بعد أيام من الاشتباكات المتبادلة بين قوات حزب المؤتمر الشعبى، ومليشيات الحوثيين، نشرت وسائل إعلام إيرانية وأخرى موالية للمليشيا الشيعية مقطع فيديو وصورًا قيل أنها للرئيس اليمنى السابق على عبد الله صالح بعد استهداف منزله، حيث ذكرت شبكة "الأحرار نيوز" عن مصادر يمنية أن صالح تم مقتله وأودع جثمانه بمستشفى "48".
وتدور اشتباكات بين قوات حزب المؤتمر والمليشيات الشيعية منذ مساء الخميس الماضى، أسفرت عن مقتل ما يزيد على 240 شخصًا، وإصابة المئات، فيما أعلن الرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادى، ظهر اليوم انطلاق عمليات "صنعاء العروبة" العسكرية ضد الحوثيين لتطهير كامل التراب اليمنى من العناصر الإيرانية وتلك المدعومة من طهران.
تواردت أنباء متضاربة عن مقتل الرئيس المخلوع عبد الله صالح بعد تفجير منزله بصنعاء اليوم، الأمر الذى لا تزال تنفيه مصادر داخل حزب مؤتمر الشعب اليمنى، نبأ مقتل صالح، مشيرة إلى أن هذه شائعات يروجها الحوثيون.
على صعيد آخر، دعا تحالف دعم الشرعية سكان صنعاء للابتعاد عن مواقع الحوثيين لمسافة 500 متر، يأتى هذا فى الوقت الذى وجه فيه الرئيس اليمنى عبد ربه هادى منصور، ببدء عملية عسكرية تحت اسم "صنعاء العروبة" تتجه للعاصمة، حيث سترسل العملية قوات لدعم المقاومة الشعبية فى العاصمة من جبهات عدة، مؤكدًا على أن العملية تهدف لإنهاء سيطرة الانقلابيين الحوثيين على صنعاء.
ومن جهة أخرى التقى منذ قليل الرئيس اليمنى عبدربه منصور هادى مع المبعوث الأممى إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد بالرياض، حيث بحثا تطورات الأوضاع الأخيرة فى العاصمة صنعاء، وتطرق اللقاء إلى ضرورة بذل مساعى وجهود مشتركة لإجلاء الرعايا وموظفى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية من العاصمة صنعاء حفاظًا على سلامتهم فى ظل الظروف الراهنة.
وأشاد هادى بمساعى الأمم المتحدة المبذولة نحو السلام الذى ينشده اليمنيون، مؤكدًا على أن الشرعية قدمت تنازلات تباعًا، وذلك انطلاقًا من مسئولياتها الوطنية والأخلاقية تجاه الشعب، والتى قوبلت دومًا بالتشدد والرفض من قبل المليشيا الانقلابية.
أكد قيادى بارز فى حزب المؤتمر الشعبى العام مقتل الرئيس اليمنى السابق على عبد الله صالح.
وقال القيادى الذى فضل الكشف عن هويته فى تصريحات صحفية، اليوم الإثنين، إن الحوثيين أعدموا "صالح" رميا بالرصاص، إثر توقيف موكبه قرب صنعاء بينما كان فى طريقه إلى مسقط رأسه فى مديرية سنحان جنوب العاصمة صنعاء.
وكشف القيادى، عن أن على عبدالله صالح فر من صنعاء باتجاه مسقط رأسه، إلا أن الحوثيين أوقفوا موكبه على بعد 40 كيلومترا جنوبى صنعاء بينما كان متجها نحو سنحان واقتادوه إلى مكان مجهول حيث أعدموه رميا بالرصاص.
فى سياق متصل، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إن الآلاف من سكان العاصمة صنعاء عالقون فى منازلهم، مع القليل من الطعام أو الماء، ولا يستطيعون الخروج خوفًا من الاشتباكات بين المتمردين الحوثيين وقوات صالح والمستمرة منذ الأربعاء الماضى.
وأوضح مكتب اللجنة فى اليمن عبر حسابها فى تويتر، أن النساء الحوامل لا يستطعن الوصول إلى المستشفى خوفًا على حياتهن، ووصف الوضع بالمرير.
من جهتها قالت منظمة أطباء بلا حدود، إن المستشفيات المدعومة منها فى صنعاء أُعيد فتحها بشكل جزئى بعد إغلاقها بسبب الاشتباكات، لكنها أشارت إلى أنه ورغم ذلك فلا يزال العديد من المرضى غير قادرين على الوصول إليها.
