الجمعة، 22 نوفمبر 2024 03:21 م

اجتماع وزارى السبت المقبل لبحث تحركات نقل السفارة الأمريكية للقدس.. ومصادر دبلوماسية: التمثيل سيكون فى أعلى مستوياته.. وأبو الغيط يحذر من استفزاز مشاعر المسلمين

وزراء الخارجية العرب ينتفضون لنصرة القدس

وزراء الخارجية العرب ينتفضون لنصرة القدس اجتماع وزراء الخارجية العرب
الأربعاء، 06 ديسمبر 2017 06:00 م
كتب مصطفى عنبر
يجتمع وزراء الخارجية العرب للمرة الثانية فى أقل من شهر، السبت المقبل، بناء على طلب من فلسطين والأردن لبحث التحركات بشأن نقل السفارة الأمريكية للقدس، إذ اجتمع وزراء الخارجية العرب فى 19 نوفمبر الماضى لبحث التدخلات الإيرانية فى شئون الدول العربية.

 

وقالت مصادر دبلوماسية عربية لـ"برلمانى" إن حضور وزراء خارجية الدول الأعضاء بالجامعة سيكون فى أعلى مستوياته نظرا لخصوصية موضوع الاجتماع.

 

ويعقد مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب دورة غير عادية السبت المقبل بناءً على طلب فلسطين والأردن وأيدته المغرب؛ للنظر فى التطورات الخاصة بالإعلان المرتقب لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية بشأن اعتراف بلاده بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلى .

 

وأفادت مذكرة لمندوبية دولة فلسطين - حصلت عليها وكالة أنباء الشرق الأوسط - بأن الاجتماع سيناقش بحث التحركات العربية الواجبة إزاء هذا التغير المحتمل فى الموقف الأمريكى الذى يمس بمكانة القدس ووضعها القانونى والتاريخى.

 

وأكدت المذكرة الفلسطينية أن هذا الإعلان المرتقب يعتبر خرقا سافرا للقانون الدولى وقرارات مجلس الأمن الدولى ذات الصلة واتفاقية جنيف الرابعة.

 

يأتى هذا الطلب بعقد الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب؛ استنادا للقرارات الصادرة عن مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة والوزارى فى دوراته المتعاقبة.

 

وأكد مصدر دبلوماسى عربى مسئول بالقاهرة أن الاجتماع سيعقد عصر يوم السبت المقبل إذ أن المادة الـ 11 من النظام الداخلى لمجلس الجامعة العربية تقول إنه إذا طلبت دولتان عقد اجتماع طارئ يعتبر الاجتماع قائمًا.

من جهته، استنكر أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، بأشد العبارات اعتزام الإدارة الأمريكية الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية لدى إسرائيل إليها.

 

وأضاف الأمين العام فى تصريحاتٍ صحفية، اليوم الأربعاء، إن "المكانة الدينية للقُدس فى قلب العرب جميعا – مسلمين ومسيحيين- تجعل من التلاعب بمصيرها ضربا من العبث.. واستغرب أن تتورط الإدارة الأمريكية فى استفزاز غير مبرر لمشاعر 360 مليون عربى، ومليار ونصف مُسلم إرضاء لإسرائيل".

 

وأوضح الأمين العام فى تصريحاته أن "القيام بتلك الخطوة سيكون مخالفا لقرارات مجلس الأمن والقانون الدولى الذى لا يعترف بسيادة إسرائيلية على المدينة.. وهذا التوجه مرفوض عربيا بشكل كامل، وسيُمثل ضربة للعلاقات العربية الأمريكية وللدور الأمريكى كوسيط بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وسيُزعزع ثقة الأطراف العربية فى حيادية الطرف الأمريكى".

 

وأكد الأمين العام أن " هذا الإجراء الخطير ستكون له عواقب يبدو أن الإدارة الأمريكية لا تستوعبها على نحو كافٍ" ، مُضيفا: "على كل حال الطرف الفلسطينى سيجد المساندة والدعم العربيين الكاملين فى أى إجراءات يُقرر اتخاذها ردا على هذه الخطوة"، مشددا على أن " تقرير مستقبل المدينة هو أحد موضوعات التفاوض على التسوية النهائية، ولا يُمكن بأى حال إملاء وضعيتها أو تغيير مكانتها القانونية أو السياسية بشكل يستبق نتائج المفاوضات، وإلا فما الفائدة من الانخراط فى أى جهودٍ للتسوية السياسية أو الحلول التفاوضية؟".

 

واختتم الأمين العام تصريحاتِه قائلاً " إن تلك الخطوة لا يُمكن القبول بها أو تمريرها باعتبارها أمرا اعتياديا.. وأشك أن يكون متخذو القرار الأمريكى على إدراك كامل بالتبعات المحتملة لهذه الخطوة خاصة أنها تغلق الطريق أمام أى فرصة للتسوية على أساس حل الدولتين".

 

من جهة أخرى، حذر السفير ياسر العطوى مندوب مصر الدائم بالجامعة العربية من اتخاذ أى خطوات أحادية الجانب تؤثر على مسار التسوية بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى وتضع عقبات أمام عملية السلام.

 

وشدد العطوى فى كلمة له أمام الاجتماع غير العادى لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين ، الثلاثاء الماضى، أن الوضع القانونى للقدس يقتضى بتوخى الحرص فى التعامل مع هذا الملف الحساس نظرا لمكانة القدس لدى الفلسطينيين والشعوب العربية والإسلامية ، داعيا إلى الحكمة فى اتخاذ أى خطوات يمكنها تأجيج المنطقة.

 

وأكد العطوى أن مصر ستواصل جهودها لتحقيق حلم الشعب الفلسطينى المشروع فى ترابه الوطنى وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وذلك أمام المحافل الدولية والتأكيد على حل الدولتين وفق مبادرة السلام العربية التى تبلور موقفا عربيا موحدا من عملية السلام وقضايا الحل النهائى.

 

وأشار إلى أن مصر تعمل على دفع جهود عملية السلام فى الشرق الأوسط وهى شريك سياسى يعتمد عليه بفاعلية من أجل استئناف المفاوضات بهدف إحلال السلام العادل والشامل لفلسطين وشعبها، مشددا على أن السلام يشكل ركيزة أساسية للاستقرار فى المنطقة والعالم وسيكون عاملا أساسيا لتحقيق التنمية ومحاربة الإرهاب والتطرف.

 

كما أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود فى اتصال هاتفى مع الرئيس دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، أن أى إعلان أمريكى بشأن وضع القدس، يسبق الوصول إلى تسوية نهائية، سيضر بمفاوضات السلام، ويزيد التوتر بالمنطقة، موضحا أن سياسة السعودية كانت - ولا تزال - داعمة للشعب الفلسطينى وحقوقه التاريخية.

 

وشدد الملك سلمان على أن من شأن هذه الخطوة الخطيرة استفزاز مشاعر المسلمين كافة حول العالم نظرًا لمكانة القدس العظيمة والمسجد الأقصى (القِبلة الأولى للمسلمين).

 

 


الأكثر قراءة



print