فى تجاهل يفضح أكذوبة "الرأى والرأى الآخر"، وازدواجية المعايير التى تحكم نظام تميم بن حمد، وأذرعه الإعلامية وفى مقدمتها فضائية الجزيرة القطرية، كشفت التغطية الإعلامية للاحتجاجات التى تشهدها إيران حجم الانحياز السافر للنظام الإيرانى ضد الشعب الذى يواصل منذ ما يقرب من أسبوع تظاهراته التى أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات فى مواجهات مع الأمن، بخلاف اعتقال المئات فى وحشية مفرطة من عناصر الأمن رغم سلمية الاحتجاجات فى أيامها الأولى.
كر وفر فى طهران .. مشاهد لن تجدها على شاشة الجزيرة
ورغم شرعية المطالب التى ينادى بها الإيرانيون فى احتجاجاتهم وفى مقدمتها رفع مستوى المعيشة والتدخل لوقف موجة الغلاء التى تنهش الشعب الذى يجتاز تعداده 90 مليون نسمه، والانسحاب من ميادين النزاعات ووقف الحروب التى يقودها نظام الملالى بالوكالة فى كلاً من سوريا والعراق واليمن وينفق عليها المليارات ، بدلاً من رفع الدعم وزيادة أسعار الوقود والسلع الأساسية، إلا أن فضائية الجزيرة التى مهدت قبل سنوات الطريق لدعاة الفوضى داخل البلدان العربية ، اختارت هذه المرة الانحياز للنظام على حساب الشعب لتضرب نموذجاً جديداً فى الانحياز وتبرهن من جديد على نواياها الخفية لتفتيت وضرب الاستقرار فى الدول العربية فقط.
الانحياز السافر دفعه العديد من وسائل الإعلام الخليجية للتطرق مجدداً إلى الدور المشبوه الذى تلعبه فضائية الجزيرة، حيث ذكرت صحيفة "عكاظ" السعودية إن شعارات "الموت للديكتاتور روحانى" لم تأتى على هوى الجزيرة فرفضت النشر أو التلميح لأى من هذه الأحداث التى شدت انتباه العالم كل ما عدا قناة الإرهاب "الجزيرة".
ويأتى هذا التجاهل من قناة قطر فى ظل تدفق آلاف المتظاهرين الإيرانيين على الشوارع بعد أن فشل نظام روحانى فى تحقيق وعوده الانتخابية للقضاء على البطالة فى بلد يعد ثانى أكبر مصدر للنفط بعد السعودية، وثانى اكبر مصدر للغاز بعد روسيا ورغم ذلك فإن 25 مليون إيرانى يعيشون تحت خط الفقر.
متظاهر إيرانى يدهس صورة خامنئى
مشهد المحتشدين الإيرانيين بثانى أكبر مدينة إيرانية أعاد للأذهان مشهد ثورات الربيع العربى، وفى مقارنة سريعة لموقف "الجزيرة " من مشهد ثورات الربيع العربى والثورة الإيرانية نجد أنها لم تفوت لحظة واحدة من تغطية "الربيع العربى" ، وكان مراسلوها يلقون دعما ماديا غير مسبوق لمواصلة العمل فى البلدان العربية، وهو ما أكده محمد فوزى مصور الجزيرة السابق فى تصريحاته لـ"اليوم السابع"، أنه منذ بداية أحداث الربيع العربى ازدادت القناة تطرفا فركزت على دعم المتطرفين، وزودوا المراسلين بكافة المعدات الحديثة وأجهزه البث، وتم تزويدهم بعدد من المسلحين وعملوا على تهييج المظاهرات، وفى جمعة الغضب فى 2011 كنت بالإسكندرية وشعرت أن هذه الجماعة تحتل مصر وكان مراسلو الجزيرة يعملون تحت حماية الإخوان وكانت تعليمات القناة نقل مشاهد العنف فامتنعت عن العمل، وطلبوا منى إذاعة صورة تروج لمشنقة مبارك لكنى رفضت.
ويعد غلق قناة الجزيرة فى صدارة مطالب دول الرباعى العربى الذى يقود منذ 7 أشهر المواجهة مع نظام تميم بن حمد فى تحرك يهدف لوقف دعم وتمويل الإرهاب، حيث دأبت القناة منذ نشأتها على تشويه صورة الأنظمة العربية وإثارة الفتن والسعى إلى تفتيت المجتمعات العربية.
وزير خارجية إيران مع أمير قطر تميم بن حمد
ولا يعد إغلاق دول الرباعى لمكاتب الجزيرة داخل أراضيها حدثاً فريداً، فتاريخ حظر القناة فى الدول العربية بدأ مع ميلاد القناة فقد قامت عدد من الدول العربية بحظر القناة وتجميد عمل مراسليها بعد أن أدركوا خطرها ففى عام 2002 منع وزير الإعلام البحرينى نبيل يعقوب الحمر مراسلى القناة من العمل فى 10 مايو 2002 وقال إن القناة منحازة لإسرائيل ضد البحرين ورفضت البحرين عودة مراسلى القناة إلا بعد تحسن العلاقة بين قطر والبحرين عام 2004.
وفى العام نفسه، جمدت الحكومة الجزائرية أنشطة مراسل الجزيرة بسبب تناول برنامج "الاتجاه المعاكس" للوضع السياسى الجزائرى. وقامت السلطة الفلسطينية فى 2009 بإغلاق مكتب الجزيرة بعد أن زعمت القناة أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قد تورط فى وفاة ياسر عرفات وأصدرت وزارة الإعلام بيانا ردا على هذه الإدعاءات قالت فيه إن تغطية المحطة غير متوازنة واتهمتها بالتحريض على السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية.. وفى عام 2010 تم إغلاق مكتب الجزيرة بالكويت بعد رفض القناة إلغاء استضافة أحد النواب فى مجلس الأمة الكويتى على خلفية تغطية أحداث ديوانيه الحربش.. كما أغلقت اليمن فى نفس العام مكتب الجزيرة بعد إبراز القناة الاحتجاجات اليمنية.