السبت، 23 نوفمبر 2024 01:59 ص

محاولات للتغطية على الجرائم عفرين" السورية.. اعتقال 150 تركيا لإدانتهم الهجمات على"السوشيال ميديا".. السلطات توجه تهم "نشر دعاية إرهابية" للمعتقلين.. والانتهاكات تتوالى بذريعة ملاحقة الأكراد

فرمان عثمانى للتعتيم على جرائم أردوغان

فرمان عثمانى للتعتيم على جرائم أردوغان فرمان عثمانى للتعتيم على جرائم أردوغان
الخميس، 25 يناير 2018 06:00 ص
كتبت إسراء أحمد فؤاد

فى محاولات للتغطية على جرائمه التى تخطت الحدود التركية، ويديه الملوثة بدماء الأبرياء والمدنيين فى البلدان العربية لاسيما فى العراق وسوريا، شن النظام التركى صباح اليوم، الأربعاء، حملات اعتقالات تعسفية، شملت أقاليم تركية مختلفة، وطالت عددًا كبيرًا من المناهضين لسياسات الرئيس التركى، وتم اعتقال نحو 150 شخصا بذريعة "نشر دعاية إرهابية" على وسائل التواصل الاجتماعى بشأن عملياتها العسكرية المعروفة "بغصن الزيتون"، ضد مقاتلين أكراد فى سوريا، والتى يشنها الجيش التركى منذ مطلع الأسبوع الجارى.

 

 

ممارسات النظام التركى ضد المعارضة تأتى بهدف تكميم أفواه المناهضين لممارساته فى سوريا، وخرجت المعارضة التركية فى الداخل عن صمتها، فلم يستهدف النظام فى عملياته فى سوريا الأكراد فحسب، بل امتدت ممارساته العبثية إلى إبادة العناصر الموالية لهم داخل تركيا، وبحسب وسائل إعلام تركية قال حزب الشعوب الديمقراطى المؤيد للأكراد، وهو ثانى أكبر حزب معارض فى البرلمان، إن المحتجزين بينهم سياسيون وصحفيون ونشطاء، بسبب تدويناتهم على وسائل التواصل الاجتماعى.

وقال مسئولين أتراك، فى تصريح لوكالة الأناضول للأنباء المقربة من النظام، إن الشرطة شنت عمليات فى 31 إقليما ووضعت 11 مشتبها فى الحبس الاحتياطى لحين محاكمتهم وتم إطلاق سراح 7، وتابعت إن استجواب الباقين ومجموعهم 132 ما زال مستمرا.

كما أكد معارضون داخل تركيا، إن النظام يمارس القمع الشديد ضد المعارضة، وضد كل من تسول له نفسه انتقاد رجب طيب أردوغان على مواقع التواصل الاجتماعى، لذا أخضع النظام صفحات المستخدمين الأتراك على التواصل الاجتماعى لنظام مراقبة شديدة لا يتوقف على مدار الساعة، وكل المستخدمين الذين ينشرون دعاية ما وصفهم بـالجماعات الإرهابية ستجرى محاكمتهم".

ميدانيا يواصل النظام التركى لليوم الخامس على التوالى شن حملات عسكرية على مدينة عفرين السورية، التى يسيطر عليها الأكراد وتقع شمال غرب محافظة حلب وتحدها تركيا من جهتى الشمال والغرب، وهي على تماس مع منطقة إعزاز الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة من جهة الشرق، ويستهدف التوغل التركى وحدات حماية الشعب الكردية السورية المدعومة من الولايات المتحدة، التى تعتبرها أنقرة جماعة إرهابية وإمتدادًا لحزب العمال الكردستانى الذى يخوض منذ عام 1984 تمردا فى جنوب شرق تركيا، الذى تقطنه أغلبية كردية، ويخشى النظام التركى أن ينقل الأكراد نزعة الاستقلال والانفصال إلى الأقليات الكردية التى تعيش داخل تركيا، وتمثل حوالى 15 أو %20 من السكان، وعاشوا حياة قاسية لسنوات وطالبوا بحكم ذاتى.

 

 

واعتبر النظام التركى إن قيام أى كيانات كردية على حدوده خط أحمر، ويعترى أردوغان رعب من تحركات العمال الكردستانى فى العراق والاتحاد الديمقراطى لأكراد سوريا، وهو ما يجعله دائم التذرع بتوجيه ضربات إلى المقاتلين الأكراد، واعتبارها منظمات إرهابية، فتارة يعلن عن قصف داعش، وأخرى تطهير الحدود من التنظيمات الإرهابية، لكن فى كل مرة يعلن فيها أردوغان توجيه ضربات إلى داعش يضف إليها شن عمليات عسكرية ضد "الأكراد، واتخذت أنقرة من الحرب على داعش والتنظيمات المتطرفة التى تقاتل فى سوريا المدعومة من نظامه ذريعة لشن غارات على الأكراد.

ويؤيد الرئيس التركى أردوغان استمرار العمليات العسكرية، لإبادة الأكراد بل ويدعو المنظمات العالمية لتأييد حرب الإبادة العرقية التى يقودها ضد الأكراد فى سوريا، وفى تصريح له أمس الأربعاء، قال: إن تركيا "ستحبط اللعب" على حدودها بداية من منطقة منبج السورية، ودعا أردوغان، الذى كان يتحدث أمام مسئولين محليين فى أنقرة، المنظمات غير الحكومية الدولية إلى دعم عملية تركيا ضد وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من الولايات المتحدة، وقال "لدى شكوك فى إنسانية من يساندون هذا التنظيم (وحدات حماية الشعب الكردية) ويصفون تركيا بالغازية".

 

 

من جانبها قالت قوات سوريا الديمقراطية، إن الجيش التركى زعم أن لتنظيم داعش وجودا فى منطقة عفرين بشمال غرب سوريا التى يستهدفها بعمليته واتهمته بتضليل الرأى العام العالمى، وقال ريدور خليل المسؤول الكبير بقوات سوريا الديمقراطية لرويترز "العالم كله يعرف أن داعش غير موجود فى عفرين".

وأضاف خليل، إن الجيش التركى يبالغ كثيرا فى عدد القتلى فى صفوف قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب، غير أنه أكد سقوط قتلى ولكنه رفض ذكر عددهم، وقال "نعم هناك شهداء وهناك قتلى فى صفوف وحدات حماية الشعب وقوات سوريا الديمقراطية ولكن أتحفظ على الرقم"، وذكر أيضا إن قوات سوريا الديمقراطية قتلت العشرات من الجنود الأتراك والمقاتلين المتحالفين معهم من الجيش السورى الحر.

 


print