فى ساحة الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، كانت أجراس الكاتدرائية الكبيرة تدق من منارتها التى تعانق بصليبها السماء، بينما كان مسجد النور المجاور يطلق آذان الظهر، ليبدأ بعدها صلاة الغائب التى أداها المسلمون فى مختلف مساجد الجمهورية حدادًا على الشهداء.
دق أجراس الكنائس جاء بمبادرة من الأنبا مكاريوس أسقف عام المنيا وأبوقرقاص، الذى أمر بدق الأجراس فى الكنائس التابعة له، وهى المبادرة التى لاقت قبولًا من الكاتدرائية، فأمر البابا تواضروس بدق أجراس جميع كنائس الكرازة ولمدة نصف ساعة من الثانية عشر ظهرًا وبالتزامن مع صلاة الظهر.
من جانبه، قال القس بولس حليم المتحدث الرسمى، باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية إن مصر تعيش لحظة فارقة فى تاريخها تحتم علينا جميعًا التكاتف من أجل دحر الإرهاب وقوى الشر التى تقصد تفتيت الوطن وتمزيق أطراف الشعب.
واعتبر المتحدث الرسمى للكنيسة أن ضرب أجراس الكنائس مع الآذان فى المساجد لهو دليل على تكاتفنا جميعا وتصدينا للإرهاب كأسرة وطنية واحدة مصليًا أن يهب الله العزاء لأسر الشهداء وأن يمنحهم الصبر والرحمة.
وقال القس بولس حليم إن الكنيسة القبطية وعلى رأسها قداسة البابا تواضروس الثانى تدين الهجوم الإرهابى الغاشم الذى استهدف مصلين آمنين، وقال إن كنيسته تنعى بكل الحزن والآسى شهداء الوطن الأبرار، مصلين إلى الله أن يهب العزاء لأسر الشهداء والشفاء للمصابين والمجروحين.
وتابع: كما ندعو الله أن يرحم مصر ويدفع عنها هذا الإرهاب الوحشى الغاشم الذى لم نعرف له مثيلاً من قبل، والذى تلفظه مصر بسماحتها وحضارتها العريقة، وتتضامن مع كل أطياف الشعب المصرى وكافة مؤسساته فى حربها العادلة ضد الإرهاب، مؤكدًا أن مصر ستبقى حصناً منيعاً تنكسر على أسواره كل مؤامرات الأعداء، حفظ الله مصر من كل سوء.
فيما قال القس بنيامين كاهن كنيسة الأنبا رويس الأثرية إن الكنيسة ترسل تعزيات السماء لأسر الشهداء وتطلب لهم الرحمة من الله، وتطلب لأسرهم العزاء والصبر، مضيفًا: متضامنون تماما مع أهالينا فى سيناء ونشجب ونرفض هذا العمل الإرهابى الأثيم ونتمنى أن يزيح الله الغمة عن مصر وأن يحل سلامه على مصر.
وأضاف كاهن كنيسة الكاتدرائية: نحن والمسلمون يد واحدة لمقاومة الإرهاب ونطلب من الله أن يمنحنا نعمة وأن يغير قلوب الإرهابيين ويهديهم ويرفع الشر عن مصر.
وتابع: نرسل تعازينا باسم قداسة البابا تواضروس والمجمع المقدس، وكل المسيحيين، لأسر الشهداء الذين انتقلوا إلى الله، وهم سعداء عند الله ويحتسبون ضمن سحابة الشهداء التى تظلل وطننا، مضيفًا: نتمنى أن يعزيهم الله لأننا جربنا هذه الظروف من قبل وكم المرارة والألم الذى يتجرعه المسلمون لله، نتمنى أن تكون آخر الأحزان ويعطينا الله نعمة وبركة لنعبر هذه الأحداث.
فى سياق متصل، شهدت صلاة الغائب بمسجد الأزهر بالقاهرة، بكاء الشيخ هانى سعد إمام الجامع الأزهر، حزنا على شهداء حادث مسجد الروضة الإرهابى، الذى راح ضحيته المئات.
ودعا إمام مسجد الأزهر للشهداء، بأن يتقبلهم الله فى الفردوس الأعلى، ويحشرهم مع رسول الله، ويرحمهم.
وأكد الدكتور هانى سعد، إمام مسجد الأزهر، أن صلاة الغائب التى أداها المصلون عقب صلاة الظهر بالمسجد، تعد حضور للمسلمين قلبا وقالبا، واستشعارهم بوجع الأمة الإسلامية، مشيرا إلى أن ما حدث بمسجد الروضة لا يستطيع اللسان أن يصفه.
وأضاف إمام مسجد الأزهر، لـ"برلمانى"، عقب أداء صلاة الغائب على شهداء الوطن، أن صلاة الغائب جاءت تضامنا من أنفسنا مع أنفسنا، وتقربا إلى الله عز وجل أن يتغمدهم فى الصالحين.
ووصف الدكتور هانى سعد محمود، أعداء الأمة من المتطرفين والإرهابيين، بأنهم لا دين لهم ولا عهد لهم ولا يصفون بأى ملة من الملل.
فيما قال الشيخ خالد خضر وكيل وزارة الأوقاف، ومدير مديرية القاهرة، لـ"اليوم السابع" إن المساجد الحيوية والكبرى مثل الفتح برمسيس والنور بالعباسية أدت صلاة الغائب على أرواح الشهداء، وستؤديها جميع المساجد فى العشاء، نظرا لأن بعض الشهداء لم يدفنوا.
وأضاف خضر إن المساجد متأهبة لأداء الصلاة حسب وصول جثامين كل منطقة، وبالترتيب مع الإدارة يتم عمل اللازم، حيث ستؤدى جميع المساجد الصلاة بعد العشاء بعد دفن كل الشهداء.