وبعد أكثر من شهرين من اندلاع المواجهة بين قطر والدول العربية الداعية لمواجهة الإرهاب الممول من نظام تميم بن حمد، سقطت الدوحة فى فضيحة جديدة من العيار الثقيل بعدما كشفت وسائل الإعلام العبرية عن أن مسئولين من اليمين واليسار فى إسرائيل تبادلوا الاتهامات فيما بينهم بشأن تلقى تمويلات من إمارة قطر.
وكشف حاخام يتزعم التيار اليمينى المتشدد فى إسرائيل عن تمويل نظام الحمدين لجمعيات وأحزاب يسارية إسرائيلية، بمبلغ يقدر بـ300 مليون دولار.
وقال الحاخام الإسرائيلى نير بن أرتسى أن قطر تدفع مئات ملايين الدولارات للأحزاب اليسارية فى إسرائيل بهدف أن يتولوا مناصب قيادية تنافس رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو.
وأكد "بن ارتسى" أن قطر دفعت 300 مليون دولار لليسار من أجل القيام بحملة إعلامية ضده "نتنياهو" خلال الأيام الماضية لإسقاط حكومة نتنياهو، موضحاً أنه فى أعقاب اتهام "نتنياهو" بجرائم فساد مالى، القى رئيس الوزراء باللوم على اليسار فى قيادة حملة إعلامية شعواء ضده من أجل اسقاط حكومته، مضيفا أن الحملة ممولة من خارج إسرائيل.
ولم تقتصر تمويلات قطر للكيانات الإسرائيلية على أحزاب اليسار، حيث ذكرت زعيمة المعارضة الإسرائيلية تسيبى ليفنى فى وقت سابق لمجموعة من الصحفيين المقربين منها أن قطر مولت الحملة الانتخابية لزعيم حزب الليكود بنيامين نتنياهو بمبلغ وقدره 3 ملايين دولار، من أجل إنجاح حملته الانتخابية خلال انتخابات الكنيست.
وأضافت تقارير إعلامية عبرية أن "ليفنى" التى كانت تترأس حزب الحركة فى ذلك الوقت كانت تخشى فوز غريمها التقليدى بنيامين نتنياهو بسبب هذا الدعم المادى من قبل إمارة قطر التى كانت ترى فى نتنياهو شخصا مناسبا لتوطيد العلاقات مع تل أبيب والتى بدأت فى عام 1995.
وأكدت "ليفنى" فى هذا اللقاء الذى كان شاهدا عليه صحفى بالقناة الأولى بالتلفزيون الإسرائيلى أن هناك علاقات وطيدة بين "نتنياهو" والشيخة موزة زوجة أمير قطر فى حينها حمد بن خليفة آل ثانى ووالدة الأمير تميم الحاكم الحالى للإمارة. وأوضحت ليفنى أن المبلغ المقدم من قبل قطر لـ"نتنياهو" بعد تعهده بتخفيف الضغط على حركة حماس فى حال فوزه فى الانتخابات وأن يقوم بعقد لقاءات سرية مع المسئولين بالحركة.
كما كشف الموقع العبرى النقاب عن تمويل حمد بن جاسم رئيس الوزراء القطرى السابق ووزير الخارجية دفع مبلغ وقدره مليون ونصف المليون دولار لحزب إسرائيل بيتنا الذى يترأسه افيجدور ليبرمان من أجل دعمه سياسا وأن يكون حزب مشارك بالكنيست فى اتخاذ القرار بإسرائيل.
ويرجع السبب وراء دعم "بن جاسم" لـ"ليبرمان" لكونه أكثر المسئولين فى إسرائيل عداوة لمصر، حيث أنه هدد بضرب السد العالى فى عام 2002 بسبب دعم مصر انتفاضة الأقصى المبارك والتى اندلعت فى عام 2000.
ويشغل "ليبرمان" حاليا منصب وزير الدفاع بعدما سطع حزبه فى انتخابات الكنيست من عام 2013 و2015 بسبب التمويل القطرى له، وأصبح مشاركا فى الائتلاف الحكومى.
ولم يتوقف التعاون بين قطر وإسرائيل عند هذا الحد، بل تجاوز النظام القطرى كل الخطوط الحمراء، بعد التوسع فى سياسة تجنيس الأجانب التى يتبناها نظام الحميدين فى قطر، لدرجة تجنيس الإسرائيليين لكى يقودوا الجيش القطرى لحماية تميم بن حمد بن خليفة أل ثانى.
ونشرت صفحة "مباشر قطر" المعارضة لنظام تميم بن حمد بن خليفة أل ثانى صورة للإسرائيلى فايل سكوتك الذى كان يخدم فى الجيش الإسرائيلى، وبعد تجنيسه أصبح يشغل رتبه عسكرية، وقائدا لإحدى الفرق بالجيش القطرى.
وكانت كلا من مصر والسعودية والإمارات والبحرين قطعت علاقاتها بقطر فى 5 يونيو الماضى لدعم تميم بن حمد بن خليفة أل ثانى المنظمات الإرهابية فى الشرق الأوسط.