دخلت المعركة القائمة بين جماعة الإخوان وحلفائها مع التيار السلفى لمنعطف جديد، ألا وهو مطالبة قيادات تاريخية بجماعة الإخوان، الدعوة السلفية بحل حزب النور، معتبرة أن الحزب السلفى يشوه جل التيار الإسلامى، بينما ردت قيادات بالدعوة السلفية على هذه المطالبات بتصريحات لاذعة للإخوان وحلفائهم، معتبرين مطالباتهم بحل الحزب بـ"السفالات".
معركة أجنحة التيار الإسلامى ليست وليدة اللحظة، بل مشتعلة من فترة، وتزايدت حدتها بعدما أعلن حزب النور السلفى موقفه النهائى من انتخابات الرئاسة، وأطلق شرارة المعركة عاصم عبد الماجد القيادى بالجماعة الإسلامية والهارب خارج البلاد عندما كفر حزب النور ووصفهم قياداته بالزاندقة، وطالب عناصره بالتبرؤ منه.
لم ينته الأمر عند تكفير عاصم عبد الماجد لأبناء حزب النور، بل رد عليه قيادات سلفية مطالبين إياه بالتوبة عما أسموه البغى، ودخل على الخط مؤخرا إبراهيم الزعفرانى القيادى التاريخى السابق بجماعة الإخوان، حيث طالب الدعوة السلفية بحل حزب النور.. اللافت فى الأمر برمته أن معركة الإخوان والسلفية برمتها ساحاتها هى مواقع التواصل الاجتماعى.
وقال "الزعفرانى" فى بيان نشره عبر صفحته على صفحته الرسمية حمل عنوان "نصيحة صدق وإشفاق لإخواننا فى حزب النور" أدعو إخواننا فى حزب النور إلى سرعة الإعلان بحل الحزب، معللا مطالبته بأن وجود الحزب يورط أبناء الدعوة السلفية ويحمله كثيرا من الاوزار عند الله وعند الناس. وأشار "الزعفرانى" إلى أن مواقف حزب النور تشوه صورة الإسلاميين كما أن مواقفه تسقط جملة المنتمين للدعوة السلفية من نظر الكثيرين على المستوى الداخلى والمحلى والعالمى.
وواصلت قيادات الإخوان وحلفائهم الهجوم على حزب النور، حيث وجه الشيخ محمد يسرى إبراهيم رئيس أحد الهيئات التابعة للإخوان رسالة إلى الدعوة السلفية قائلا: "ائتمناهم على الدين فقلدناهم!"..عبارة يقولها منتسبون للسلفية فى حق معاصريهم من شيوخهم الدعاة! ويأبونها فى حق السلف وعلماء الأمة المتبوعين عبر القرون! فوا أسفاه على منهج وأتباع على هذا النحو! ".
تصريحات قيادات الإخوان وحلفائهم دفعت الجانب الثانى من أبناء الدعوة السلفية بالرد الشديد عليهم، ونشرت شبكة رصد حزب النور، التابعة للدعوة السلفية بيانًا ردت فيه على دعوات حل حزب النور قائلة: "ردود سريعة على إبراهيم الزعفرانى ودعوته لنا بحل الحزب لأسباب يراها، أولًا القرارات ليست اوزارا بل اجتهاد يقوم على أدلة وقواعد الشرع وأمر أصحابها يدور بين الأجر إن أخطأوا أو أجرين إن أصابوا، وبقدر ما نتحمل من الضغوط السياسية وسفالات البعض يكون الأجر على قدر المشقة والصبر على الأذى".
وأضافت: "أما قراراتنا فهى تعبر عن القاعدة الصلبة التى تعى آليات اتخاذ القرار وإن صدمت مشاعر بعض أبنائنا فالحق أحق أن يتبع وان تصادم مع عواطف ورغبات البعض، وأما سقوطنا من نظر الكثيرين فلا يهمنا ولكن الاهم ألا نسقط من نظر ربنا وتبقى بلادنا مستقرة ودعوتنا ظاهرة لا يضرها من خذلها أو خالفها".
ووجهت شبكة رصد حزب النور رسالة إلى إبراهيم الزعفرانى القيادى التاريخى بالإخوان عبر بيانها قائلة:"وأرجوك أن تطمئن على استمرارية وجودنا العلمى والدعوى مع السياسى لم يطغ احدهم على الاخر ويكفيك أن ترصد اسهامات المشايخ العلمية من خلال الصوتيات والمرئيات والكتابات ومعرض الكتاب وإصدارات المشايخ من اول الثورة تدل على ما نقول".
