السبت، 23 نوفمبر 2024 07:48 ص

الكاتب الأمريكى مايكل وولف يفضح أسرار "سنة أولى رئاسة".. ترامب يلجأ للوقيعة بين أصدقائه وزوجاتهم لإقامة علاقات جنسية.. و"ميلانيا" تعيش فى معاناة مع الرئيس.. وطموح إيفانكا يمتد للرئاسة

زلزال "الغضب والنار" يواصل ضرب البيت الأبيض

زلزال "الغضب والنار" يواصل ضرب البيت الأبيض زلزال "الغضب والنار" يواصل ضرب البيت الأبيض
السبت، 06 يناير 2018 04:00 م
كتبت ريم عبد الحميد

بأزمات مفتوحة، ومفاجآت جديدة، يبدوا أن العام 2018 سيكون عاصفًا داخل الولايات المتحدة الأمريكية ودائرة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، فقبل أسابيع من الذكرى الأولى لتنصيب الرئيس، فجر الكاتب الأمريكى مايكل وولف مفاجآت من العيار الثقيل فى كتابه الجديد والذى صدر قبل موعد طرحه بعنوان "الغضب والنار داخل البيت الأبيض"، ليحمل العديد من الأسرار عن رأى ستيف بانون كبير مستشارى ترامب وصديقه الشخصى الذى غادر منصبه منتصف العام الماضى، فضلاً عن طموح ابنة الرئيس إيفانكا ترامب فى الرئاسة ، بخلاف الأزمة المسكوت عنها بين ترامب والسيدة الأولى ميلانيا ترامب، وغير ذلك من المفاجآت والأسرار.

 

عام جديدة من الأزمات فى إدارة ترامب

 

وفى الوقت الذى تتزايد فيه دعوات عزل ترامب من منصبه داخل أروقة الكونجرس وعبر وسائل الإعلام الأمريكية لأسباب عدة من بينها اتهامه بعرقلة سير العدالة فى ملف التحقيقات الخاص بعلاقة فريق حملته الانتخابية مع المسئولين الروس، وقبل حلول الذكرى الأولى لتوليه منصبه، ظهر الكتاب الجديد إلى النور لتشكل أزمة جديدة أمام ترامب.

ترامب على موعد مع الكثير من الأزمات فى 2018ترامب على موعد مع الكثير من الأزمات فى 2018

وقالت وسائل إعلام أمريكية نشرت مقتطفات من الكتاب من بينها نيوزويك ونيويورك تايمز، إن الكتاب بدأ يحقق أفضل المبيعات بالفعل بسبب الحجز المسبق قبل أن يتم طرحه فى الأسواق، ليتسبب فى اندلاع عاصفة سياسية هائلة فى واشنطن وامتدت آثارها إلى خارج الولايات المتحدة الأمريكية.

وفجر الكتاب أزمة بين ترامب والمخطط الإستراتيجى السابق بالبيت الأبيض ستيف بانون، حيث  نقل الكاتب عن الأخير وصفه اجتماعا حضره دونالد ترامب الابن ومسئولون كبار من حملة والده مع مجموعة من الروس فى يونيو 2016 بأنه خيانة وغير وطنى.

وأشار الكتاب إلى أن بانون أبدى سخرية واندهاشا إزاء الاجتماع الذى عقد فى برج ترامب فى نيويورك، والذى تردد أن محامية روسية عرضت خلاله تقديم معلومات تمس سمعة المرشحة الديمقراطية للرئاسة آنذاك هيلارى كلينتون.

وقال بانون فى الكتاب "رأى الثلاثة الكبار فى الحملة الانتخابية أن من الجيد الاجتماع مع حكومة أجنبية داخل برج ترامب فى قاعة المؤتمرات فى الطابق الخامس والعشرين دون وجود محامين، لم يكن معهم أى محامين".

وأضاف: "حتى إذا أعتقدت أن هذا ليس خيانة أو أنه أمر غير وطنى أو كلام تافه، وأعتقد أنه كل هذا، فكان يتعين الاتصال فورا بمكتب التحقيقات الاتحادى".

 
ترامب وستيف بانون قبل استقالة الأخير من منصبه
ترامب وستيف بانون قبل استقالة الأخير من منصبه

 

دعوات العزل تتزايد

 

وعلى مدار العام الأول لرئاسته ومنذ توليه منصبه فى البيت الأبيض فى 20 يناير 2017، أثار دونالد ترامب، الكثير من الأزمات التى تتعلق بتصريحاته وسياساته على الصعيدين الداخلى والخارجى، حتى بات الكثير من استطلاعات الرأى تؤكد تراجع شعبيته قبل أن يتم عامه الأول فى الحكم، وسط دعوات متزايدة لعزله ترامب من منصبه.

