فى حلقة جديدة من الأزمة بين قطر ودول الرباعى العربى الداعية لمواجهة الإرهاب الممول من نظام تميم بن حمد، والتى تضم مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين، آثار تحريف وسائل الإعلام القطرية مضمون الاتصال الهاتفى الذى جرى بين ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان، وتميم بن حمد ردود فعل واسعة فى الصحافة الغربية، حيث علقت صحيفة فينانشيال تايمز فى تقرير لها الأحد، بقولها إن هذه الخطوة من شأنها إطالة أمد الأزمة القائمة.
وقالت الصحيفة البريطانية فى تقريرها المنشور على موقعها مساء اليوم، إن تحريف قطر لمضمون المكالمة الهاتفية، أدى إلى تعثر جهود الوساطة بعد تدخل شخصى من الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، يعكس مدى صعوبة التوصل إلى حل للأزمة، مضيفة أن الخلاف يعد الأسوأ بين دول الخليج منذ عقود، حتى أنه قلب الحلفاء الغربيين ضد بعضهم البعض.
وكانت السعودية أعلنت وقف الحوار مع قطر، بسبب تحريف وكالة الأنباء القطرية لما جاء فى الاتصال الهاتفى. وقال مصدر سعودى مسئول فى وزارة الخارجية أن ما نشرته وكالة الأنباء القطرية لا يمت للحقيقة بأى صلة.
وقال المصدر وفقاً لما نشرته وكالة الانباء السعودية "واس"، "أن ما تم نشره فى وكالة الأنباء القطرية هو استمرار لتحريف السلطة القطرية للحقائق، ويدل بشكل واضح أن السلطة القطرية لم تستوعب بعد أن المملكة العربية السعودية ليس لديها أى استعداد للتسامح مع تحوير السلطة القطرية للاتفاقات والحقائق، وذلك بدلالة تحريف مضمون الاتصال الذى تلقاه سمو ولى العهد من أمير دولة قطر بعد دقائق من اتمامه".
وأضاف المصدر، أن "الاتصال كان بناء على طلب قطر وطلبها للحوار مع الدول الأربع حول المطالب، ولأن هذا الأمر يثبت أن السلطة فى قطر ليست جادة فى الحوار ومستمرة بسياستها السابقة المرفوضة، فإن المملكة العربية السعودية تعلن تعطيل أى حوار أو تواصل مع السلطة فى قطر، حتى يصدر منها تصريح واضح توضح فيه موقفها بشكل علنى، وأن تكون تصريحاتها بالعلن متطابقة مع ما تلتزم به، وتؤكد المملكة أن تخبط السياسة القطرية لا يعزز بناء الثقة المطلوبة للحوار".
ولفتت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية إلى أن تعليق الحوار يأتى بعد زيارة أمير الكويت إلى واشنطن يوم الخميس الماضى، لبحث وساطته التى فشلت حتى الآن فى تحقيق تقدم.
وجاءت الجهود لبدء المحادثات فى مؤتمر صحفى مشترك مع نظيره الكويتى، عرض ترامب للتوسط شخصيًا فى النزاع، قائلا إنه يمكن حلها "بسهولة إلى حد ما"، ثم تحدث ترامب مع قادة فى السعودية والإمارات وقطر يوم الجمعة، داعيًا إلى الوحدة العربية ضد التهديد المشترك من إيران.
وسلطت الصحيفة البريطانية فى تقريرها الضوء على ما هو قائم من خلافات داخل الإدارة الأمريكية بشأن ملف تمويل قطر للإرهاب، مشيرة إلى أن تدخل ترامب عبر تغريداته التى أكد فيها ضرورة التصدى لدور الدوحة فى دعم الإرهاب، رفع سقف التوقعات لدى دول الرباعى العربى من احتمالات إقدام البيت الأبيض على تحرك جاد ضد النظام الحاكم فى قطر، غير أن وزير الخارجية ريكس تيلرسون يتبنى نهجاً مخالفاً لما يروجه الرئيس الأمريكى فى هذا الشأن.
وأكد مراقبون أن ما هو قائم من خلافات بين ترامب ووزير خارجيته يعكس عرقلة الأخير أهداف الرئيس الأمريكى فى مواجهة الإرهاب والدول الممولة للكيانات المتطرفة، حيث أن ريكس تيلرسون الذى ترأس فى وقت سابق شركة إيكسون موبيل النفطية، شغل فى تسعينيات القرن الماضى مقعد فى مجلس الأعمال الأمريكى القطرى، وتربطه علاقات وثيقة برجال أعمال ومسئولين قطريين سابقين وحاليين، الأمر الذى دفع العديد من وسائل الإعلام الأمريكية إلى التحذير من الدور المشبوه الذى يؤديه تيلرسون داخل الإدارة الأمريكية.