طالب عدد من النواب بضرورة التحرك لمواجهة ما أسموه بالجهاد الإلكترونى للجماعات المتطرفة بعد زيادة المواقع الإلكترونية والتطبيقات التى يستخدمها التنظيم المتطرف فى تجنيد الشباب، والتخطيط للعمليات الإرهابية مطالبين بضرورة حظر برامج الشات الجنسية التى تستقطب فتيات داعش من خلالها من خلالها الشباب من مختلف أنحاء العالم.
يأتى ذلك فى الوقت الذى أصدرت فيه الأمم المتحدة عبر جمعيتها العامة عددًا من القرارات لمواجهة الاستخدام غير السلمى للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات منها قرار الجمعية العامة فى الدورة 55/28 فى شهر ديسمبر عام 2000، والدورة 57/53 فى 22 نوفمبر 2002 بشأن التطورات الحادثة والمتوقعة فى ميدان المعلومات والاتصالات السلكية واللاسلكية فى سياق الأمن الدولى، إلا أن هذه القرارات تواجه بتحركات وتقنيات أكثر تطورا من قبل التنظيمات المتطرفة، ليصبح داعش هو الأكثر استغلالا لوسائل التواصل الاجتماعى ومواقع الإنترنت من بين التنظيمات المتطرفة فى العالم كله.
وأكد أحمد بدوى عضو لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أن داعش يلجأ للجهاد الإلكترونى بشكل غير معتاد فى الآونة الأخيرة، إذ أن التنظيم المتطرف يمتلك حاليا أكثر من 230 موقعا إلكترونيا منها أكثر من 90 موقعا إلكترونيا يخص التنظيم الأم هذا إلى جانب عدد غير محدود من الصفحات والمدونات والمواقع الأخرى التى تستغلها الجماعات فى أعمال العنف والتطرف.
وقال عضو لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فى تصريح لــ"برلمانى"، أنه سيتقدم بطلب رسمى للدكتور على عبد العال رئيس مجلس النواب غدا الإثنين للسماح بوفد برلمانى لزيارة المواقع الإلكترونية العملاقة مثل "فيس بوك" و"جوجل" فى سابقة هى الأولى من نوعها وذلك للوقوف على آلية عمل هذه الشركات إلى جانب مخاطبتها رسميا بالعمل على وقف المحتوى الإرهابى لداعش وغيرها من الجماعات المتطرفة.
أضاف بدوى، أن البرلمان سيخاطب فيسبوك وباقى المواقع فى محاولة لوقف انتشار داعش ومحتواه الإعلامى عبر المواقع الإلكترونية ومواقع السوشيال ميديا مشيرا إلى أن داعش يلجأ حاليا لحيل جديدة تتعلق بتجنيد الشباب من خلال تطوير تطبيقات للشات والجنس يستقطب من خلالها نساء داعش شباب الدول العربية وهذا أمر خطير.
وأكد عضو لجنة الاتصالات بمجلس النواب، أن هذا الأمر أصبح خطيرا للغاية فالآن نجد كثيرون يوافقون على طلبات للصداقة عبر المواقع المختلفة دون أن يدرى من يتحدث إليه وما هدفه من التواصل وهذا الأمر يحتاج منا لوقفة حاسمة وتوعية كبيرة للشباب المصرى وشباب الدول العربية حتى لا يقع فريسة فى يد داعش.
ومن جانبه أكد النائب أحمد زيدان أمين سر لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمجلس النواب أنه يجب الحذر الكامل من التطبيقات الجنسية المنتشرة على الهواتف الذكية، موضحا أن تلك التطبيقات التى تحمل محتوى جنسى يهدف إلى استغلال الشباب ويمكن تحميلها مجانا من الإنترنت وبكل حرية تمثل خطرا كبيرا على الشباب خاصة أنه يتم استغلالهم من قبل التنظيمات الإرهابية مثل "داعش" وغيرها من أجل تجنيدهم للانضمام إليها.
وأضاف "زيدان" أن لجنة الاتصالات يمكنها التواصل مع إدارات "فيس بوك" و"جوجل" وغيرها من الشركات المسئولة عن التطبيقات من أجل بحث إمكانية إغلاقها، مؤكدا أن هذه التطبيقات لا تحتوى على محتوى جنسى فقط حيث أن هذا المحتوى الجنسى يكون وسيلة سيئة وطعم تتبعه الجماعات الإرهابية وغيرها من أجل تجنيد الشباب العربى وبالتالى استغلالهم فى تنفيذ عمليات إرهابية.
وشدد أمين سر لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على ضرورة اتخاذ كافة الوسائل والتدابير اللازمة نحو إغلاق وحظر التطبيقات الجنسية الممولة من الجماعات الإرهابية، كونها تحمل مخاطر كبير وتؤثر سلبيا على الشباب المفترض تنمية قدراتهم من أجل الاعتماد عليهم بالدولة المصرية، لافتا إلى أن الكثير من الدول تعتمد على هذا الحظر من أجل حماية شبابها.
وفى هذا السياق، أكد النائب تادرس قلدس عضو لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمجلس النواب، أنه لابد من حملات توعية بشكل مستمر من أجل التصدى لهذه التطبيقات الجنسية التى تعمل على استغلال الشباب بشكل سلبى، معلنا عن تأييده لأى إجراء من شأنه التصدى لمثل هذه التطبيقات الجنسية التى تعتمد عليها هذه الجماعات الإرهابية.
وأضاف النائب أنه فى ظل الظروف الحالية للبلاد لابد من تشريع جديد ينظم العلاقة على مواقع التواصل الاجتماعى مثل "فيس بوك" وغيرها، من خلال التصدى للحسابات المزيفة التى قد يعتمد عليها الإرهابيون فى مخططهم الخبيث لاستقطاب الشباب العربى، أو الحسابات التى يتم من خلال بث الشائعات والفتن والتى تضر بالمجتمع، مشيرا إلى أن العقوبات الواردة فى هذا القانون يجب أن تتراوح بين السجن والغرامة الكبيرة.
وأوضح عضو لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن عالم التطبيقات على الهواتف الذكية أصبح مفتوحا بشكل كبير حيث يمكن لأى مواطن يحمل هاتفا ذكيا أن يحصل على التطبيقات بكل سهولة ومجانا وبالتالى علينا التصدى لمثل هذه التطبيقات بصفة مستمرة.