لم تمر سويعات قليلة على استشهاد 235 مواطن وإصابة 109 آخرون، في حادث استهداف الركع السجود، أثناء صلاة الجمعة بمسجد "آل جرير" في منطقة الروضة التابعة لمركز بئر العبد في العريش، حتى قررت الأجهزة الأمنية الثأر لأرواح الشهداء.
وقبل أن تتحرك نعوش الشهداء إلى المقابر، تحركت قوات الأمن، من "الجيش والشرطة"، لاستهداف منفذى الحادث على نطاق واسع، من خلال عمليات أمنية مشتركة، استهدفت أماكن تجمع العناصر المتطرفة وضربها، حيث أوقعت بها خسائر فادحة.
وبناء على معلومات استخباراتية مؤكدة، وبالتعاون مع أبناء سيناء الشرفاء، قامت القوات الجوية على مدار الساعات الماضية بالقضاء على عدد من البؤر التي تتخذها العناصر الإرهابية كقاعدة انطلاق لتنفيذ أعمالها الإجرامية، والتى تضم كميات من الأسلحة والذخائر والمواد المتفجرة والاحتياجات الإدارية الخاصة بهم ، وواصلت قوات إنفاذ القانون بالتعاون مع القوات الجوية تنفيذ عملياتها، وفرض طوقا أمنيا مكثفا لتمشيط المنطقة فى محيط الحدث بحثا عن باقى العناصر الإرهابية للقضاء عليهم.
وطاردت القوات الجوية العناصر الإرهابية، ودمرت عدد من العربات المنفذة للهجوم الإرهابى الغاشم، وقتل من بداخلهم فى محيط منطقة الحدث، فضلاً عن استهداف عدد من البؤر الإرهابية التى تحتوى على أسلحة وذخائر خاصة بالعناصر التكفيرية .
وأعلنت أجهزة الأمن حالة من الاستنفار الأمنى على نطاق واسع فى شمال سيناء، ومشطت الشرطة عدداً من المناطق، وتم تفتيش الشقق المفروشة، ودعم الأكمنة والتمركزات الأمنية بأعداد كبيرة من رجال الشرطة.
وشهدت شوارع العريش انتشار كبير لرجال الشرطة والعمليات الخاصة وضباط المفرقعات، وسط تحرك مستمر للأقوال الأمنية، وإجراء عملية فحص للمشتبه فيهم على نطاق واسع.
بدوره، قال اللواء مجدى عبد الغفار وزير الداخلية إن مصر قادرة بتلاحم أبنائها وبمساندة أشقائها على دحر قوى الشر والإرهاب، وذلك عقب تلقيه اتصال هاتفى من نظيره السعودى للعزاء فى شهداء مصر الأبرار.
من جانبهم، أعلن أهالى وقبائل سيناء كامل ثقتهم فى القيادة المصرية والجيش والشرطة للثأر لأبنائهم الشهداء، مؤكدين على قدرة أجهزة الدولة للثأر لذويهم، وأن هذه الحوادث الإرهابية الجبانة لن تزيدهم إلا إصراراً وعزيمة فى الوقوف بجوار أجهزة الدولة، ومساندتها فى حربها على الإرهاب الغاشم الذى يطل برأسه على أرض الفيروز ما بين الحين والآخر.