الجمعة، 22 نوفمبر 2024 12:53 م

"مودرن دبلوماسى": رشاوى الدوحة لم تغسل سمعتها فى انتخابات اليونسكو.. وشقيقة تميم تستغل العمال الأجانب لبناء متاحف ومعارض بهدف تجميل صورة الإمارة

موقع أوروبى يكشف الكتاب الأسود لـ"إمارة الإرهاب"

موقع أوروبى يكشف الكتاب الأسود لـ"إمارة الإرهاب" موقع أوروبى يكشف الكتاب الأسود لـإمارة الإرهاب
الأحد، 22 أكتوبر 2017 10:00 م
كتبت: إنجى مجدى

قال موقع "مودرن دبلوماسى"، الأوروبى، إن قطر دأبت لمدة عامين على الحشد بشدة لمرشحها حمد بن عبدالعزيز الكوارى ليصبح المدير العام المقبل لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" غير أنه خسر أخيرا لصالح المرشحة الفرنسية ووزيرة الثقافة السابقة أودرى أزولاى.

 

ويرى الموقع الإخبارى، التابع لعدد من الهيئات والمراكز البحثية فى أوروبا، فى تقرير الأحد، أن هزيمة الكوارى مثلت أخبار ممتازة لمنظمة فقدت ليس فقط الكثير من تمويلها ولكن أيضا قدرا كبيرا من شرعيتها فى السنوات الأخيرة، حيث أن الدول الأعضاء تستغل اليونسكو كمنصة للنزاعات.

 

أودرى أزولاى مدير عام اليونسكوأودرى أزولاى مدير عام اليونسكو

 

ويرجع التقرير فشل الكوارى إلى المقاطعة العربية لقطر بسبب تمويلها للجماعات الإرهابية فى المنطقة. ويقول إنه على الرغم من هذه الهزيمة فإن قطر لم تقم بالكثير للتخلى عن مطالب التحالف الذى تقوده السعودية، والتى تشمل إنهاء العلاقات مع الجماعات الإرهابية وكبح التجارة مع إيران بما يتماشى مع العقوبات الأمريكية والعالمية. ويضيف إن المقاطعة العربية لقطر مضى عليها أكثر من أربعة أشهر، مما يثير تساؤلات حول متى ستستجيب الدوحة، لشواغل حلفائها السابقين - وهى شواغل يتشاطرها الكثير من المجتمع الدولى.

 

تميم
تميم

 

 

وينصب الكثير من النقد حول دعم قطر لجماعة الإخوان واستضافتها لمسئولى طالبان، وعناصر تابعة للقاعدة وعلاقاتها الوثيقة على نحو متزايد مع طهران. ويشير التقرير إلى أن خبراء مثل وكيل وزارة الخزانة الأمريكية السابق لشئون مكافحة الإرهاب، ديفيد كوهين، من بين الذين اتهموا مرارا قطر بضعف الرقابة الحكومية، مما يسمح للأفراد القطريين بسهولة جمع التمويل للجماعات المتطرفة مثل داعش.

 

وبدلا من اتخاذ خطوات ملموسة، فإن قطر تضخ مزيدا من الطاقة والمال فى حملتها العالمية لتعزيز صورتها، والتى شملت ليس فقط محاولتها لرئاسة اليونسكو ولكن أيضا الاستثمار فى ما تعتبره فن وثقافة. وكانت الشيخة مايسة، شقيقة أمير قطر، القوة الدافعة وراء وضع الدوحة باعتبارها واحدة من أكبر المشترين للمقتنيات الفنية فى العالم. وقد أشرفت مؤخرا على شراء تحفة بول جوجين بمبلغ 210 ملايين دولار، وهو عمل فنى لم يتم عرضه من قبل أمام الجمهور فى البلاد.

 

ومايسة هى أيضا رئيس هيئة متاحف قطر، التى أسست مشاريع طموحة مثل متحف الفن الإسلامى فى الدوحة، وهى واحدة من العديد من المشاريع التى تم بناؤها على يد العمال المهاجرين الذين يعملون بأجور متدنية وفى ظروف عمل سيئة داخل قطر. وقد سمحت ثروات عائلتها المذهلة بالحصول خدمات المهندسين المعماريين المشاهير مثل النجم الفرنسى جان نوفيل الذى صمم المتحف الوطنى القطرى الذى افتتح مؤخرا بتكلفة 434 مليون دولار، فضلا عن رعاية معارض الفنانين الأوروبيين المشهورين مثل داميان هيرست.

 

ويقول مودرن دبلوماسى، الذى يكتب فيه كبار الخبراء الأوروبيين والمسئولين السابقين الكبار، إن الدافع وراء كل هذا الإنفاق هو رغبة الحكومة القطرية فى تعزيز سمعتها الدولية، وخاصة قبل نهائيات كأس العالم 2022، نظرا إلى شبهات الفساد والرشوة التى شابت حق استضافة البطولة، فضلا عن إساءة استخدام العمال المهاجرين العاملين فى بناء الملاعب للبطولة. كما أنه لا شك فى أن الحكومة تأمل فى أن تتمكن من بناء صورة كراع للفنون، مما يساعد فى التخفيف من الاتهامات المستمرة بأن الدوحة هى الممول بالوكالة للإرهاب.

حمد بن عبدالعزيز الكوارى
حمد بن عبد العزيز الكوارى

 

وبالإضافة إلى ذلك، فإن استثمارات قطر الدولية الباهظة لا تتعلق بعالم الفن فقط، ولكن أيضا الرياضة والترفية والعقارات - من فرق كرة القدم الفرنسية إلى بيوت الأزياء الأوروبية الشهيرة وصولا إلى معالم لندن البارزة، وهو ما يتعلق بدافع خفى آخر. حيث يعمل النظام القطرى على شراء النفوذ المحلى بدلا من أن تأخذ الطريق الأكثر وضوحا المتمثل فى المواءمة مع المعايير والقيم المشتركة بين أوروبا ومعظم المجتمع الدولى.

 

ويخلص التقرير إلى أنه المليارات التى استثمرتها قطر فى الفن على مر السنين لا تزال غير كافية لإقناع زملائها الدول الأعضاء فى اليونسكو بأنها مستعدة لقيادة المنظمة الثقافية الرائدة، ناهيك عن أنها لا تكفى لغسل رائحة التهم بشأن علاقاتها بالجماعات والأنظمة المتطرفة. وذلك لأن قطر لا تزال تتجاهل الحقيقة البسيطة المتمثلة فى أنه عندما يتعلق الأمر بتحسين سمعتها الدولية، فإنه المظهر لا يهم كثيرا بقدر الحقائق، وقد كان فقدانها لقيادة اليونسكو تذكرة صارخة بذلك.


print