سعت الجماعة الإسلامية، للهرب من حل حزبها البناء والتنمية؛ بعدما عقدت أمس السبت انتخابات رئاسة الحزب بعد أن تقدم طارق الزمر رئيس الحزب باستقالته، ووافقت الجماعة على الاستقالة، فى الوقت الذى وصف فيه خبراء وقيادات سابقة بحزب البناء والتنمية، الانتخابات بـ"الصورية"، مؤكدين أن الجماعة عليها أولاً تقديم مراجعات حقيقية.
وأطاحت الجماعة الإسلامية بطارق الزمر، رئيس حزبها بعد وضعه ضمن قائمة الـ59 إرهابيا التى أعدتها الـ4 دول عربية الداعية لمكافحة الإرهاب الممول من قطر، وكذلك بعد اعتبار تقرير الخارجية الأمريكية منذ أسابيع أن الجماعة الإسلامية منظمة إرهابية، إذ خشت الجماعة من حظر ناشطها، خاصة بعدما أحالت لجنة شئون الأحزاب ملف حل الحزب للمحكمة الإدارية العليا.
وأعلن الدكتور جمال سمك، أمين عام حزب البناء والتنمية الذراع السياسى للجماعة الإسلامية، ورئيس لجنة الانتخابات المركزية بالحزب، عن فوز تيسير محمد، كرئيس لحزب البناء والتنمية، بعد اكتمال عدد المصوتين له فى الحزب واللجان الفرعية بنسبة 97.3% من إجمالى الأصوات.
وعقدت الجماعة الإسلامية انتخابات رئاسة الحزب المرشح عليها محمد تيسير مرشحًا وحيدًا، بعد استقالة طارق الزمر رئيس الحزب السابق، والهارب إلى تركيا، وحضر كل من الشيخ عبود الزمر، أحد قيادات الجماعة الإسلامية، ونصر عبد السلام رئيس حزب البناء والتنمية الأسبق، وسيد فراج القيادى بالجماعة الإسلامية، وجمال سمك أمين عام حزب البناء والتنمية.
وقال نصر عبد السلام، رئيس حزب البناء والتنمية الذراع السياسى للجماعة الإسلامية، إن الجمعية العمومية أبلغت لجنة شئون الأحزاب بانتخابات رئيس حزب البناء والتنمية بعد استقالة طارق الزمر، رئيس الحزب.
وأضاف رئيس حزب البناء والتنمية، خلال كلمته فى الجمعية العمومية المنعقدة بمقر الحزب فى الجيزة، أن جميع أعضاء الحزب يقدرون جميع الإجراءات القانونية والدستورية، وأنه لم تتم مخالفة الدستور الحالى، والجميع فى الحزب يحترم ويعترف بالدستور المصرى.
فى المقابل وصف ربيع شلبى، القيادى السابق بالجماعة الإسلامية، انتخابات حزب البناء والتنمية بالصورية، التى يسعى من خلالها الحزب أن يتلاشى الأخطاء التى وقع فيها بسبب اختيارهم طارق الزمر لرئاسة الحزب، قائلا إنها محاولة فاشلة من القيادات لمنع حل الحزب.
وأضاف القيادى السابق بالجماعة الإسلامية، أن انتخابات الداخلية لحزب الجماعة الإسلامية، يحاول من خلالها أن يصل الحزب وجماعته موجودة، وأن يظل مستمر فى تحالف الإخوان، إلا أن حل الحزب سيحدث لتورط قيادات بالحزب فى الدعوة للعنف.
بدوره قال صبرة القاسمى، مؤسس الجبهة الوسطية، إن الخطوة التى أجرتها الجماعة الإسلامية، هى خطوة لتحسين صورة الحزب ولكن يلزمها خطوات وخطوات، فلابد من أن يقدم الحزب خريطة طريق لما بعد طارق الزمر، وهذا لم يحدث من الحزب حتى الآن.
وأضاف مؤسس الجبهة الوسطية، أنه لابد للحزب أن يعيد حساباته كحزب مستقل بعيدا عن الجماعة الإسلامية وعن التحالفات التى تخرج من رحم الإخوان كتحالف دعم الإخوان.
من جانبه أوضح هشام النجار، الباحث الإسلامى، والقيادى السابق بجماعة الإسلامية، إن الانتخابات الداخلية لحزب البناء والتنمية لن تحل أزمة الجماعة، لأن الأزمة بنيوية ومنهجية ولن تعالجها مجرد إجراءات شكلية أو تغيير وجوه وأسماء، والملاحظ أن معالجات الجماعة لأزماتها الكبيرة مجرد ردود أفعال متأخرة جدًا وتكتيكية، بغرض النجاة من الغرق بعد التحقق من أن الجماعة مشرفة على الوقوع فى منحدر صعب.
وأوضح أن هذا دليل على أن معالجة أوضاع الجماعة لا تمس المنهج والأداء العام وجوهر الملفات، لكنها مجرد مواقف مظهرية وإجرائية وشكلية توحى باستمرار الأزمة وتكرار نفس الأخطاء، وفى المجمل فهذا الملف معقد وتحكمه مسارات متعددة منها تداخل الجماعة مع الإخوان وتداخلها فى الشأن الإقليمى، وتأثير وتدخل ومدى نفوذ قيادات الخارج بشكل لا يسهل معه الحكم على إمكانية حدوث تغيير من عدمه بمجرد خطوة كهذه.