ظهر الشيخ ياسر برهامى نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية بفتوى مثيرة للجدل، بعد غيابه عن المشهد لفترة طويلة، حيث حرم ركوب "التوك توك" عقب أذان صلاة الجمعة، معتبرا ذلك يدخل فى حيز البيع والشراء المحرم أثناء صلاة الجمعة.
وانتقد أساتذة بجامعة الأزهر الشريف هذه الفتوى، ووصفوها بالمتشددة، ليس هذا فحسب بل طالبت الدكتورة آمنة نصير أستاذة العقيدة والفلسفة بالأزهر الشريف جموع التيار السلفى بالصمت تمًاما وعدم نشر الجهل من خلال فتواهم -على حد تعبيرها.
واعتبر الشيخ ياسر برهامى نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية، فى البداية الانتقال فى أى مواصلات كـ"التاكسى والتوك توك" للذهاب للمسجد عقب أذان صلاة الجمعة حرام شرعًا.
وقال فى فتواه المنشورة على الموقع الرسمى للدعوة السلفية، جاءت ردًا على سؤال نصه: "ما حكم الانتقال فى المواصلات إلى المسجد يوم الجمعة بعد أذان الجمعة، ودفع الأجرة للتاكسى أو التوك توك؟ هل هذا فيه عقد بيع أو إجارة محرمة، وهذا ضرورى حتى أصل للمسجد وأدرك الصلاة؟ مع العلم أنه لن يقبل أحد أن يوصلنى مجانًا، فما العمل؟.
وأجاب "برهامى" على هذا السؤال بفتوى حملت عنوان "حكم الانتقال فى المواصلات لصلاة الجمعة فى أحد المساجد بعد دخول الوقت"، وجاء نصها: "نعم، عقد الإجارة بعد أذان الجمعة الذى يعقب صعود الإمام على المنبر، مثل عقد البيع محرم لا يجوز، وعلى الشخص أن يصلى فى مسجدٍ قريبٍ منه، فلا يحتاج لركوبٍ بأجرة".
وبدوره، انتقد الدكتور مختار مرزوق عبد الرحيم أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط هذه الفتوى، قائلا: "مثل هذه الفتاوى فيها شقاق على الناس وتدخل فى حيز الفتاوى المتشددة".
وأضاف "مرزوق": على من خرج من بيته وأراد أن يلحق بصلاة الجمعة وليس هناك وسيلة إلا أن يركب تاكسى أو أى وسيلة مواصلات ليصل إلى المسجد فيجوز ذلك وليس هناك مانع شرعى ولا يدخل ذلك فى الحرمانية، لأنه إن لم يفعل ذلك ستفوته صلاة الجمعة وبالتالى سيفوته خيرًا كثيرا".
وعلق الدكتور أسامة العبد رئيس لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس النواب على فتوى برهامى قائلا: لا توجد أى مشكلات على الإطلاق فى الذهاب إلى صلاة الجمعة سواء راكبا أو ماشيا، فالمصلى يركب توك توك أو حمار أو حصان، ويذهب إلى صلاة الجمعة لنداء الله عز وجل، ليس فيه أى تحريم.
وأضاف العبد فى تصريح لـ"برلمانى"، أن الإسلام لا يوجد به مشقة إطلاقا وقول الله عز وجل واضح "يأيها الذين أمنوا إذا نودى للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله"، السعى يمشى على الفرد وجائز أن يركب أى وسيلة تقله إلى المسجد، متابعا: نحن نضع مبادئ إسلامية موجودة بالشريعة الإسلامية، ولكننا لا نرد على أحد، إذا تم النداء لصلاة الجمعة أو غيرها فليسعى إليها ماشيا أو راكبا ولا يوجد أى مانع على الإطلاق.
بينما انتقدت الدكتورة آمنة نصير عضو مجلس النواب فتوى الشيخ ياسر برهامى نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية، والتى حرم فيها ركوب التوك توك وأى وسيلة مواصلات للذهاب إلى صلاة الجمعة، متسائلة: "ما مدى تحريم ذلك وعلى أى أسس أصدر الفتوى؟"
وقالت آمنة نصير فى تصريح لـ"برلمانى"، إنه فى هناك سؤال يجب أن أطرحه على صاحب الفتوى أى قواعد حرمتم ركوب التوك توك هذه مواصلة بسيطة للبسطاء من الناس وما أكثرهم فى شعب مصر، متابعة: أود بهذا الرجل ولأمثاله من هذه المدرسة أن يمتنعوا عن التحريم والتحليل لأنها ليست مهنتهم وليسوا مؤهلين لهذا العمل.
وتابعت: اتركوا الحلال والحرام لأهل الفتوى الذين يعرفون مقومات الفتوى.. اصمتوا يرحمكم الله وتوقفوا تمام وارحموا الشعب المصرى من قول الجهلاء، مؤكدة أنه لا يوجد أى حرمانية فى الذهاب إلى صلاة الجمعة من خلال ركوب أى وسيلة مواصلات.