وسط توقعات دولية عالية وآفاق نحو العودة بقوة للتصدير، بدأت مصر ضخ الغاز الطبيعى من الآبار البحرية فى حقل ظهر، الذى يقع قبالة السواحل المصرية بالبحر المتوسط، بمعدل إنتاج مبدئى 350 مليون قدم مكعب غاز يوما، ليوفر نحو 60 مليون دولار شهريا، بحسب وزير البترول، طارق الملا، الذى أشار إلى أن هذا الرقم سيصل إلى 180 مليون دولار شهريا مع اكتمال المرحلة الأولى من الحقل منتصف العام المقبل.
واهتمت العديد من وسائل الإعلام الأمريكية، الأحد، ببدء الإنتاج من الحقل العملاق، الذى تبلغ حجم احتياطاته بنحو 30 تريليون قدم مكعب (850 مليار متر مكعب) من الغاز الطبيعى. وقالت شبكة بلومبرج، الأمريكية، إنه مع بدء ضخ الغاز من حقل ظهر فإنه مصر تتجه نحو تحقيق هدفها من الإكتفاء الذاتى من الطاقة.
وبحسب الملا فإن الإنتاج اليومى من الحقل سيرتفع إلى مليار متر مكعب يوميا بحلول يونيو 2018، و2.7 مليار متر مكعب مع نهاية 2019. وتشير بلومبرج إلى أن بدء إنتاج حقل ظهر سيضع نهاية لشراء مصر للغاز من الخارج ويساعد فى تخفيف الضغط على الاقتصاد المصرى الذى عانى منذ ثورة 2011 نقص العملة الأجنبية.
وأضافت الشبكة فى تقرير على موقعها الإلكترونى، الأحد، أن اكتشاف شركة "إينى" الإيطالية للحقل فى أغسطس 2015 يعد بإرضاء الكثير من الطلب المحلى، حيث اضطرت مصر طيلة السنوات الماضية لاستيراد الغاز المسال بتكاليف عالية لتلبية احتياجاتها من الطاقة.
وفضلا عن تلبية الاحتياجات الداخلية، تقول بلومبرج أن "ظهر" يمكن أن يعيد مصر كمورد للغاز فى منطقة شرق المتوسط. ونقلت عن محمد أبو باشا، الخبير الاقتصادى لدى مجموعة إى إف جى- هيرمس، قوله "واحدة من أكبر القضايا التى واجهتها مصر خلال السنوات الماضية كان التحول الكبير فى ميزان الطاقة من كونها مصدر إلى مستورد بسبب نقص الإنتاج، غير أن إكتشافات الغاز الأخيرة، قد تعيد الميزان إلى وضعه".
ويشير موقع أويل برايس، إلى أن المشروع حقق اهتماما استثنائيا كبيرا، حيث اشترت شركة روسنيفت العملاقة فى مجال الطاقة الروسية حصة قدرها 1.1 مليار دولار فى الحقل من حصة شركة إينى فى أكتوبر الماضى. وستجرى الشركة الإيطالية 60% من تطوير الحقل، بينما تحصل روزنيفت على 30% وشركة بى بى البريطانية 10%.