شن رئيس الوزراء البريطانى الأسبق تونى بلير هجوماً حاداً على إمارة قطر وجماعة الإخوان الإرهابية ، مشيداً فى حوار نشرته صحيفة ذا ناشيونال الإماراتية الصادرة بالإنجليزية إلى أن تحرك مصر ودول الخليج لمواجهة الإرهاب وتمويله يستحق الإشادة.
وبعد أكثر من أربعة أشهر على المقاطعة العربية التى تفرضها دول الرباعى الذى يضم مصر والمملكة العربية والإمارات والبحرين، ضد إمارة قطر فى محاولة لإرغام نظام تميم بن حمد على وقف دعم وتمويل الإرهاب، قال بلير فى حواره إن تحرك مصر ودول الخليج خلق فرصة للتحالف مع الدول الغربية لمواجهة الأصولية واجتثاث التطرف.
فرصة لبناء تحالف بين الدول الإسلامية
وأضاف رئيس الوزراء البريطانى الأسبق : "هناك فرصة هائلة لبناء تحالف بين الدول الإسلامية المنفتحة والغرب لأن لدينا نفس المشكلة ونفس التحدى.. والتغير الهام اليوم هو أن هناك قيادة من الإمارات والسعودية ومصر والأردن والبحرين تضع رؤية عقلانية ومنفتحة بشأن دور الدين فى المجتمع".
وحذر بلير من دور جماعة الإخوان المشبوه، مشيراً إلى أن الجماعة تسللت على مدار سنوات طويلة إلى أنظمة التعليم فى العديد من دول العالم ، داعياً لاعتراف عالمى بخطورة التنظيم والتحرك الجاد للقضاء على نفوذ الأصوليين.
وقال بلير، إنه ينبغى أن يكون هناك بعض الالتزام العالمى فى أنظمة التعليم، حيث تلتزم الحكومات بتعزيز التسامح الدينى، ونزع التحيز الدينى من أنظمتها الرسمية وغير الرسمية، مشيراً إلى أنه يرى أن التعليم فى عديد من الدول مشكلة أمنية، فهناك الملايين من الشباب الذين يتعلم أن يرى ا الدين بشكل خاطئ، ونرى هذا فى المدارس التى كان للإخوان وآخرين قبضة قوية عليها.
التعامل مع المدارس غير الرسمية أو الإسلامية
واستطرد رئيس الوزراء الأسبق : "السلطات فى حاجة للتعامل مع المدارس غير الرسمية أو المدارس الإسلامية، وغير من مراكز التعليم غير المنظمة، ليس فقط فى الدول الإسلامية ولكن أيضا فى بريطانيا وكل مكان"، داعيا إلى ضرورة وجود استراتيجية عالمية شاملة.
وفيما يتعلق بما إذا كان على الحكومة البريطانية أن تصنف الإخوان جماعة إرهابية، قال بلير، إن هذا النقاش مستمر بناء على ما يفعلونه فى الدول وهو أمر مختلف، لكن لا خلاف على أن تحويل الدين إلى إيديولولجية حصرية ومسيسة تكون عقيدة شمولية، وهم يقولون إن هذه الرؤية للدين يجب أن تحكم المجتمع، وتلك هى المشكلة.. مشيرا إلى أن تسييس الإسلام هو أساس المشكلة، وأمر لا يعود إلى قرون سابقة.
إيران تريد تحويل العراق إلى دولة بالوكالة
وتطرق بلير خلال المقابلة إلى الأوضاع فى المنطقة العربية، وفيما يتعلق بالعراق، قال إن الخطر الواضح فى هذه اللحظة هو أن إيران تريد أن تحول العراق إلى دولة بالوكالة، وسيكون هذا كارثة للعراقيين ولن يؤدى إلى مجتمع سياسى متماسك ولا اقتصاد جيد.
أما عن سوريا، فقال بلير إنه عندما بدأت الانتفاضة هنا دعا إلى الجلوس مع الرئيس بشار الأسد والاتفاق على شكل من أشكال انتقال السلطة، لكن هذا لن يحدث مع الإصرار على رحيله أولا، مشيراً إلى أن الأحداث التى شهدتها سوريا خلال السنوات الست الماضية تعنى أن الناس يشعرون أنه يجب أن يكون لهم قول فى إدارة البلاد، لكن لو شعروا أن النظام السورى مجرد دمية فى يد النظام الإيرانى لن يشعروا بهذا أبدا.
واعتبر رئيس الحكومة البريطانية الأسبق أنه لا يوجد حل جيد فى سوريا الآن، لذلك، هو يؤيد كل ما يمكن أن ينجح فى هذه المرحلة، مشيرا إلى أن القوى التى تمارس نفوذا يجب أن تجد مخرجا.
وفى الشأن البريطانى، دعا بلير إلى إجراء تصويت ثان على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى بعد إقرار التفاصيل الكاملة لاتفاق البريكست النهائى. موضحا: نعرف أن صوتنا ضد البقاء فى يونيو العام الماضى، لكن لا يمكننا أن نعرف المستقبل حتى يتم الاتفاق.