كشف مسئول كردى كبير، أن الحكومة الكردية لا تستطيع منع المتظاهرين من رفع علم إسرائيل فى المظاهرات والأحداث الجماهيرية المؤيدة للدعوة للاستفتاء على انفصال الإقليم عن الحكومة المركزية فى بغداد، المزمع إقامته يوم الاثنين المقبل.
واستطلع "برلمانى" موقف عدد من المواطنين فى شوارع السليمانية حول دعم تل أبيب للانفصال، وأعرب المواطنون عن رفضهم لتدخل إسرائيل فى المسألة الكردية، معتقدين أن هذا التدخل يضعف الموقف الكردى ولا يساند حتى أولئك المؤيدين للاستفتاء.
ورأى آرا عناية، طالب جامعى يدرس إدارة الأعمال بإحدى جامعات السليمانية الأهلية لـ"برلمانى" عصر أمس الاثنين، أن الحكومة الكردية تستخدم ورقة إسرائيل وتأييدها للانفصال كأداة استراتيجية تستهدف الضغط على الحكومة العراقية المركزية فى بغداد، مؤكدا أنه غير موافق على الاستفتاء من الأساس، ولذلك سيذهب إلى الصندوق يوم الاثنين ويدلى بـ"لا".
غير أن بويا أوايات، زميل آرا، قال لـ"برلمانى"، أنه لا يتخوف من الرفض التركى والإيرانى والعراقى للانفصال، معتقدا أن إسرائيل قادرة على حماية الكرد بعد الانفصال، على حد تصوره، وذلك فى معرض رده على سؤال حول المخاطر التى تنتظر الإقليم حال انفصاله.
ورفع مشارك فى مسيرة للأكراد بمدينة أربيل لدعم استفتاء الانفصال يوم 25 سبتمبر المقبل، علم إسرائيل بجوار العلم الكردى خلال المسيرة تلك التى شارك فيها الداعمين لاستفتاء الانفصال.
فى السياق أبرزت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية الخبر، مؤكدة أن المكان الوحيد فى الشرق الأوسط الذى بات يرفع فيه علم إسرائيل هو إقليم كردستان العراق.
وشهدت عدد من المدن الأوروبية مثل برلين وكيلن وجنيف وأوسلو رفع علم إسرائيل فى مظاهرات عامة فى هذه المدن خلال الشهر الماضى، وخلال الأسبوع الجارى رفع هذا علم دولة الاحتلال فى مدن بروكسل وهامبورج وستوكهولم.
وأعلن الجنرال الإسرائيلى يائير جولان، نائب رئيس الأركان الإسرائيلى السابق، أن حزب العمال الكردستانى (كرد تركيا) ليس منظمة إرهابية، معربا عن أمله برؤية دولة كردية فى الشرق الأوسط، تجمع الأكراد المنتشرين فى إيران والعراق وسوريا وتركيا.
ويرى سياسيون أن تلك التصريحات الإسرائيلية الداعمة لانفصال الكرد عن العراق تستهدف تطويق العالم العربى، وجعل الكيان الكردى المتحمل، دولة وظيفية تقوم بأدوار تعارض المصالح العربى وتساند تل أبيب فى الصراع العربى ـ الإسرائيلى.
من جهتها اعتبرت وزيرة القضاء الإسرائيلية آييلت شكيد، القيادية فى حزب البيت اليهودى، أن من مصلحة إسرائيل والولايات المتحدة قيام دولة للأكراد فى المنطقة، على أن تكون بداية فى العراق.
وتثير تلك التصريحات مخاوف عميقة لدى الأطراف العربية، باعتبار أن تأييد إسرائيل للانفصال اختراق كبير للأمن القومى العربى وعزل للكرد عن هويتهم وثقافتهم العربية ونزعهم من محيطهم العربى.