طرحنا هذه التساؤلات على عدد من أعضاء مجلس النواب، فكانت إجاباتهم متناقضة، ففى الوقت الذى اعتبر البعض أن إدراج بريطانيا "حسم ولواء الثورة" فى قوائم الإرهاب يقرب الإخوان من القائمة، استبعد آخرون إدراج بريطانيا الإخوان فى التنظيمات الإرهابية معللين قولهم بأن الإخوان فى الأساس هم صنيعة المخابرات البريطانية.
بدوره، قال السفير محمد العرابى وزير الخارجية الأسبق، وعضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، إنه من المؤكد وجود تغيير فى سياسية بريطانيا من ناحية الإخوان فى اتجاه التقييد عليهم، حيث أن توجه الدولة بدأ يتغير من حوالى 6 شهور، ويبدو أنه بدأ يتصاعد فى المرحلة الحالية.
وأضاف العرابى فى تصريح خاص لـ"برلمانى" قائلًا: اعتقد أنه لن تكون الأمور بالعلانية المتوقعة من ناحية أن يتم إدراج جماعة الإخوان كتنظيم إرهابى، ولكن سيتم التقييد على تحركاتهم والجماعات الناتجة منها فى الفترة المقبلة، مشيرًا إلى أن ذلك مرتبط ببداية الخوف من عودة الإرهابيين الأجانب المنضمين إلى صفوف داعش فى الفترة الماضية.
وتابع العرابى: أن "توجه بريطانيا فى المرحلة الحالية يتجه إلى فكرة التقييد على تلك الجماعات بأى صورة من الصور، لافتًا إلى أنه كان هناك اتصالات كثيرة خلال الفترة الأخيرة مع سياسين من إنجلترا، وأكدوا أن التوجه القادم هو تقييد تحركات هذه الجماعة، ولكن كنا منتظرين صدق تنفيذه، خاصة وأن الحكومة البريطانية مازالت لها مواقف صعب تفسيرها فى المرحلة الحالية".
فيما أيد الراى السابق، النائب طارق رضوان رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، قائلًا: "إدراج بريطانيا منظمتا "حسم" و"لواء الثورة" بقائمة المنظمات الإرهابية خطوة جيدة، ولكن تتطلب البناء عليها، ومزيد من التحرك من قبل بريطانيا، خاصة وأن تحركها بطئ".
وأشار رضوان فى تصريحات لـ" برلمانى" إن السفير البريطانى، أطلق تصريحًا بأنه لن يترك مصر وحدها فى حربها على الإرهاب، مؤكدًا أن إدراج جماعة الإخوان كتنظيم إرهابى فى بريطانيا مسألة وقت، خاصة وأن الضغط الأمريكى سيقل خلال الفترة المقبلة.
وأكد رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، أن هناك قنوات تواصل مع البرلمان البريطانى بشأن العديد من الملفات العالقة، ولكن لا يمكن الإفصاح عنها حاليًا، فضلًا عن التواصل على مستوى القيادات التنفيذية.
وأردف رضوان أن قرار بريطانيا مؤشر جيد لرفع الحظر على مطارات الغردقة ومرسى علم لعودة السياحة البريطانية لمصر مرة أخرى.
بينما اختلف معهم تمامًا طارق الخولى أمين سر لجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب، حيث قال: "نحن على تواصل مع السفارة البريطانية بشكل مستمر مع جون كاسن السفير البريطانى، وقد تناولنا فى أكثر من لقاء إدراج بريطانيا للإخوان بقوائم الإرهاب، وبعض العناصر التى تؤويها الدولة البريطانية، وقد وجهنا نصيحة للجانب البريطانى بأن الخطر على بريطانيا ذاتها لأنها تأوى الشيطان، وبالتالى هذا يشكل خطر على الأمن القومى البريطانى".
وأضاف: "بعد الأحداث الإرهابية التى ضربت لندن مؤخرًا، ووفقا لضغوط شعبية من الداخل البريطانى يبدوا أن قرار اليوم بإدراج حسم ولواء الثورة فى قوائم الإرهاب نتاج حراك داخل بيريطانيا".
واستبعد "الخولى" إدراج بريطانيا جماعة الإخوان فى قوائم الإهارب، قائلا :" من يقرأ كتب التاريخ يعلم أن بريطانيا دعمت تأسيس جماعة الإخوان بشكل كبير فى إطار ما يسمى بمشروع الإسلام السياسى، ولذلك استبعد أن تدرج بريطانيا جماعة الإخوان فى قوائم الإرهاب، لأن فى النهاية جماعة الإخوان هى من الأبناء التاريخين لجهاز المخابرات البريطانى".