الزوار المسلمون بقرية ميت دمسيس، يتوافدون على الدير خلال "مولد مارجرجس"، فمنهم من يأتى للعلاج، أو لشراء وشرب "الأباركة"، ومنهم من يأتى للتنزه، وأخرون لنيل البركة، ولا سيما بركة العذراء.
أبو مينا رسام الخشب، دأب على التجوال فى الموالد الإسلامية، والمسيحية، يقصده الناس، للرسم على الميداليات الخشبية، والفوانيس، والبراويز، ونقش أسماءهم، وأمنياتهم، ورسم صورهم ووجوههم، فى أشكال مختلفة.
يقول أبو مينا، فى حديثه لـ "برلمانى"، :"أحب أذهب للموالد القبطية المفتوحة، التى يتوافد عليها المسلمون، لأنهم أكثر عددا وأكثر شراء، بالنسبة لى المولد الذى لا يوجد فيه مسلمون غير مربح، وحين آتى لمولد أعرف أن أكثر المترددين عليه من المسلمين، أحمل معى بضاعة معينة، مثل صورة العذراء، فالمسلمون يتهافتون عليها، والصلبان التى عليها نقوش سداسية قديمة، والبابا شنودة.
ويضيف "أبو مينا" أن السيدات المسلمات، هن الأكثر إقبالا على صور العذراء، بجميع أنواعها، سواء العذراء الحزينة، أو العذراء وهى تحمل المسيح وهو صغير، أما "الحبيبة"، فهم أيضا مصدر رزق كبير لى، فيقبلون على كتابة أسمائهم، وأسماء أحبتهم على صور العذراء، وأيقونات المسيح، ويشترى المسلمون هدايا لجيرانهم وأًصدقائهم المسيحيين، من الصلبان الخشبية، ويكتبون أسمائهم عليها.
ويتابع نقاش الأيقونات، حديثه ويقول، المحبة هى كل حاجة هنا فى المولد، ما الذى يجعل شخصا مسلما، يشترى صورة للعذراء مريم، إلا المحبة، ما الذى يجعل شابا يطبع صورته أو صورة حبيبته، أو خطيبته، أو زوجته، أو أمه، على صورة العذراء مريم، إلا لأن المحبة هى المتحكمة في الحياة، أنا هنا مسيحى، وأكبر منافس لى فى عملى جارى المسلم، لا نعرف أى فروق، ولا أى عوائق، أو حواجز ما بينا، والكل هنا فى الدير وفى المحبة سواسية، مسلم ومسيحى، المحبة هى اللى بتقدم شخص، وبتأخر شخص عن التانى.
ويقول "أبو مينا" إن السيدات المسلمات الحوامل، يحببن أن يشترين صورة العذراء مريم، وهى تحمل السيد المسيح وقت أن كان صغيرا، ويكتبون أسماء أولادهم المنتظرين على الصورة تفاؤلا بذلك، أذكر أن سيدة كانت محجبة، اشترت صورة العذراء وهى تحمل المسيح ووضعتها على بطنها، وأخذت تبكى وتقول يا أم النور مشتاقة أشيل زى ما أنتى شايلة، وتبكى وتصرخ فى وسط دير القديسة دميانة الذى يقام ببلقاس، وتصرخ من البكاء مشتاقة، وبعد ذلك اكتشفت أنها كانت محرومة من الإنجاب أكثر من 10 أعوام زواج، وبعد كل هذه الأعوام حملت، وأتت إلىّ بعدها بعام وهى تحمل رضيعها، وتذكرتها بمجرد أن رأيتها وقالت لى إنها ولدت بسلام، كلها مواقف جميلة، تظهر مدى سماحة الناس، وصفاء النفوس، وإن الناس الطيبيين مثل القديسيين عند المسيحيين، والأولياء عن المسلمين، كلهم قربان وشفاعة، وبركة ومحبة، وإحنا مش عايزين غير المحبة والبركة عشان حياتنا تبقى سعيدة.
وعن ارتفاع الأسعار، يقول أبو مينا ساخرا، المحبة متعرفش الغلا، اللى بيحب حاجة وعايز يعملها هيعلمها، الميدالية تباع بـ 5 جنيهات، ومكتوب عليها بـ 6 جنيهات، ومرسوم عليها بـ 10 جنيهات، المحبة أكبر من 10 جنيهات، مهما كان الناس مش معاها فلوس، بس عندهم قدرة على السعادة، والتواصل مع الآخرين، والتآلف والحب، وطول ما الروح دى موجودة فى نفوس المصريين، سيظل المصريون الأوائل على العالم فى كل شىء، ليس من الضرورى أن نكون أغنياء، لكن متحابين متآلفين، ماذا سأفعل بالمال لو أنا أعيش وحدى، ونحن فى مصر لا نعيش وحدنا نحن مسلمين ومسيحيين واحد لا نعرف التفرقة.