مرت سنة كاملة على دخول دونالد ترامب البيت الأبيض، ولم تنته حتى الآن فضيحة التدخل فى الانتخابات الرئاسية لإحدى أكبر دول العالم وأكثرها قوة وتقدما تكنولوجيا، والمضحك أن التدخل جرى عبر مؤسساتها الاقتصادية والمعلوماتية الكبرى، وشركاتها الضخمة العاملة فى مجال التكنولوجيا، والتى تمثل واحدة من أذرعها للسيطرة على العالم.
قضية التدخل فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية من بوابة "فيس بوك" وغيره من مواقع التواصل الاجتماعى، لا يبدو أنها ستكون الوحيدة فى هذا الإطار، أو أن محاولات التدخل ستتوقف على الولايات المتحدة الأمريكية، أو توجيه أصابع الاتهام صوب موسكو، إذ شهدت الساعات القليلة الماضية إشارات إلى أن أطرافا جددا يسعون للعب الدور نفسه، ويمهدون له عبر أذرع وأطراف داخلية فى دول تستعد لاستحقاقات دستورية وانتخابات رئاسية، فى مقدمتها مصر التى تستعد للانتخابات الرئاسية 2018 خلال مارس المقبل.
بدأت مؤشرات الأمر بدعوة مركز حقوقى أمريكى لإجراء انتخابات رئاسية موازية فى مصر عبر الإنترنت، فى محاولة للضغط على الدولة المصرية، ودعم الجماعات المتطرفة التى تحاول النيل من استحقاق انتخابى مهم، وهو ما دفع عددا من أعضاء مجلس النواب للمطالبة بإلزام مواقع التواصل الاجتماعى بتحرى الحيدة والشفافية خلال الانتخابات الرئاسية المزمع عقدها فى مارس، خاصة أن دولا أوروبية عديدة، منها فرنسا، طالبت المواقع نفسها أكثر من مرة بعدم التدخل فى شؤونها وانتخاباتها، فى حين شهدت بريطانيا تحريك دعاوى قضائية مؤخرا لإلزام المواقع الأمريكية بعدم التدخل فى شؤون المملكة ودول الكومنولث التابعة للتاج البريطانى، كما تعمل استراليا على إصدار قانون يتيح لمواطنيها مقاضاة هذه المواقع.
أحمد بدوى: نعد مذكرة برلمانية لمواقع التواصل لإلزامها بالحياد فى الانتخابات
فى البداية، قال النائب أحمد بدوى، عضو لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمجلس النواب، إن الدول الداعمة للإرهاب لها أهداف واضحة تجاه مصر خلال المرحلة الحالية، متابعا: "الجميع يعلمون أن فترة الانتخابات الرئاسية فى أى دولة من دول العالم ترافقها ضغوط دولية للنيل من هذه الدولة ومؤسساتها، وتحقيق مكاسب خاصة على حسابها".
وأضاف "بدوى"، فى تصريح خاص لـ"برلمانى"، أنه يجب على مواقع التواصل الاجتماعى الالتزام بالحيدة والشفافية خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة، إذ ليس من المعقول أن تساعد مواقع التواصل جماعات متطرفة بعينها لتحقيق أهداف خاصة، مشيرا إلى أنه يستعد حاليا لتقديم مذكرة برلمانية لمخاطبة مواقع التواصل الاجتماعى، وإلزامها بتحرى الدقة والحيدة والشفافية خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة.
طارق الخولى: الدعوة دليل على التربص واستهداف مصر والانتخابات
فى السياق ذاته، قال النائب طارق الخولى، أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، إن إطلاق أحد المراكز الحقوقية دعوة لإجراء انتخابات موازية لانتخابات الرئاسة المصرية عبر الإنترنت، يوفر دليلا مؤكدا على حالة التربص الموجودة لدى عدد من الأطراف ومساعيهم لاستهداف العملية الانتخابية، بما يؤكد فكرة استمرار محاولات إفساد الانتخابات وتشويه صورة مصر.
وأضاف "الخولى"، فى تصريح خاص لـ"برلمانى"، أن المتابع يدرك أن عدد مستخدمى الإنترنت فى مصر محدود ولا يمثل كل الشعب المصرى، ومن ثم فإن عدد من سيصلون لهذه الانتخابات الموازية المشبوهة، ويشاركون فيها، سيكون محدودا، وبالتبعية فإن أى نتائج ستكون غير واقعية، ورغم تأكد الداعين للفكرة من هذا إلا أنهم يسعون لاستخدامها لتشويه صورة الانتخابات، وبالتأكيد سيتضمن هذا الاستخدام تضليلا فى الإجراءات والنتائج والخروج بمؤشرات موجهة ومنتصرة لاتجاهات وانحيازات بعض الجهات.
