فى خطوة وصفها البعض بالخيط الرفيع الذى يمهد لنشر سماحة الإسلام داخل أوروبا، ويدحض التطرف والجماعات الدينية، أعلنت السفارة البريطانية بالأمس عن خالص تقدريها للأزهر الشريف كمؤسسة دينية، مرحبة بطلابه الذين حصلوا على منحة الدراسات الدينية فى المملكة المتحدة مُتمنية لهم التوفيق قبل سفرهم إلى المملكة المتحدة للشروع فى دراستهم.
وأكدت السفارة فى بيان لها، أن المنحة تهدف إلى تعزيز الحوار بين الثقافات والأديان من أجل تعزيز الأصوات والقيادة الدينية المتجددة والإيجابية فى مصر والعالم ورحب السفير جون كاسن بثلاثة من العلماء الجدد الذين مُنحوا هذه المنحة الدراسية المرموقة قبل رحيلهم إلى المملكة المتحدة، إذ سيبحث كل من الدراسين فى علم اللاهوت والدين المقارن فى واحدة من أكبر الجامعات البريطانية.
يقول شريف حمودة عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، لـ"برلمانى"، إن الأزهر أحد أهم أجنحة القوة الناعمة فى مصر لافتا إلى أن الأزهر يجب أن يكون مشروعا قوميا كبيرا فهو قادر على أن يفعل أشياء غير تقليدية بالمرة بل وتعجز عنها السياسة أحيانا كثيرة.
وأضاف حمودة أن الأزهر يجب أن يكون رأس الحربة المصرية لحل كثير من المشكلات، لافتا إلى أن وفد طلبة الأزهر المسافر لإنجلترا سيكون له دور فعال فى نشر سماحة الدين الإسلامى وتحجيم الجماعات المتطرفة بصفة خاصة داخل لندن.
وأوضح حمودة، أن الأزهر والكنيسة لهما دور هام لما يمثلاه من قوة ناعمة حقيقية لها ثقل إقليمى ودولى مطالبا الدولة المصرية باستغلال هاتين المؤسستين فى إنجاز عدد كبير من المهام والملفات الدولية.
فيما قال محمد عبد العاطى، عميد كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر بالقليوبية، إن الأزهر لا يختص فقط بتعليم الدين الإسلامى الصحيح، ولكن نشر الدعوة الإسلامية فى جميع أنحاء العالم، لتوصيل الإسلام المعتدل للجميع، وله مبعوثان فى كل أنحاء العالم سواء فى أوروبا أو أدغال أفريقيا أو غيرها.
وأضاف عميد كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر بالقليوبية، أن وجود مبعوثين للأزهر فى بريطانيا، سيساهم بشكل كبير فى دحر الفكر الإرهابى المنتشر فى لندن، وتغيير وجهة نظر الرأى العام الغربى الذى يربط بين الإسلام والإرهاب، كما أنه سيحاصر جماعة الإخوان التى تسيطر على المراكز الإسلامية والمساجد البريطانية.
وأشار عميد كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر بالقليوبية، إلى أصحاب الأفكار المتطرفة أمثال داعش والإخوان هم من يتولون مسئولية السيطرة على المراكز الإسلامية، مما أضر بصورة الإسلام، وبالتالى فإن هذه الوفود ستكون محاربة لهذا الفكر، ولابد أن تكون مهمتها هو أن تفقد جماعة الإخوان سيطرتها على المراكز الإسلامة فى لندن، ويتولى دعاة الأزهر مسئولية نشر الدعوة بأنفسهم فى المساجد اللندنية والمراكز الإسلامية.
ولفت عميد كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر بالقليوبية، إلى أن هذه الخطوة ستدعم بشكل كبير مسألة تجديد الخطاب الدينى وتوضيح المفاهيم الخاطئة التى وصلت للغرب عن الإسلام من قبل الإخوان وداعش، خاصة أنها تأتى فى وقت انتشر فيه الإرهاب فى الغرب وبدأوا يلصقوه بالإسلام وبالتالى فإن وجود مثل هذه الوفود أمر فى غاية الأهمية يدعم تصحيح صورة الإسلام، ومواجهة الفكر التكفيرى المنتشر بشكل كبير فى العاصمة البريطانية لندن.
فيما اعتبر هشام النجار، الباحث الإسلامى، هذه الخطوة بداية تجديد الخطاب الدينى على مستوى العالم، موضحا أن الأزهر يقوم بدور مهم فى نشر مفاهيم الإسلام السمحة وله نفوذ روحى على المسلمين فى العالم.
وأضاف الباحث الإسلامى فى تصريحات لـ"ابرلمانى"، أن الأزهر ينبغى عليه أن يملأ دعاته الساحة الأوروبية التى يستغلها الإخوان والتنظيمات الإرهابية الأخرى فى نشر أفكارهم المتطرفة، لكن هذا سيتطلب في الجهة المقابلة - فى إشارة إلى بريطانيا - جهدًا وشفافية ومصداقية من جانب بريطانيا برفع الغطاء السياسى والنفعى فى علاقتها مع تنظيمات الإسلام السياسى وفى مقدمتها الإخوان.
وحول إمكانية سيطرة الوفود الأزهرية على المراكز الإسلامية التى تسيطر عليها الإخوان قال النجار:"سيحتاج هذا لوقت وتعاون من السلطات والأجهزة البريطانية وسيحتاج الأمر لجهود موازية من جهات وأطراف أخرى بجانب جهود الأزهر خاصة الجهد الدبلوماسى والثقافى والفنى والفكرى عبر النخب الفكرية فى مختلف التخصصات بالنظر لثقل المهمة وتغلغل نشاط الإخوان والجماعات التكفيرية والمتطرفة داخل بريطانيا".