تثير المظاهرات الإيرانية اهتمام المسئولين الإيطاليين، خاصة وأن طهران تشهد تظاهرات مستمرة احتجاجا على الضائقة الاقتصادية، ورفضا لسياسات حكومة الرئيس حسن روحانى، وتخلل هذه الاحتجاجات أعمال عنف قتل خلالها 21 شخصا، واعتقل المئات، والتى تعتبر أكبر موجة تظاهرات منذ الحركة الاحتجاجية ضد إعادة انتخاب الرئيس المحافظ السابق محمود أحمدى نجاد عام 2009، والتى قابلها النظام بموجة قمع شديدة.
وعلق عدد من السئولين الإيطاليين على الأزمة الإيطالية، ومنهم من ألقى باللوم على صمت الاتحاد الأوروبى، وأرجع رئيس لجنة الشؤون الخارجية فى مجلس النواب الايطالى المنتهية دورته التشريعية، فابريتسيو تشيكيتو، ما يجرى حاليا فى إيران إلى أخطاء ارتكبها الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما، وقال البرلمانى الايطالى "للأسف فى إيران نحن ندفع ثمن الخطأ المأساوى للرئيس الأمريكى السابق حيال قتلى احتجاجات عام 2009، حيث اختار عندئذ أوباما التحالف مع إيران والشيعة، وهذا كانت له تداعيات سلبية للغاية".
وأضاف: "لنقول أن المفاوضات حول النووى الإيرانى كانت خيارا حكيما، ولكن ليس حكيما كان الإطار السياسى العام: فالتفاوض شىء وإقامة نوعا من التحالف السياسى مع الطرف المقابل هو شىء آخر، وانعكس ذلك فى تعامل أوباما مع إسرائيل"، مضيفا فى إشارة إلى العداء المعلن بين إدارة الرئيس الأمريكى الحالى دونالد ترامب مع السلطات فى طهران والذى انتقد أيضا سياسة سلفه أوباما، "مع ذلك، فالسياسة الأمريكية الراهنة لا تزال محل اختبار لأنها تتمايل بطريقة محفوفة بالمخاطر".
وقال تشيكيتو: "تضامننا يذهب إلى الإيرانيين الذين خرجوا إلى الشوارع، كما تضامنا مع المدون الصينى، وو جان، الذى إدانته السلطات فى بكين ومع المعارض الروسى أليكسى نافالنى، الدافع من أجل الحرية يجب أن يسود دائما، لأنه الأكثر واقعية على المدى الطويل".
أما نائبة رئيس اتحاد الصناعيين الإيطاليين (كونفيندوستريا)، ليشيا ماتيولى فى تصريحات لوكالة "آكى" الإيطالية أنه "لنفهم ما اذا كانت الأزمة ستؤثر على الشركات الايطالية، نحن بحاجة لرؤية كيفية تطور الأمور"، فى الوضع الداخلى الإيرانى الذى يعتبر حاليا صعبا وحرجا جدا".
وترى النقابية الإيطالية إن عدم الاستقرار فى إيران بسبب الاحتجاجات الراهنة لا يساعد الاستثمارات فيها، مضيفة أنه "بعد رفع العقوبات التى كانت مفروضة على إيران بسبب برنامجها النووى، توجهت شركات إيطالية عديدة الى البلاد وقامت بتوقيع مجموعة من العقود، والتى تمر بمراحل مختلفة فى الوقت الراهن، موضحة أن "بلدا يعيش وضعا معقدا داخليا قد يخلق أزمة لهذه الاتفاقيات".
وأضافت نائبة رئيس (كونفيندوستريا) "لكن من السابق لأوانه بعض الشىء فهم ما إذا كان كل ذلك سيؤثر على شركاتنا وعلى العقود الموقعة حاليا، فمن الواضح أن استقرار دولة ما أساسى للاستثمارات الأجنبية، فالوضع السلمى يساعد الأعمال التجارية".
وفى تغريدة على تويتر للتواصل الاجتماعى، أضاف النائب من حزب "نحن مع إيطاليا" دانييلى كابيتسونى (يمين الوسط)، أنه "بشأن إيران وفى مجال غياب دعم النضال من أجل الحرية وضد النظام الثيوقراطى، فإن على الاتحاد الأوروبى أن يغطى وجهه عارا".
وأضاف بينما لا يسمح الرئيس ترامب بأن يمر يوما دون الإعراب عن الدعم، للمتظاهرين فى إيران، استيقظ الاتحاد الأوروبى بعد أربعة أيام فقط، حيث "أقدمت المتحدثة باسم موجيرينى"، التى لم تزعج نفسها شخصيا، ومن خلال تغريدة حزينة الليلة الماضية، على قول: نحن نتابع، نحن نراقب، وفوق كل شىء: نحن على اتصال بالسلطات الإيرانية".
وقال البرلمانى اليمينى إن لديه "كلمة واحدة" إزاء هذا الموقف وهى "فلتخجلوا".