربية التى أعلنت مرارا وتكرارا رفضها للتدخلات الإقليمية والدولية فى الشأن السورى، ما يطرح سؤالا حول موقف الجامعة من "تحركات أنقرة" العسكرية التى ينتوى أردوغان التوجه بها إلى الداخل السورى.
ويواصل الجيش التركى إرسال تعزيزات عسكرية كبيرة إلى الحدود مع سوريا وتحديدا فى المناطق المتاخمة لمدينة عفرين، والتى تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية، والتى استهدفت المدفعية والطيران التركى عدة مرات خلال الأسابيع القليلة الماضية، مما أدى إلى مقتل وإصابة عدد كبير من المدنيين السوريين.
وبحسب تقارير إعلامية، شملت التعزيزات العسكرية التركية الأخيرة بطاريات مدفعية ثقيلة ودبابات ومدافع هاوتزر، ويأتى ذلك بعد إرسال الجيش التركى خلال الأسابيع الأخيرة لعشرات الآليات العسكرية المتنوعة إلى مناطق داخل سوريا متاخمة لمدينة عفرين، إلى جانب تعزيزات أخرى للقوات المتواجدة فى مناطق سيطرة قوات "درع الفرات" التى تدعمها أنقرة بالسلاح.
وتزامنا مع التهديدات التى أطلقها الرئيس التركى رجب طيب أردوغان ضد الأكراد فى شمال سوريا، ركزت وسائل الإعلام المقربة من الرئيس التركى خلال الأسابيع القليلة الماضية على فبركة عدد من الأخبار حول طبيعة ما يجرى فى شمال سوريا، وذلك ببث أخبار حول وجود صراع بين العشائر العربية والأكراد فى شمال سوريا، إضافة للترويج لعدد من الأكاذيب أبرزها "مطالبة المدنيين السوريين بالتدخل العسكرى التركى" فى شمال سوريا.