جون طلعت: تقليعة جديدة لتشويه مصر.. ودليل على ضعف الأحزاب السياسية
من جانبه، انتقد النائب جون طلعت، وكيل لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمجلس النواب، دعوة أحد المراكز الحقوقية الأمريكية الممولة من جماعة الإخوان الإرهابية لإجراء انتخابات رئاسية عبر الإنترنت، تكون موازية للانتخابات الرئاسية المصرية، قائلا: "تقليعة جديدة من تقاليع الخارج لتشويه صورة الانتخابات الرئاسية".
وأضاف "طلعت"، فى تصريح خاص لـ"برلمانى"، أن تلك الدعوة غير واقعية، ومطلقيها يعيشون فى عالم افتراضى منفصل عن الواقع، والمتوقع أنهم سيستخدمون فيها اللجان والكتائب الإلكترونية، موضحا أن تلك الفكرة نتاج عجز المرشحين عن منافسة الرئيس عبد الفتاح السيسي، خاصة فى ظل أن الشروط التى حددها القانون لخوض الانتخابات ليس تعجيزية، وأن عزوف المرشحين دليل على ضعفهم وعجزهم عن المنافسة.
وطالب وكيل لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمجلس النواب فى تصريحه، الأحزاب السياسية المصرية بالتوحد والعمل المشترك والجاد خلال السنوات المقبلة، من أجل الخروج بمرشح قوى قادر على المنافسة فى الانتخابات الرئاسية 2022.
رياض عبد الستار: انتخابات فيس بوك مضحكة.. وكل نشطائه شخصيات هلامية
بدوره، قال رياض عبد الستار عضو مجلس النواب، إن كتائب الجماعات المتطرفة الإلكترونية التى تدعمها الإدارة الأمريكية المشبوهة تعمل بشكل مكثف لإنتاج "فوضى خلاقة"، مؤكدا أن الإدارة الامريكية لها أغراض مشبوهة أهمها تشويه الدول العربية بشكل عام، ومصر بشكل خاص.
وأضاف "عبد الستار"، فى تصريح خاص لـ"برلمانى"، أن إجراء انتخابات رئاسية عن طريق الإنترنت تزييف للحقائق، وأجندات مدعومة من دول معادية لمصر، غرضها هز صورتها عالميا، متابعا: "كل ذلك لا يفرق مع الشعب المصرى والأمة العربية، ولن تنال الإدارة الأمريكية ولا الجمعيات الحقوقية غرضها بزعزعة استقرار الوطن".
وتابع عضو مجلس النواب تصريحه بالقول، إن كل الناشطين عبر مواقع التواصل الاجتماعى مجرد شخصيات هلامية لا أساس لها فى فى الواقع، ولا تعبر عن الحقائق، ومن يرغب فى الترشح للرئاسة كان عليه التقدم وفق ضوابط الدستور وتوضيح ماذا سيفعل فى انتخابات تُجرى بإشراف قضائى نزيه، وعلى كل من يدعى أن له شعبية ونفوذا نزول السباق، مستطردا: "إجراء انتخابات عبر فيس بوك أمر يدعو للسخرية والاشمئزاز، ومن الضرورى أن تكون هناك ضوابط لاستخدام هذا الموقع، من خلال إدارة داخلية مستقلة تحت ولاية مؤسسات الدولة، يكون لها حق تسجيل الدخول بموجب بطاقة الرقم القومى، مثلما هو الحال فى دبى والصين".
واختتم النائب رياض عبد الستار تصريحه بالقول، إن خروج المصريين والتصويت لصالح الرئيس عبد الفتاح السيسي فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، سيكون أكبر رد على تلك المراكز المشبوهة التى تعمل فى الظلام وتبث السموم داخل مصر، متابعا: "الدول لا تُدار بالفيس بوك ومواقع التواصل، حتى يتم النظر لمثل هؤلاء المتآمرين الذين يعملون فى الظلام".
بعد فضائح مواقع التواصل الاجتماعى وتورطها فى تزوير الانتخابات الأمريكية، طالب عدد من أعضاء مجلس النواب بضرورة إلزام مواقع التواصل الاجتماعى بتحرى الحيدة والشفافية خلال الانتخابات الرئاسية المزمع عقدها خلال شهر مارس المقبل.