فى حلقة جديدة من مؤامرات تنظيم الحمدين، ومحاولات إمارة قطر استهداف دول الرباعى العربى الذى يضم مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين، عبر الحملات الإعلامية المأجورة فى الصحافة الأمريكية والبريطانية على وجه التحديد، كشفت تقارير خليجية مؤخرا محاولات الدوحة الترويج لمساعى الرياض شن هجوما عسكريا ضد قطر، زاعمة أن ذلك سيفتح الباب أمام حربا عالمية ثالثة.
وكشفت مشاركة أمير قطر فى اجتماعات الدورة الثانية والسبعين للجمعية العمومية بالأمم المتحدة، سلسلة من الفضائح التى لاحقت تميم بن حمد منذ وصوله وحتى مغادرته الولايات المتحدة، ومن بينها تسريبا مكشوفا عن "حرب عالمية ثالثة" كانت ستحركها قطر فى مواجهة السعودية، لو أن الأخيرة فكرت بغزو الدوحة، وذلك بحسب تقرير لصحيفة الخليج الإماراتية.
تميم بن حمد
ففى إطار الماكينة الإعلامية الممولة من قطر والنشطة جدا فى لندن، باللغتين العربية والإنجليزية، جرى تسريب معلومة مفبركة عن أن حربا عالمية كانت ستحركها الدوحة، لو أنها تعرضت لغزو من قبل بعض الدول الخليجية.
وتداولت معلومات فى الأوساط الدبلوماسية العربية فى نيويورك حول خبر "الغزو المزعوم" وكيف جرى تحضيره وتصنيعه وتمريره، لكن المستشارين الإعلاميين الذين رافقوا تميم فى نيويورك، ومنهم شركة "ستوننج ستراتيجيز" المختصة بالعلاقات العامة، عمدوا لتعميم ونشر معلومات مفبركة منسوبة لمصادر عسكرية أمريكية بأن أزمة قطر كانت ستشعل حربا عالمية. وقد وجد هذا التسريب مكانا فى الصحف البريطانية التى ساهمت فى ترويج الخبر المفبرك ومنها جريدة "إكسبريس" البريطانية التى نشرث فى صفحتها الأولى تحت عنوان "ترامب أوقف الحرب العالمية الثالثة فوق قطر تفاصيل تحركات قطر التى كانت تجهزها ضد السعودية" .
الإكسبريس تروج للمزاعم القطرية
وزعمت صحيفة "الإكسبريس"، إن السعوديين المدعومين من حلفاء فى منطقة الخليج، مستعدين للهجوم على جارتهم، وهناك خبراء فى البنتاجون أكدوا أن إضطرابا كبيرا قد يحدث بالمنطقة ومن شأنه أن يثير صراعا إقليميا كبيرا مع احتمال زعزعة استقرار الخليج والانتقال إلى حرب كاملة، واصفة قطر بأنها أغنى دولة فى العالم للفرد، وهى الدولة المثيرة للجدل والمضيفة لكأس العالم 2022.
وأشارت الصحيفة، أن الرئيس ترامب اضطر إلى التدخل لتهدئة الأوضاع ومنع الحرب المحتملة، بعد أن فرضت السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة والبحرين حصارا على قطر الصغيرة، لكن المخاطر أثيرت عندما رصد خبراء البنتاجون أن القوات الجوية السعودية تستعد لهجوم.
موضحة أن الحلفاء السعوديين أغلقوا طرقا جوية وشحنية وطردوا جميع المواطنين القطريين، مما تسبب فى أخطر أزمة فى الخليج منذ عقود.
وقد اعتبرت السعودية والإمارات العربية المتحدة، اللتين لديهما دول ذات أغلبية سنية، رغبة فى تغيير النظام القطرى الذى ينسجم مع أمة الأغلبية الشيعية فى إيران، وزعمت الصحيفة أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أجرى اتصالات هاتفية مع الزعماء العرب والسعودية على وجه الخصوص وأقنع الجميع بأن أى عمل عسكرى سيصعد الأزمة عالميا، بل سيصرف الانتباه عن الجهود الموحدة لمكافحة إيران.