ووسط العديد من الأزمات تظل قضية التدخل الروسى فى الانتخابات الأمريكية، الأزمة الأم التى تطارد مستقبل الرئيس الأمريكى خلال عام 2018.

ورد ترامب بمهاجمة بانون، وقال إنه "فقد عقله"، وأضاف فى بيان قبل يومين: "ستيف بانون لا علاقة له بى أو برئاستى، وعندما أُقيل، فإنه لم يفقد وظيفته وحسب بل فقد عقله أيضا"، مشيراً إلى أن بانون لم تكن له علاقة تذكر بفوزه بالرئاسة فى 2016 وألقى باللوم عليه فى خسارة مقعد ولاية ألاباما فى مجلس الشيوخ فى ديسمبر الماضى.

وقال المؤلف، إن كتابه استند إلى أكثر من 200 مقابلة، بما فى ذلك محادثات متعددة مع الرئيس وكبار الموظفين، مشيراً إلى أنه لم يجلس فعلا مع الرئيس ولكنه تحدث معه مرة واحدة، لفترة وجيزة، بعد تولى ترامب منصبه.

وقبل طرح الكتاب ، ذكرت وسائل إعلام أمريكية إن مساعدين ترامب أكدوا أن الرئيس قضى الكثير من اليوم فى اتصالات مع موظفى ومسئولى البيت الأبيض  بحثاً عن الحصول على نسخة من الكتاب.

 

ترامب يتوعد صديق الأمس

 

وفى تعليق على ما نسب لمستشاره السابق ستيف بانون، قال ترامب "الآن بعد أن أصبح بمفرده.. يتعلم ستيف أن الفوز ليس سهلا كما أجعله يبدو.. لم يكن لستيف علاقة تذكر بنصرنا التاريخى الذى كان السبب فيه رجال ونساء منسيون فى هذا البلد، لكن ستيف له كل العلاقة بخسارتنا لمقعد مجلس الشيوخ فى ألاباما الذى احتفظ الجمهوريون به لأكثر من ثلاثين عاما".

ولم يكتف ترامب بهذا التوبيخ، بل وجه محام يمثل الرئيس الأمريكى رسالة إلى ستيف بانون تتهمه بانتهاك اتفاق عدم الكشف عن معلومات بعدما تحدث إلى مؤلف الكتاب، وكتب المحامى تشارلز هاردر فى رسالته يقول: "انتهكتم الاتفاق باتصالكم، من بين أشياء أخرى، بالمؤلف مايكل وولف بشأن السيد ترامب وأفراد أسرته" وحملته الرئاسية.

ستيف بانون من صداقة وطيدة إلى عداء مفتوح مع الرئيس ترامبستيف بانون من صداقة وطيدة إلى عداء مفتوح مع الرئيس ترامب

بالإضافة إلى ذلك تتهم الرسالة بانون "بالكشف عن معلومات سرية للسيد وولف والإدلاء بتصريحات تنطوى على ذم وفى بعض الحالات تصريحات تشهيرية صريحة للسيد وولف عن السيد ترامب وأفراد أسرته".

 

إيفانكا ترامب .. طموح متزايد وأزمات مفتوحة

 

من ناحية أخرى، قال الكتاب إن إيفانكا ترامب، ابنة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب وزوجها جاريد كوشنر قد اتفقا عندما جاءا إلى واشنطن للعمل فى البيت الأبيض وأن الابنة الأولى ستصبح أول سيدة تتولى رئاسة الولايات المتحدة عندما تسنح لها الفرصة.

وأشارت إلى أن الاثنين، إيفانكا وجاريد اتفقا بين بعضهما البعض على أنه لو كانت هناك فرصة فى المستقبل، ستكون إيفانكا هى من تترشح للرئاسة. ويقول الكتاب إن إيفانكا أشارت إلى أن أول رئيسة لأمريكا لن تكون هيلارى كلينتون ولكن ستكون إيفانكا ترامب.

