دخلت "انتفاضة الفقراء" فى إيران يومها السادس، وسط تهديد النظام للمحتجين بإجراءات مشددة، إثر اقتحام الغاضبين مبانى حكومية ومقار تابعة للجيش، فى أعنف موجة احتجاجية تشهدها الجمهورية الإسلامية منذ 2009، اشتعلت شراراتها من مشهد وانتشرت كالنار فى الهشيم لتطال أغلب المحافظات الإيرانية، ضد سياسات النظام، الذى أنفق أموالا طائلة على بسط نفوذه فى الخارج، وترك شعبه فريسة الفقر، والتدهور الاقتصادى، إضافة إلى تحميله فاتورة دعمه لسوريا والعراق وتفتيت اليمن ونشر الطائفية، وحرمان الملايين من الدعم النقدى، وانتشار الفساد.
وفى تطور خطير، اليوم الثلاثاء، أضرم عددا من المحتجين، النيران فى 4 مراقد دينية لأبناء أئمة بمدينة سواكده شمالى البلاد، بحسب وكالات أنباء إيرانية، مع مواصلة الاحتجاجات فى مدن إيرانية، وهاجم متظاهرين مركزا للشرطة فى بلدة "قهدريجان" وحاولوا الاستيلاء على أسلحة من داخله مما أسفر عن مقتل 6 منهم، ما أدى إلى ارتفاع حصيلة القتلى منذ بدء المظاهرات الاحتجاجية إلى 20 شخصا على الأقل، بحسب وسائل إعلام رسمية فى إيران.
وطالبت وزارة الأمن الإيرانى فى بيان لها، المواطنين، بالمساهمة فى الكشف عن هوية مثيرى أعمال الشغب والذين يلحقون الضرر بالممتلكات العامة، كما اتهمت وزارة الأمن بعض المشاركين فى الاحتجاجات، التى تشهدها البلاد بإلحاق الضرر بالممتلكات العامة والتسبب فى خسائر مادية وبشرية.
- النظام يهدد المتظاهرين
من جانبه صعد النظام من لهجته أمام المحتجين، وأمر رئيس السلطة القضائية الإيرانية صادق لاريجانى القضاة فى جميع أنحاء البلاد باتخاذ إجراءات مشددة ضدهم متهما أياهم بالحاق أضرار بالمبانى العامة والممتلكات الأخرى. وأكد رئيس محكمة طهران أن السلطات القضائية ستتعامل بحزم ووفق القانون مع كل من يلجأ إلى العنف ويثير الشغب.
وشدد رئيس محكمة الثورة فى طهران، حجة الإسلام موسى غضنفر أبادى، على أن السلطات القضائية ستتعامل بحزم ووفق القانون مع كل من يلجأ إلى العنف ويثير الشغب، مؤكدا فى الوقت ذاته أن السلطات القضائية أصدرت تعليمات للقوى الأمنية بعدم التعاطى بعنف مع مثيرى الشغب والمحكمة هى الجهة الوحيدة التى تقرر مصير هؤلاء الأشخاص.
- ارتفاع عدد المعتقلين إلى 450 محتجا
وارتفع عدد المعتقلين، خلال الأيام الماضية إلى 450 محتجا فى طهران خلال 3 أيام، وبحسب وكالة إيلنا المستقلة، ألقت قوات الأمن فى العاصمة طهران أمس الاثنين، القبض على 100 متظاهر بتهمة التحريض على الفوضى وإثارة الشغب، وأكد نائب حاكم طهران علي أصغر ناصر بخت، اعتقال 100 شخص يوم أمس، علاوة على 150 و200 آخرين تم اعتقالهم الأحد والسبت الماضيين على التوالى.
من جانبها قالت وزارة الأمن الإيرانية اليوم الثلاثاء، إنها نجحت فى تحديد هوية بعض العناصر المثيرة للشغب والمحرضين على الفوضى واعتقال عدد منهم، فيما يجرى ملاحقة باقى العناصر قانونيا.
وفى نفس السياق، لقى جندى فى الحرس الثورى مصرعه فى منطقة كهريزسنك فى محافظة اصفهان وسط إيران جراء إطلاق نار من المعارضة استهدف قوات الشرطة والأمن، كما أسفر عن إصابة آخرين بحسب وكالة فارس.
- التيار الأصولى يدعو لانتخابات مبكرة
وفى تطور ملفت للأحداث، دعا التيار الأصولى فى إيران، إلى إجراء انتخابات مبكرة والإطاحة بالرئيس الإيرانى حسن روحانى، وبحسب وسائل إعلام إيرانية، نشر موقع "خبرنامه صادق" الإلكترونى التابع للتيار الأصولى رسالة من طلاب جامعة طهران، تطالب روحانى بالتنحى وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، محملة إياه مسئولية ما يحدث فى البلاد.
- الاتحاد الأوروبى يبدى أمله بأن تضمن إيران حق التظاهر
وبالتوازى مع التصعيد، أعربت عواصم العالم عن قلقها، فيما قالت تركيا، اليوم الثلاثاء، إنها تشعر بالقلق إزاء تقارير بسقوط قتلى وإلحاق أضرار بمبان عامة فى إيران خلال قمع الشرطة للمظاهرات المناهضة للحكومة والتى بدأت الأسبوع الماضى، وقالت وزارة الخارجية التركية فى بيان: "نرى أن من الضرورى تفادى العنف وعدم الاستسلام للاستفزازات".
فيما أعرب الاتحاد الأوروبى، عن أمله فى أن تضمن طهران حق التظاهر، وقالت متحدثة باسم وزيرة الخارجية الأوروبية فيديريكا موجيرينى: "تابعنا التظاهرات التى قام بها المواطنون الإيرانيون خلال الأيام الماضية، كنا على اتصال بالسلطات الإيرانية، ونتوقع أن يكون الحق فى التظاهر السلمى وحرية التعبير مضمونا بعد التصريحات العلنية للرئيس روحانى"، وأضافت "سنواصل رصد التطورات".