أكشاك شراء القمامة تواجه الأزمات

أكشاك شراء مخلفات القمامة الصلبة.. مشروع لقى استحسان المواطنين وطالب الجميع بتعميمه ثم توقف عند 26 منفذًا، وبالرغم من نجاح التجربة؛ إلا أن تلك المنافذ تواجه أزمتين تهددين باستمرارها فى العاصمة، أولها رفع رسوم التراخيص، والأخرى وقف إنشاء منافذ جديدة، وهو ما يعد تضييق على تعميم الفكرة.

الأزمة الأولى تتمثل فى رفع رسوم التواجد فى الشارع لـ2000 جنيه شهريًا بدلاً من دفع 2000 كل 6 شهور، بالإضافة إلى رسوم التأمين 2000 جنيه والتى تُدْفَع لمرة واحدة، حيث رأى أغلب الشباب المتعاقدين مع المحافظة أن رفع رسوم التراخيص تمثل أزمة كبيرة بالنسبة لهم، خاصة أنهم ملتزمون بدفع رواتب شخصين على الأقل يعملون معهم فى المنفذ.

أما الأزمة الثانية تتمثل فى وقف التراخيص الجديدة وهو ما يراه الكثير تقييد للفكرة، خاصة بعد الهجوم الشديد من العاملين فى جمع القمامة بالقاهرة على الفكرة، وعلى رأسهم نقيب الزبالين "شحاتة المقدس"، على الرغم من أنه كانت هناك اتجاهات لتعميم الفكرة بكل أنحاء العاصمة.

من جانبه؛ قال عمرو محمود درويش مدير منفذ "المسلة 2" بحى المطرية، أنهم صدموا بقرار محافظ القاهرة برفع رسوم التراخيص لـ2000 جنيه فى الشهر بعد أن كان يدفع نفس المبلغ كل 6 شهور، موضّحًا أن أساس الفكرة هى تشغيل الشباب من جهة، ونشر ثقافة فصل القمامة من جهة أخرى، خاصة أنها توفر على الأقل 3 فرص عمل للشباب.

وأضاف "درويش" فى تصريحاتٍ لـ"برلمانى"، أنهم تواصلوا مع رئيس الحى لشرح طبيعة حى المطرية وكميات المخلفات التى يجمعها أن مبلغ 2000 جنيه شهريا عبئ كبير بعد دفع رواتب العمال، بالإضافة إلى أنه تحمل 50 ألف جنيه تكلفة إنشاء المنفذ بالمواصفات التى طالبت بها المحافظة، مطالبا محافظ القاهرة بتخفيض رسوم التراخيص.

وبدوره قال كريم خضر صاحب منفذ شارع البطراوى بمدينة نصر، إنهم وقعوا على مذكرة تظلم من المقرر عرضها على محافظ القاهرة لإعادة النظر فى قرار رفع الرسوم، لما يمثله من عبئ كبير عليهم، مشيرا إلى أن جميع أصحاب المنافذ وقعوا على مذكرة التظلم.

وأكد "خضر"، فى تصريحاتٍ لـ"اليوم السابع"، أنه دفع الرسوم الجديدة للحى رغم عدم انتهاء ترخيص الـ6 شهور الأولى، مشيرا إلى أن أحد الأحياء أغلق منفذ لرفض مالكه دفع الرسوم طبقا للقرار الجديد، مطالبا بمزيد من الدعم من قبل المحافظة.

من ناحيته، أوضح المهندس حافظ السعيد رئيس هيئة النظافة بالقاهرة، إن قرار رفع رسوم التراخيص خاص بالمحافظ ولا دخل له به، مشيرا إلى أن المحافظة اتخذت قرار مؤخرا بوقف إعطاء تراخيص لمنافذ جديدة وتوقفت المنافذ عند الرقم 26، وذلك بعدما أوصت لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب بإلزام محافظة القاهرة بوقف تنفيذ فكرة أكشاك القمامة لشراء المخلفات الصلبة، لحين إعادة تقييمها وبحث دمجها فى المنظومة الجديدة للنظافة.

ومن جهته قال المهندس سيد رفاعى، المسئول عن منافذ شراء المخلفات الصلبة للقمامة من المواطنين بالعاصمة، إن قرار وقف إنشاء منافذ جديدة لشراء مخلفات القمامة الصلبة جاء بشكل مؤقت لحين إنشاء الشركة القابضة للنظافة، لافتا إلى أن هناك مرحلة ثانية للتوسع فى إنشاء منافذ شراء المخلفات الصلبة وستدمج فى المنظومة الجديدة للنظافة.

فيما أعلن شحاتة المقدس نقيب الزبالين بالقاهرة، أن قرار وقف إنشاء الأكشاك يعد انتصار للزبالين واستجابة لمطالبهم، خاصة أن تلك الأكشاك نالت من قوت يومهم وتهدد عملهم.

ولفت "المقدس" فى تصريحات له إلى أنهم قدموا أكثر من مذكرة لرئاسة الوزراء لوقف تلك المنافذ التى تهدف إلى الربح وليس خدمة الجمهور، مؤكدا أنه سيعمل على إزالة الأكشاك الموجودة حاليا بالعاصمة، معقبًا: "لأنها بتقطع عيش الزبالين، وتصب فى صالح رجال الأعمال وليس الشباب".