تطورات عدة تشهدها الساحة القطرية تنذر برحيل أميرها تميم بن حمد بن خليفة آل ثانى الداعم الأكبر للإرهاب فى الشرق الأوسط، حيث تنصل عقلاء الأسرة الحاكمة فى قطر من أفعال "تميم" المشينة، والتى أدت إلى مقاطعة 4 دول عربية للدوحة، والتى أعلنت تمسكها بموقفها إزاء نظام "الحميدين".
وجددت كل من مصر والسعودية والإمارات والبحرين تمسكها بالمطالب الـ13 التى طرحتها على إمارة قطر عبر الوسيط الكويتى، والتى من ضمنها توقف نظام "الحميدين" عن دعم وتمويل المنظمات الإرهابية فى الشرق الأوسط، وإغلاق قناة الجزيرة القطرية التى تبث سمومها من أجل تفتيت المنطقة.
وقال وزير الخارجية سامح شكرى، فى تصريحات صحفية له، أمس الإثنين، عقب اجتماع لوزراء خارجية الرباعى العربى بنيويورك تمسك الرباعى بالمطالب الـ13، مؤكدًا على أنه لا تفاوض مع الدوحة قبل تنفيذ هذه المطالب .
وأكد وزير الخارجية، الاستعداد الدائم للحل السياسى للأزمة مع الدوحة، شرط أن تلتزم قطر بتنفيذ المطالب الـ13، لافتًا إلى أن الهدف الرئيسى من الموقف الذى تبنته الدول الأربع هو تحقيق الأمن القومى للمنطقة العربية .
ويأتى موقف الرباعى العربى فى أعقاب البيان الذى أصدره أحد أعضاء الأسرة الحاكمة الشيخ سلطان بن سحيم آل ثانى، والذى اعترض فيه عن ممارسات أمير قطر تميم بن حمد بن خليفة آل ثانى، حيث قال بن سحيم، إن الحكومة القطرية ارتكبت أخطاء فادحة بحق إخواننا فى الخليج هددت وجودهم، وسمحت تلك الحكومة للدخلاء والحاقدين ببث سمومهم فى كل اتجاه حتى وصلنا إلى حافة الكارثة".
سلطان بن سحيم
وتابع بن سحيم: "الوضع اليوم صعب ولم يسبق لأهلنا فى الخليج العربى وأشقائنا العرب أن نبذونا هذا النبذ وأغلقوا دوننا كل باب بسبب أخطاء فادحة فى حقهم وممارسات ضد وجودهم استغلها البعض باسمنا ومن خلال أرضنا وأدواتنا وهم أعداء وخصوم لنا بسبب سياسات الحكومة وتوجهاتها القائمة التى سمحت للدخلاء والحاقدين بالتغلغل فى قطر وبث سمومهم فى كل اتجاه حتى أوصلتنا الى حافة الكارثة".
واستطرد الشيخ سلطان: "دورنا اليوم التضامن لتطهير أرضنا منهم والإستمرار فى التنمية التى ترفع اسم قطر عاليا وتزيد دورها الحضارى وقيمها الإنسانية، وأن نكون صفا واحدا لتبقى بلدنا الحبيبة محصنة من الإرهاب وأهله وبعيدة كل البعد عن تنظيماته، والله إننى أخشى يوما لا يُذكر فيه القطرى إلا وكان ارتباط الإرهابى ثابتا".
وقال الشيخ سلطان بن سحيم: "أخشى يوما تعافن فيه كل بلد ويشك فى توجهنا كل أحد، فضلا عن القطيعة مع جيراننا وأهلنا، وإنه منذ ظهور الأزمة لم أعد أحتمل فيه البقاء فى أرض بدا الأغراب يتدفقون عليه ويجوبونها برائحة المستعمر ويتدخلون فى شأننا بدعوة حمايتنا من أهلنا فى السعودية ودول الخليج العربى الذى نحن امتداد لهم وهم الحضن لنا جميعا، بينما نحن أحفاد جدنا الهمام الشيخ جاسم ورجاله المخلصين الذين أسسوا هذا الكيان العظيم".
وأضاف عضو الأسرة الحاكمة بقطر: "والله إنه يحزننى أن يكون الذكر فى هذه الأزمة كلها للتنظيمات الإرهابية واحتضانها وانتشار الجماعات المخربة بيننا والتدخل فى شئون الآخرين وتخريب استقرارهم وأمنهم، وكأن دوحتنا مجرد حاضنة لكل المفسدين والضالين، ومنبرا يخدمهم وثروات تعمل من أجل مصالحهم بينما هم أول من يهرب لو ضاقت بنا الدوائر، لا يهمهم سوى الاستغلال والتلاعب ولن يعنيهم شأننا، فليس لهم جذر لدينا ولا أسرة ولا أهل دون ذكر كراهيتهم المتأصلة لأهل الخليج عموما وليس قطر استثناء، لكن من العار أن تكون قطر مطية للأعداء، وأن يستخدموها سلاحا يضربون بها أهلها وعزوتها وتاريخها وكل وجودها"، متابعًا: "إننى فى هذا السياق أدعم كل دعوة للاجتماع، أملا من جميع أفراد الأسرة الحاكمة والوجهاء والأعيان التفاعل معها حتى نكون يدا واحدة وعينا يقظة ترعى قطر من غدر الخائنين وتحصنها من كيد الحاقدين".
ويأتى بيان "بن سحيم" فى أعقاب يان الشيخ عبدالله بن على آل ثانى الذى دعا خلاله لاجتماع عاجل يضم عقلاء قطر لبحث الخروج من الأزمة بين الحكومة القطرية والدول العربية الداعية لمواجهة الإرهاب.
ومن جانبها كشفت مصادر خليجية، لـ"برلمانى"، عن وجود تحركات فى صفوف المعارضة القطرية لجمع توقيعات لمبايعة الرمز القطرى الشيخ عبدالله بن على والذى ظهر اسمه على السطح بعد نجاحه بجهوده الصادقة فى حل أزمة الحجاج القطريين الأخيرة.
وقالت المصادر لـ"برلمانى"، إنه تم إعداد بيان لمبايعة الشيخ عبد الله أميرًا لقطر وعزل تميم بن حمد ولو بصورة رمزية فى الوقت الراهن، ردًا على ممارسات تنظيم الحمدين ودعم الدوحة وإيوائها الكيانات والتنظيمات الإرهابية، وإضرار النظام القطرى بعلاقات الإمارة مع محيطها العربى والإسلامى.