الرئيس الأمريكى دونالد ترامب
واللافت للنظر أن توقيت نشر هذا التقرير تزامن مع الإعلان عن صفقة أسلحة بين قطر وبريطانيا تتضمن 24 طائرة "يورو فايتر تايفون" يراد لها أن تشكل تعزيزا للدفاعات الجوية القطرية.
ويتضمن التقرير المتداول فى الوسط السياسى العربى فى نيويورك، إشارات إلى ما كان تجاهله الإعلام القطرى من ملاحظات، وقال بيان البيت الأبيض إن الرئيس ترامب أبلغها لأمير قطر خلال اجتماعهما فى البيت الأبيض. وكانت قد صدرت إشارات رسمية بهذا الخصوص تضمنت الأولى ما وصف أنه "توبيخ" من ترامب لـ"تميم" على استمرار الأخير فى دعم وتمويل الإرهاب، رغم كل النفى الذى يصدر من الدوحة.
وفى الإشارة الثانية التى تضمنها بيان البيت الأبيض عن الاجتماع، أن الرئيس الأمريكى ما زال يؤمن أنه على قطر أن تفعل المزيد لوقف دعم وتمويل الإرهاب. وفى الإشارتين ما يؤكد أن الإدارة الأمريكية كانت -ولا تزال- مقتنعة بالشواهد الكثيرة المستمرة على دعم الدوحة للتطرف والإرهاب، وبالتالى فأن أزمة قطر مستمرة رغم كل ما يصدر هنا أو هناك من إشارات عابرة إلى قرب وضع نهاية لها.
وكان موقع "ديلى كولر" الإخبارى الأمريكى، قد وصف زيارة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثانى إلى نيويورك بمناسبة الاجتماعات السنوية للهيئة العامة للأمم المتحدة، أنها حصدت "ارتدادات سلبية" فى أوساط القرار الأمريكى والدولى، حيث أظهرت فشل شركات "العلاقات العامة" التى دفعت لها الدوحة بسخاء.
وأكد الموقع الإخبارى الأمريكى، أن ذلك الفشل ضاعف حجم "القناعات" بعدم جاهزية النظام القطرى لتغيير أساليبه السياسية والإعلامية المبنية على الازدواجية، بحسب وصف الموقع.
وكان لافتا أن هذا التوصيف لنتائج لقاء أمير قطر بالرئيس الأمريكى دونالد ترامب، وخطابه فى الأمم المتحدة، وما رافق ذلك من بيانات، جاء قريبا أو متطابقا مع التقييمات السياسية التى انتهى إليها معظم الوسط الدبلوماسى العربى فى نيويورك، والذى يختصر الأزمة القطرية على أنها "معضلة نظام صغير يصر على أنه دولة كبرى".
صفعة يهودية لـ"تميم"
وفى إطار الفضائح التى لاحقت تميم عقب مشاركته فى اجتماعات الأمم المتحدة أوضحت "الأيام" البحرينية، أن أمير قطر سعى للقاء قادة اليهود سرا بنيويورك لدعمه فى أزمته مع العرب، فبعد الفضائح التى ظهر عليها تميم خلال مشاركته فى اجتماعات الأمم المتحدة، ليسعى خلال تواجده فى أمريكا للقاء قادة اليهود لضمان دعمهم خلال أزمته مع الدول العربية، قبل حضور تميم لفعاليات الأمم المتحدة بأيام، كشفت صحف إسرائيلية وأمريكية، عن مساع يقوم بها النظام القطرى للقاء منظمات يهودية، وعقد صفقة تتضمن تعرض مبادلة رفات إسرائيليين بلقاءات مع قادة اليهود، وهو ما تناولته حينها مجلة "فوربس" الأمريكية معلقة على محاولات قطر التواصل مع قادة اليهود فى الولايات المتحدة، وخلال الزيارة كشفت المعارضة القطرية، أن تميم بن حمد سعى بالفعل للقاء قادة اليهود فى نيويورك سرا، وحاول تسريب اللقاء، ولكنه فشل فى خديعته، وتميم حاول من خلال هذا اللقاء أن يزعم بأنه لا يدعم الإرهاب بل إنه يطبع مع اليهود، إلا أن خديعته فشلت، بعدما وجه اليهود أنفسهم صفعة له بعدم لقائه.