تجلت العلاقة بين الثلاثى الشر "إيران وقطر والإخوان" عندما أعلنت الدول الأربعة المعنية بمكافحة الإرهاب "مصر والسعودية والإمارات والبحرين" مقاطعة قطر لتورطها فى دعم جماعات الإرهاب والتطرف، فسرعان ما دخلت إيران على خط الأزمة لتعلن فتح الجسر الجوى لتكون عنصر مشترك فى الأزمة، ليس هذا فحسب، بل تعدد سفر قيادات الإخوان وعلى رأسهم محمود حسين الأمين العام للإخوان خير شاهد على ثلاثى الشر، كل ذلك طبيعيا لثلاثى بينهما سمات مشتركة، لكن عندما يهاجم طرفا فيهم الطرفيين الآخرين، هنا يجب نتساءل لماذا نشبب الخلاف وهل هو خلافا حقا أما مراوغة وخديعة للآخرين.
ففى مفاجأة من العيار الثقيل، انقلبت إيران على إمارة قطر بقيادة تنظيم "الحمدين" وجماعة الإخوان، اعتبر وزير الأمن الإيرانى "الاستخبارات" محمود علوى، أن قطر تدعم بعض التيارات الإرهابية فى المنطقة، مشيرا إلى أن الإخوان فى مصر، هم جذور الإرهاب فى العالم الإسلامى، فيما أكد خبراء ومراقبين للمشهد السياسى أن هذا الانقلاب يؤكد بداية انشقاق ضارية بين الثلاثى الشر.
وأشار "علوى" فى ندوة أقيمت فى طهران بعنوان: "الإرهاب والتطرف والأمن الإقليمى فى غرب آسيا"، إلى أن "التيارات الإرهابية فى المنطقة مدعومة من قطر ودل أخرى.
وأوضح "علوى" خلال الندوة التى عقدت فى مركز التعليم والبحوث التابع رسميا لوزارة الخارجية، أن جذور الإرهاب فى الإسلام هى من الإخوان"، مضيفا: "الدافع لإحياء الخلافة أدى إلى تحركات مختلفة، بما فى ذلك الدفع إلى إيجاد حركات مسلحة إرهابية"، مشيرا إلى أن "تنظيم داعش لا يزال يملك أسلحة رغم إعلان القضاء عليه فى العراق".
وتابع وزير الأمن الإيرانى أن "أحد العوامل المؤدية إلى ظهور الإرهاب هو إهانة وتحقير الشعوب والأقليات الدينية فى بعض البلدان".
وقال علوى: "اليوم، الجماعات الإرهابية مثل داعش قد تعرضت لهزيمة كبيرة،.. داعش ليست لها سيادة؛ ولكنها موجودة، لقد فقدوا أرضهم؛ لكنهم لم يفقدوا أسلحتهم، وهم يتطلعون إلى الهبوط فى أفغانستان وباكستان وآسيا الوسطى، من أجل استعادة فكرة الخلافة الإسلامية من تلقاء نفسها".
بدوره قال اللواء يحيى كدوانى، وكيل لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب، إن إيران تنفذ أجندة فى المنطقة ولا يهمها أى من قطر أو أى من الدول، فهى تنقلب وتعود حسبما ترى مصلحتها، ولكن حديث أحد الوزراء عن قطر والإخوان وتأكيد لدعمهما للإرهاب يؤكد أن هناك خلافات بدأت تضرب هذه التكتلات والدول التى تدعم الإرهاب وعلى رأسها قطر وإيران، وما يحدث الآن هى مراوغة.
وأضاف وكيل دفاع البرلمان فى تصريح خاص لـ"برلمانى" أن الإخوان أصبحت حاليا تواجه أزمات كبرى بداخلها وخارجها، نتيجة للحسابات السياسية الموجودة لدى هذه الدول، وقريبا سنجد دولا تخرج من عباءة دعم هذه الجماعة الإرهابية لأنها أصبحت تمثل خطر كبيرا على الدول، ويتم الشعور به بعد حدوث كوارث، ولكن اعتراف إيران وانقلابها تعنى أننا نصدق إيران وأفعالها فى المنطقة والجرائم، التى ارتكبتها فى المنطقة العربية ككل.
فيما اعتبر محمد مصطفى الباحث فى شئون حركات التيار الإسلامى أن تصاعد الأزمات داخل دولة اليمن مؤخرًا ومقتل على عبد الله صالح مؤخرًا هو كلمة السر فى انقلاب إيران على قطر بقيادة تنظيم "الحمدين" وجماعة الإخوان، حيث واعتبر وزير الأمن الإيرانى "الاستخبارات" محمود علوى، أن قطر تدعم بعض التيارات الإرهابية فى المنطقة، مشيرا إلى أن الإخوان فى مصر، هم جذور الإرهاب فى العالم الإسلامى.
وأشار "مصطفى" خلال تصريحات لـ"برلمانى" إلى أن الأيدلوجيات المتطرفة تنقلب بعضها على بعض، قائلا: "الأيديولوجيات الطائفية سواء كانت جماعات كالإخوان أو من وصل منهم إلى الحكم كإيران وتركيا تجمعه مجموعة من السمات الملامح المشتركة بينهم".
وأضاف: "أولى هذه الملاح والسمات أنهم سمة وملامح وأحدة فى عصرنا الحالى، ومن هذه الملاح يعلنون خلاف ما يبطنون، فهم يعلنون شعارات وعناوين إسلامية فى حين أنهم مشاريع غربية بامتياز، أما الملح الثانى يجمعهم هدف وأحد وهو عنصر بقائهم، حيث يسعون دائما لتمزيق المحيط حولهم لكى يستمرون، فبقائهم قائم على تدمير الآخر أيا كان الآخر".
وتابع: "أم ثالث هذه الملاح وأبرزها أن عندما تحيل بهم كارثة ينقلبون على بعضهم البعض ويبيعون بعضهم كما هو الحال بين إيران وقطر والإخوان" مضيفا: "الإخوان الآن فى اليمن باعوا اتباعهم من الحوثيين بعدما كانوا جبهة واحدة، لذلك انقلبت إيران عليهم".
"التفسير القريب للمنطق لهذا التحول هو ما يجرى على الملف السورى لأن طهران ترى فى مزاحمة أردوغان وحلفاءه وعلى رأسهم قطر والإخوان تهديدًا لموقعها فى المحور الروسى والدخول فى هذا المحور والانقلاب على الولايات المتحدة دعم موقف روسيا فى هذه المرحلة من التسويات وتقسيم الكعكة والغنائم".. هكذا فسر هشام النجار الباحث فى شئون حركات التيارات الإسلامية.
وقال "النجار": "هناك خلافات حاليا بين الحلفاء خاصة بين ايران وروسيا وكلاهما يدعى أنه هو من أحرز النصر وهناك خلافات حول التصور النهائى لمكاسب كليهما فى الملف السورى الذى كانت تحلم فيه إيران بأكثر من ذلك بمراحل، لذلك دخول تركيا والإخوان وحلفائهما على هذا المحور فى هذه المرحلة الحساسة من الحرب أعطى روسيا فرصا كبيرة ومساحة للمناورة ضد طهران".