أجمع متحدثون فى مؤتمر "مكافحة التطرف والعنف: قطر وإيران والإخوان المسلمون" الذى ينظمه معهد هدسون، على رأسهم ليون بانيتا، وزير الدفاع الأمريكى الأسبق، أن النظامين القطرى والإيرانى يدعمان الإرهاب، مؤكدين على ضرورة مواجهة جماعة الإخوان ودعم الرئيس السيسى فى مواجهة الإرهاب المتنامى بالمنطقة.
ومن جهته أكد ليون بانيتا، وزير الدفاع الأمريكى الأسبق، أن إيران وقطر لا يقلان خطرا عن كوريا الشمالية، موضحا أن بين إيران وكوريا الشمالية تعاونا على أعلى مستوى فى مجالات التصنيع الصاروخى والخبرات النووية.
وأضاف بانيتا فى كلمته من خلال المؤتمر: "تمثل كوريا الشمالة تحديا صعبا فيما يتعلق بأسلحة الدمار الشامل وأعتقد أنها على بعد عدة أشهر من امتلاك سلاح نووى"، موضحا قوله: "كوريا الشمالية تهدد بتدمير الولايات المتحدة الأمريكية، وهى بذلك تشكل تحديا جسيما للأمن القومى الأمريكى".
وردا على سؤال مضيفة الجلسة حول موقف ترامب من الاتفاق النووى والتدخلات الإيرانية فى الشرق الأوسط، قال من المؤكد أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب يريد إشراك الكونجرس فى الحد من سلوك إيران الإقليمى.
وأكد وزير الدفاع الأمريكى الأسبق، أن إيران وقطر يدعمان الإرهاب ويقدمان كل التمويل للجماعات الإرهابية مثل حماس وحزب الله، مضيفا: "ونحن نعلم ذلك وعلينا مواجهته".
وأضاف بانيتا: "علينا الضغط أكثر على إيران لإجبارها على التفاوض بجدية"، وتابع: "بصراحة كبيرة نرى الحرب فى ليبيا ونحن نحدد الأهداف ونقدم الدعم الاستخباراتى ونود تأسيس تحالف جديد فى الشرق الاوسط مثل التحالف المناهض لداعش ليس لدحر الإرهاب فقط ولكن أيضا لمواجهة التهديدات الإيرانية فى المنطقة".
واعتبر بانيتا أن "هناك تحديات تموج بها هذه الدول وهى أمور ليس من السهل من تحقيقها وما لم نعمل على تحقيق الاستقرار فى المنطقة ستظل العمليات الإرهابية قائمة خاصة أن إيران وقطر ما تزال تدعمان الإرهاب".
واستطرد قائلا إن أزمة كركوك أوضحت أن الأكراد مكون من الدولة العراقية وأن عليهم العمل معا مع الحكومة العراقية فى بغداد، مضيفا قوله: "ذهبت إلى المسئولين هناك وقلت لهم عليكم العمل معا وعليكم الاحتكام إلى الدستور".
وواصل: "لدينا مشكلات عميقة فى هذا البلد بين السنة والشيعة والأكراد وأعتقد أن عليهم العمل لوقف التمدد الإيرانى وما نحتاج إليه بقوة هو أن تستمر الولايات المتحدة الأمريكية فى العمل مع الحكومة العراقية".
وأوضح : هدفنا هو تضميد الجراح بين الأكراد والعرب، ولا ننسى أن الأكراد لديهم تضحيات كبيرة وخطيرة وعلينا أن نخرج باستراتيجية تتعلق بمصلحة العراق من أجل مواجهة إيران ووقف التمدد الإيراني.
ونوه إلى أنه: "إذا فشل العراقيون فى تحقيق مطالب الاكراد فإننا سنكون أمام حرب أهلية، وأعتقد أننا يجب أن نتوصل إلى حل سريع لوقف استفادة إيران من تناقضات المواقف الداخلية العراقية".
وفيما يتعلق بأزمة سوريا شدد على أن التدخل الروسى فى الأزمة السورية أطال عمر النظام السورى الذى يقوده الرئيس بشار الأسد، موضحا أن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين رجل ذكى ولديه أفكار جذابة وجيدة يعمل من خلالها على مصلحة بلاده.
وأضاف: "علينا عدم الاصطدام ببوتين ولا يجب علينا مواجهته خاصة فى الأزمة السورية لأنه انخرط فيها بالكامل ولن يخرج منها خاسرا".
ومن جهتهم قال منظمو مؤتمر "مكافحة التطرف العنيف: قطر وإيران والإخوان المسلمين" الذى ينظمه معهد هدسون، إن مصر تعانى من جماعة الإخوان، وأن "علينا دعم الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى لمواجهة الجماعات المتطرفة وعلى رأسها جماعة الإخوان".
وقال عدد من المتحدثين الفرعيين فى المؤتمر أن مصر تواجه الإرهاب وأن على العالم دعمها للتصدى للإرهاب فى الشرق الأوسط، فى مرحلة ما بعد انحسار قوى تنظيم داعش الإرهابى فى كل من العراق وسوريا.
ويأتى هذا المؤتمر بعد أن سلك الرئيس الأمريكى دونالد ترامب اتجاهًا صارما ضد النظام الإيرانى، وأعلن عن إمكانية فرض عقوبات، وإدراج الحرس الثورى الإيرانى كمنظمة إرهابية، وبعد الإعلان عن مكافأة مالية تقدر بملايين الدولارات لمن يدلى بمعلومات عن بعض قيادات حزب الله المطلوب القبض عليهم بسبب تهديدهم لأمن الولايات المتحدة الأمريكية، وبعد تصريحاته بإمكانية إلغاء الاتفاق النووى مع ايران، واستمرار طهران فى محاولة إسقاط الحكومة اليمنية، ومحاولة الإطاحة بالنظام الملكى فى البحرين، ومحاربة مصالح الولايات المتحدة الأمريكية فى المنطقة.
ويقام المؤتمر فى قاعة أتريوم بمركز رونالد ريجان للتجارة العالمية فى واشنطن، وينظم المؤتمر معهد هدسون، وهو مركز أبحاث أمريكى محافظ وغير ربحى، تأسس فى العام 1961 فى نيويورك ويركز جهوده على السياسة الخارجية والأمن القومى، وبعد أحداث 11 سبتمبر، ركز على القضايا الدولية مثل الشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية والتطرف.
وضمت قائمة أبرز المتحدثين فى المؤتمر إلى جانب الجنرال ديفيد باتريوس المدير السابق لوكالة الاستخبارات الأمريكية CIA، ليون بانيتا وزير الدفاع السابق، ومن المقرر أن يتحدث ستيف كى بانون المستشار الاستراتيجى السابق للرئيس دونالد ترامب.