فى الوقت الذى يعانى فيه الاقتصاد القطرى من الانهيار، وتتوالى النكبات عليه من كل حدب وصوب، آخرها هبوط تداولات بورصة قطر فى شهر أكتوبر الماضى بخسائر بلغت 2.8 مليار دولار، تستغل إيران تلك الأزمة لجنى أرباح هائلة وتحقيق مكاسب ضخمة مستغلة خوف الأمير المرتعش تميم بن حمد آل ثانى، الذى يخشى السقوط فى حال استمرار تلك الأزمة المالية الطاحنة.
وتعمل الدولة الإيرانية منذ الخامس من يونيو الماضى، وهو تاريخ إعلان المقاطعة التاريخية العربية لإمارة قطر الداعمة للإرهاب والتطرف بالمنطقة، وحتى الآن، على التغلغل فى اقتصاد قطر والتوسع فى أسواقها من أجل السيطرة على جميع القطاعات على رأسها قطاع الصناعات الغذائية والدواء والاتصالات والنقل.
واستمرار للخطة الإيرانية المسيطرة على صانعى القرار فى قصر "الوجبة" بالدوحة، أجبرت طهران، المسئولين القطريين، على إنشاء لجنة مشتركة للاتصالات والنقل يوم الثلاثاء الماضى، لتسهيل التبادل التجارى والنقل الجوى والبحرى بين البلدين، حسب وكالة الأنباء القطرية الرسمية.
وتم توقيع الاتفاق خلال اجتماع بين وزير النقل والتنمية الحضرية الإيرانى عباس أخوندى، ووزير النقل والمواصلات القطرى جاسم سيف أحمد السليطى، عراب العلاقات الإيرانية – القطرية، بالعاصمة الإيرانية طهران.
وخلال الاجتماع المشبوه اتفقا الطرفان على تشكيل لجنة تجارية مشتركة تهدف إلى خدمة المصالح التجارية المتبادلة بين البلدين خاصة فى مجالات النقل والموانئ والطيران.
ووفقا لتقارير رسمية صادرة من طهران، فقد صدرت إيران سلعا غير نفطية بقيمة 67.5 مليون دولار إلى قطر خلال 5 أشهر الماضية منذ يونيو وحتى أكتوبر الماضى، مسجلة نموا بنسبة 60.57% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضى.
وتعد شركات الأغذية الإيرانية، وفقا لمصادر خليجية، هى أكبر الرابحين من الأزمة القطرية الراهنة، حيث تعمل تل الشركات بتصدير ملايين المنتجات للدوحة، لسد العجز فى المواد الغذائية الذى تعانى منه جراء الأزمة بين قطر والرباعى العربى (مصر والسعودية والإمارات والبحرين).
وتعمل طهران للسيطرة على جميع قطاعات المنتجات الغذائية فى قطر، فمنذ عدة ايام أعلنت مجموعة "شيرين عسل" للصناعات الغذائية، أكبر شركة للصناعات الغذائية فى إيران أنها تعتزم إقامة مصنع ضخم فى قطر.
وقامت الشركة التى يبلغ حجم مبيعاتها نحو 5 مليارات دولار سنويا، وتنتج أكثر من 1000 منتج بدراسة السوق لمدة 4 أشهر فى قطر، وحصلت على ردود فعل إيجابية بإقامة المصنع فى الدوحة.
وكانت قد نقلت وسائل الإعلام الإيرانية، عن حسين محفوظى، المدير التنفيذى لصادرات الشرق الأوسط لشركة "شيرين عسل"، أن القطريين مستعدون لشراء منتجات إيران، ولحسن الحظ هناك طلب على المنتجات الإيرانية بشكل بالغ، مضيفا: "خطتنا المستقبلية هى أن يكون لدينا مصنع لسوق قطر، وحاليا نرصد المنتجات التى يوجد عليها طلب أكثر فى السوق القطرية".
وأوضح المستثمر الإيرانى، أن خلال الفترة المقبلة ستقوم شركته بتوزيع المنتجات فى السوق، وفى ذلك الوقت سنعمل على إنشاء مصنعا لهذا المنتج المحدد، الذى سيتم إنتاجه فى قطر.
وتعتزم الشركة الإيرانية للمنتجات الغذائية، توزيع منتجاتها خلال الفترة المقبلة، ومن المتوقع أن تصل منتجاتها إلى رفوف بعض محلات السوبر ماركت فى قطر فى الأسبوع الأول من شهر نوفمبر الجارى.
وفى السياق نفسه، يعمل "بنك صادرات إيران" على تعزيز عمليات فرعه فى الدوحة، للمساعدة فى حل المشكلات المصرفية التى تواجه المصدرين الإيرانيين فى قطر، حيث قال رئيسه التنفيذى سيافاش زيراتى لشبكة "إيبينا" الإخبارية الإيرانية: "يمكننى أن أقول للمصدرين إننا توصلنا إلى اتفاقات واتخذت خطوات فعالة لحل مشكلاتهم المصرفية".
وأشار رئيس البنك الإيرانى إلى أن البنك أجرى مفاوضات مع رجال الأعمال والمصدرين الإيرانيين، إلى جانب المسئولين القطريين لإزالة أى عقبات، مضيفا أن "القضايا المصرفية يتم التعامل معها".