الحوثى مستعد للحوار مع السعودية
كما أكد عضو المكتب السياسى فى جماعة «أنصار الله» اليمنية (الحوثيون) محمد البخيتى «استعداد جماعته للحوار من أجل التوصل لحل سياسى ينهى الأزمة»، فى حين نفى قياديون فى حزب «المؤتمر الشعبى العام» بزعامة الرئيس السابق على عبدالله صالح، صدور أى بيان يدعو للحوار مع الميليشيات، على وقع استمرار المعارك بين الطرفين فى صنعاء.
وقال البخيتى فى تصريح لـ«الراى»: «نعم نحن مستعدون للحوار وطالبنا الحكومة السعودية بالحوار المباشر من أجل إتاحة المجال للعودة لطاولة الحوار، لإيجاد حل لسد الفراغ فى السلطة التنفيذية فى اليمن، واختيار رئيس جديد وحكومة وحدة وطنية تستوعب كل المكونات السياسية».
وأضاف عضو المكتب السياسى فى جماعة «أنصار الله» اليمنية (الحوثيون): «ما يحدث فى اليمن هو نتيجة غياب الحل السياسى، فلا يمكن التوصل لوقف إطلاق النار إلا فى حالة الاتفاق على حكومة واحدة وليس حكومتين إحداهما فى صنعاء والأخرى فى عدن»، مشددًا على أنه «لا بد أن تكون هناك عملية سياسية توافقية تستوعب الجميع».
فى غضون ذلك، أكد قياديون فى حزب «المؤتمر»، بعد ظهر أمس، تعرض موقع الحزب للاختراق من الحوثيين وتزويرهم لبيان يدعو للحوار.
وأشارت المصادر لقناة «الحدث» الفضائية، إلى أن عناصر من الحوثيين قاموا باعتقال أحد المحررين وإجباره على تزويدهم بكلمة السر، وأن خبراء إيرانيين وعناصر من ميليشيات «حزب الله» قاموا باختراق الموقع.
من جهته، أكد مصدر إعلامى مقرب من صالح، على أن موقف «المؤتمر» واضح بتخليص اليمن من ميليشيات الحوثى والحفاظ على الثوابت والوطنية والنظام الجمهورى.
"العربية لحقوق الإنسان" تجدد مطلبها بوقف إطلاق النار
فيما أعربت المنظمة العربية لحقوق الإنسان عن عميق قلقها للاشتباكات الجارية فى العاصمة اليمنية صنعاء، والتى اتخذت منحى خطير وتشكل خطرًا داهمًا على سلامة مئات الآلاف من المدنيين داخل عدد من أحياء المدينة، بينما تتحلق نُذر متعددة بتأثيرات الاشتباكات على سلامة المدنيين العالقين من آثار القصف المتبادل، فضلاً عن عدم قدرة الغالبية على الخروج من سكناهم لتدبير احتياجاتهم العاجلة من الغذاء ومياه الشرب والأدوية واللجوء للخدمات الطبية الضرورية.
وتابعت المنظمة :"فضلاً عن الحاجة الماسة لوقف شامل لإطلاق النار فى اليمن بصفة عامة، والتوجه للحوار والحلول السلمية، تقوم حاجة عاجلة للبدء فوراً بتوفير ممرات آمنة لخروج المدنيين العالقين من مناطق الاشتباكات، ولا يغنى ذلك عن ضرورة إخلاء الأحياء المدنية فى العاصمة صنعاء من المتقاتلين على وجه السرعة لضمان سلامة المدنيين، وتمكينهم من اقتضاء الحد الأدنى من احتياجاتهم المعيشية".
وأعربت المنظمة عن قلقها العميق تجاه المعلومات الأولية بشأن الاستهداف العمدى لميليشيات "الحوثى" للتجمعات المدنية التى ساندت تحرك قوات حليفها السابق "على عبد الله صالح"، ما يكرس من سلوكياتهم المنهجية التى قامت على فرض السيطرة بترويع المدنيين لمنع خروجهم على تمردهم المسلح منذ سبتمبر2014، والتى تطورت لاحقًا لانتهاكات مفزعة خلال محاولاتهم لاقتحام تعز وعدن، كما أعربت المنظمة عن قلقها لجلب الطرفين المتصارعين فى صنعاء للمزيد من الإمدادات والتعزيزات من مناطق عدة، ما يُرشح الوضع فى المدينة لمزيد من التعقيد والإهدار لسلامة المدنيين.