وتناول الكتاب أيضا الخلاف بين إيفانكا وزوجها من ناحية والمخطط الإستراتيجى السابق ستيف بانون، ويقول إن بانون الذى أطلق على الاثنين لقب "جارفانكا" كان مذعورا عندما تم إبلاغه بخطة الزوجين، وقال غير مصدقا "لم يقولا هذا؟..لم يقولا هذا بالفعل، من فضلك لا تخبرنى بهذا .. يا إلهى".

طموح إيفانكا يمتد ليصل إلى كرسى الرئاسة
طموح إيفانكا يمتد ليصل إلى كرسى الرئاسة

ونشرت مجلة نيوزويك أبرز المقتطفات الأخرى التى وردت فى الكتاب ومنها، إن ترامب لم يرد الفوز، ولم يعتقد أحد فى حملته أنه قادر على النصر، مستشهداً بمقولة لمستشاره السابق مايكل فلين الذى تمت إقالته قبل الفوز مطمئناً أصدقائه بشأن قبول مبلغ 45 ألف دولار مقابل خطاب فى روسيا: "حسنا، لو فزنا سيتكون مشكلة".

 

ترامب على رادار جواسيس التاج البريطانى

 

ودون مزيد من التفاصيل، كشفت "نيوزويك" ضمن مقتطفاتها عن الكتاب أن رئيس الوزراء البريطانى الأسبق تونى بلير، حذر دونالد ترامب من تجسس المخابرات البريطانية عليه وعلى أفراد أسرته.

ومن بين المفاجآت المدوية التى كشفها الكتاب الذى سيصدر قريباً ، أن ترامب يخشى اغتياله أو تسميمه داخل البيت الأبيض، لذلك يحرص بشكل شبه دائم على تناول وجبات من "ماكدونالدز" لأنها ستكون بمثابة طعاماً أمناً .

ويبدو أن غضب ترامب لم يكن عاديا، فقد هدد بمنع الكتاب الذى يصوره كرئيس  متقلب غير جاهز، إلا أن الناشر تحدى طلب دونالد بوقف نشره بل وقدم موعد النشر إلى الجمعة بسبب الاهتمام المتزايد من الكتاب.

وزادت عاصفة غضب ترامب ، فلجأ إلى وسيلته المفضلة  توتير لمهاجمة المؤلف مايكل وولف وستيف بانون، أحد المصادر الرئيسية، ووصف الكتاب بأنه ملىء بالأكاذيب، وقال ترامب "لم أسمح أى دخول على الإطلاق لمؤلف هذا الكتاب المجنون! لم أتحدث إليه أبدا بشأن كتاب. مليىء بالأكاذيب وبالتحريف وبمصادر غير موجودة".

نصائح بلير لترامب أبرز مفاجآت الكتاب الجديدنصائح بلير لترامب أبرز مفاجآت الكتاب الجديد

وقال الخبراء القانونيون والمؤرخون، إن قرار رئيس حالى التهديد بإجراء قانونى وشيك ضد دار نشر وصحفى ومساعد رئاسى سابق يمثل سابقة جديدة وربما يكون لها تأثير بالغ على حقوق حرية  التعبير.

وشبه دوجلاس برنلى، المؤرخ الرئاسى بجامعة رايس، ما فعله ترامب هذا الأسبوع بتصرفات الرئيس الأسبق ريتشارد نيكسون الذى حاول بيته الأبيض دون نجاح أن يمنع صحيفتى نيويورك تايمز وواشنطن بوست من نشر وثائق البنتاجون، التى تضمنت التاريخ السرى لتورط الحكومة الأمريكية  فى فيتنام.

 ورغم أن عدة رؤساء آخرين منهم جيمى كارتر وثيدور روزفلت، قد قاضوا دور نشر بعد مغادرتهم مناصبهم، لكن ليس من الشائع أن يقوم بهذا رئيس لا يزال فى البيت الأبيض، واعتبر المؤرخون أن محاولة استخدام صلاحيات الرئاسة للهجوم على أشخاص وخصوم سياسيين أمر مضرا.

 

ميلانيا ترامب ودموع حفل التنصيب

 

وكشف الكتاب أن ترامب لم يكن مهتماً بمعرفة الدستور أو قراءته خلال الحملة الانتخابية ، كما أبدى امتعاضه خلال حفل تنصيبه من المراسم التى اعتبرها "غير لائقة"، نظراً لغياب أبرز النجوم وبدا وكأنه يتشاجر مع زوجته التى كانت على وشك البكاء، مشيراً إلى أن ميلانيا بكت فور علمها أن ترامب فاز فى الانتخابات.