وواصلت قيادات الدعوة السلفية، على الإخوان وحلفائها، وانتقد سامح بسيونى القيادى بالدعوة السلفية التصريحات التى أدلى بها الدكتور محمد يسرى إبراهيم ضد الدعوة السلفية قائلا:" كنا ننتظر منك أن توجه هذا الكلام لشباب الإخوان والربعاوية الذين يتبعون كبرائهم فى اقناعهم".
ووجه محمد عياد القيادى بحزب النور رسالة أيضا إلى محمد يسرى إبراهيم القيادى الموالى للإخوان قائلا:"كنا نظنكم على علم يمنعكم من هذا الهوى. فلازلتم فتنة للناس تصبون جم عصبيتكم بكل حقد وتعمد على من أنقذوا بعض الناس منها، وحسبنا الله ونعم الوكيل". وأضاف:"تعيش خارج مصر فى أمان وربح وتجد من ينفق عليك وتترك الناس قى السجون وتلومهم على طلبهم للحرية، خبتم وخسرتم.
بدوره علق محمد جاد الزغبى الباحث فى شئون حركات التيار الإسلامى على المعركة القائمة بين جماعة الإخوان وأنصارها ممثلة فى عاصم عبد الماجد وحزب النور، قائلا:"من المستحيل تقريبا أن يتنازل أمثال عاصم عبد الماجد عن طباعهم الأصيلة كممثلين لفكر الخوارج الأصيل، فإذا أردت أن ترى نموذجا حيا لفكر الخوارج القديم فعلينا النظر إلى الفكر الذى يتبناه عاصم عبد الماجد ووجدى غنيم تحديدا".
وأضاف:"ففكر الخوارج يؤثر فى نفسية من يعتنقه بحيث يخالف نصوص القرآن والسنة صراحة ومع ذلك يعتبر منهجه هو الأولى بالتطبيق ومخالفه كافر حلال الدم مهما كان هذا المخالف ملتزما بنصوص القرآن والسنة، ورأينا تطبيق ذلك عمليا فى الخوارج القدامى مع شخصية عبد الرحمن ابن ملجم الذى قتل إمام الأئمة على ابن أبى طالب رضى الله عنه وهو يهتف (الله أكبر أن الحكم إلا لله !!)؛ وتابع:"فلنا أن نتخيل طبيعة فكر ابن ملجم الذى يهتف بدعوة التوحيد وهو يقتل أتقى صحابى فى زمنه، ورابع الخلفاء الراشدين، لهذا ليس غريبا أبدا أن يخرج عاصم عبد الماجد فيقوم بتكفير كل من ينتسب إلى حزب النور والدعوة السلفية، لأنهم كفروا من قبل عموم الشعب المصرى بكافة توجهاته لمجرد تصديهم لإرهاب الإخوان".
وأضاف:"مهما كان اختلافنا مع الممارسة السياسية لحزب النور أو الدعوة السلفية إلا أن الاختلاف معهم قائم على طريقة ممارستهم للسياسة بمنطق النفعية وبما لا يليق مع المنهج السلفى نفسه، إلا أن هذا لا يعنى إطلاقا أن ممارستهم تتشابه أو تقترب من التناقض الفادح لأمثال الخوارج الجدد فى العصر الحديث، وعاصم عبد الماجد الذى يكفرهم بنصوص القرآن بقوله تعالى "ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار " ينسى هو نفسه أنه يقع تحت نطاق الآية الكريمة أكثر من غيره، سزاء فى تاريخه القديم وجرائمه التى لا تحصى فى اغتيال الأبرياء فى الثمانينات أو فى تاريخه القريب عندما قام بتوظيف نفسه داعية لفكر الإرهابالإخوانى ومناصرا له وفى نفس الوقت يتجاهل تماما وجوده هو وجماعته فى قطر وتركيا تحت رعاية القوات الأمريكية كجنود لتحقيق مصالحهم فى المنطقة ضد مصر وكافة الدول العربية.
وتابع: "فأمثال عبد الماجد ووجدى غنيم ينطبق عليهم المقولة التى وصفت الخوارج القدامى، حيث قال فيهم أئمة الفقهاء (قوم يقتلون أهل الإيمان ويدعون أهل الأوثان)".