من ناحية أخرى، دعت سارة ساندرز، المتحدثة باسم البيت الأبيض موقع بريتبارت نيوز إلى ضرورة النظر فى قطع العلاقات مع رئيسه التنفيذى ستيف بانون بعد تصريحاته الأخيرة التى وردت فى الكتاب.

وقالت ساندرز، إنها تعتقد أن هذا شيئا ينبغى أن يبحثوه وينظروا فيها، فى إشارة إلى ضرورة انفصال بريبارت عن بانون، ويبدو أن حلفاء بانون قد بدأوا التخلى عنه بالفعل، فقد قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن تصريحات بانون عن نجل ترامب قد نفرت بعض أهم مؤيديه منهم عائلة  روبرت ميركير، مالك موقع بريتبارت، مما يجعل بانون يواجه مصيرا قاتما.

والأمر لا يتعلق بالسياسة فقد فى هذا الكتاب الصادم، بل إن بعض المعلومات التى وردت فيه تمثل إحراجا شديدا للرئيس الأمريكى وعائلته. فيقول وولف  إن ترامب كان "مذعورا" من البيت الأبيض، وينقل عن مصادر قولها إنه فى أغلب حياته كان ترامب يعيش وفقا لقواعده كملياردير عقارات تسمح له ثروته بعمل ما يريد فكان تكييف نفسه لقواعد البيت الأبيض، الذى وصفه هارى ترومان يوما بأنه السجن الأبيض العظيم، بمثابة صدمة له.

ميلانيا ترامب وخلافاتها مع الرئيس تثير الكثير من الجدل داخل واشنطنميلانيا ترامب وخلافاتها مع الرئيس تثير الكثير من الجدل داخل واشنطن

 

كما قال وولف أيضا إن إيفانكا تسخر من تسريحة والدها وقد قالت لصديقاتها فى السابق إن سبب هذه التسريحة عملية زرع شعر خضع لها والدها. ويقول زورشر: " ليس مفاجئا لو اعتبر ترامب هذه الحكاية الأكثر مللا، فالرئيس الأمريكى فخور بشعره."

ومن المعلومات التى وردت بالكتاب أيضا أن ترامب قال لرئيس شبكة "فوكس نيوز" روجر ايليز قبل أسبوع من الانتخابات: "هذا أكبر مما كنت أحلم به"، مضيفا: "أنا لا أفكر في الخسارة، لأنها لن تكون خسارة. لقد فزنا تماما". وكان المرشح (ترامب) وكبار مساعديه يعتقدون أنه يمكنهم جني ثمار كل فوائد الاقتراب من الوصول لكرسى الرئاسة، دون الحاجة إلى أي تغيير، ولو ضئيل، في سلوكهم أو رؤيتهم عالميا"..

ويشير كذلك إلى أن ترامب لم يكن يتحدث حقا، فيما يتعلق بتبادل المعلومات أو إجراء مناقشة متوازنة، ولا يستمع إلى ما قيل له ولا يفكر فيما رد به، بل يطلب منك أن تعطيه انتباهك، ثم يتهمك بالضعف وعدم التركيز.

وإذا لم يكن ترامب يتناول العشاء في الساعة 6:30 مع ستيف بانون، إذا، كما يروق له، سيكون في سريره في ذلك الوقت يتناول "تشيز برجر"، ويشاهد شاشاته الثلاث ويجري اتصالات هاتفية، كان الهاتف نقطة اتصاله الحقيقية مع العالم، مع مجموعة صغيرة من الأصدقاء، الذين كانوا يرصدون ارتفاع وانخفاض مستويات توتره وعصبيته خلال المساء، ومن ثم يقارنون ملاحظات بعضهم البعض".

نزوات ترامب لا تزال محل الكثير من الجدلنزوات ترامب لا تزال محل الكثير من الجدل

ومن المقتطفات الأخرى التى نشرتها الصحف الإنجليزية من هذا الكتاب أنه يقول إن الرئيس الأمريكي كان يتفاخر بخيانة أصدقائه مع زوجاتهم، وقال ذات مرة "أحد أفضل الأشياء فى الحياة هى خيانة صديقك مع زوجته".

ووفقا لما ورد بالكتاب، ونشرته صحيفة إندبندنت، فإن  ترامب كان يقنع أصدقائه بخيانة زوجاتهن، ثم يكشف أسرارهم أمام الزوجات حتى يغريهن بالانتقام من أزواجهن عبر إقامة علاقة معه.

 

print