وقالت السيدة الألمانية التى تدعى "لمياء محمد قوسيج" لقاضى التحقيق فى المحكمة المركزية المتخصصة بمكافحة الإرهاب فى العراق أن رغبتها وقناعتها دفعها ومعها ابنتيها للسفر إلى العراق للتعرف على سبب "هجرة" بعض الألمانيات للالتحاق بالقتال فى سوريا والعراق.
وأوضحت السيدة الألمانية فى اعترافاتها التى نشرتها المحكمة العراقية – حصلت "برلمانى" على نسخة منها - أن مجموعة من المعلومات البسيطة حصلت عليها من المنتديات والمواقع الإلكترونية التابعة لتنظيم داعش كان يوفرها مجموعة من رجال الدين فى حى منهايم فى ألمانيا لتحفيز المسلمين للقتال إلى جانب صفوف داعش.
تضيف لمياء "التقيت مجموعة من رجال الدين لا أعرف أسماءهم إلى اليوم لأنهم يستعملون كنى مختلفة وصرت أسألهم، فكانت إجاباتهم متقاربة وتتلخص بأن هذه هى دولة الإسلام والدولة التى دعانا الله إلى فعل أى شىء من أجل إقامتها وبما أنها قامت فيجب على جميع المسلمين والمسلمات الالتحاق بها لنصرتها".
تكمل لمياء الألمانية "أن أكثر ما آثر بى هى كلمة أحد هؤلاء الشيوخ؛ عندما قال لى: أن كل هذه الأرض لا يوجد عليها دولة تحكم بشريعة الله إلا الدولة الإسلامية فى العراق والشام، وهذا كان أهم ما دفعنى لاتخاذ قرار الهجرة إلى داعش".
- الانضمام إلى "داعش"
وأكدت السيدة الألمانية أنه فى الشهور الأخيرة من العام 2014 ساعدها شخص يحمل الجنسيتين الألمانية والتركية يدعى "عمار بن ياسر" فى الانضمام إلى صفوف داعش، موضحة أن شخص يدعى "أبو البراء" وهو سورى الجنسية نصحها بالسفر من ألمانيا إلى تركيا وأنه سيتكفل بإيصالها إلى سوريا.
وأضافت السيدة الألمانية "وصلنا إلى تركيا برفقة ابنتى نادية وسمية؛ وفور وصولى اتصلت بأبى البراء وقام هو بتزويدى برقم هاتف قال لى إن صاحبه سيقوم بمهمة نقلنا إلى سوريا، وبالفعل اتصلت بهذا الشخص الذى لم يخبرنى بأسمه ووافانا فى حى شانلى اورفة الذى كنا نسكن بأحد فنادقه وكان هذا فى شهر أغسطس عام 2014 وعبر سيارة تاكسى اتجهت بنا إلى الحدود التركية السورية وبعدها سلمنا لسائق آخر فى سيارة كبيرة كانت تضم مجموعة من المهاجرين من جنسيات مختلفة".
وأشارت السيدة إلى أن السيارة الكبيرة أوصلتهم إلى منطقة بالقرب من الحدود السورية، مؤكدة أن المسافرات للإنضمام إلى داعش تم إيداعهم فى بيت كبير يدعى "مضافة" عزل فيه الرجال المهاجرون عن النساء، وكان مسئول المضافة شخص تركى يدعى "أبو أحمد"، وكان بها 15 امرأة جميعهن تونسيات باستثنائها وبناتها وامرأة فرنسية.
وتواصل المتهمة بالإرهاب "بعد ثلاثة أيام قضيناها فى المضافة، طلب منا أن ننتقل إلى الأراضى السورية إلا أن هذه المرة لم تكن هنالك سيارة لتقلنا وكان يرافقنا مجموعة من الرجال منهم يحمل أجهزة الاتصال وبعد مشى على الأقدام لأكثر من ساعة التقينا بمجموعة من رجال الأمن التركى، تحدث لهم أحد الرجال الذين يحملون أجهزة الاتصال وعرفت أنهم وافقوا على مرورنا وبالفعل دخلنا إلى الأراضى السورية".
وأضافت السيدة الألمانية فى التحقيقات التى جرت معها "استقبلنا رجل فى منطقة حدودية وكان يرتدى الزى الأفغانى وقام بتقديم المياه لنا وطلب منا أن نستقل باصا ولم ينضم لنا، وأخبرنا أننا وصلنا وبعد سير طويل عرفنا أننا نقصد "الرقة" وفور وصولنا أسكنونا كذلك ببيت كبير وكان فى المضافة أكثر من 300 امرأة مع أطفالهن ومن جنسيات متعددة".
وأكدت السيدة الألمانية أنها قضت بمضافة الرقة ثلاثة أشهر ولم يقوموا بممارسة أى دور، موضحة أن شخص يحمل الجنسية السعودية يدعى "أبو أسامة المدنى" كان مسئول المضافات، وكان يدخل المضافة بين حين وآخر لاختيار الفتيات الباكرات لتزويجهن لأمراء التنظيم فيما يأخذ النساء الأخريات لمقاتلى التنظيم الإرهابى.
- مضافة النساء
وتابعت "جاء سعودى وبرفقته شخص آخر يدعى "أبو دجانة التونسى" وطلبوا منى أن أتزوج بأحد مقاتلى التنظيم وبسبب رفضى طلبوا أن يزوجوا ابنتى الباكر وبالفعل تم تزويجها بأحد أمراء التنظيم ويسمى بأبى إمامة التونسى وتم الزواج فى ما يسمونه بالمحكمة الشرعية".
وأضافت السيدة الألمانية "بعد زواج ابنتى نادية انتقلت أنا وابنتى الصغرى فى بيت زوج ابنتى فى الرقة وبعد شهور من الزواج وبمجرد أن انتهى حمل ابنتى وأنجبت بنتا طلب زوجها منها أن تذهب معه إلى المحكمة الشرعية ذاتها وقام بتطليقها".
من الرقة إلى نينوى
وأكدت السيدة الألمانية أنه بعد طلاق ابنتها لم تعد تتحمل البقاء فى الرقة وطلبت من ما يعرف بـ"مسئول شئون المهاجرين" الانتقال وبالفعل تمت الموافقة على نقلهم إلى ولاية نينوى، وبسيارات خاصة ومع مجموعة من المهاجرين انتقلوا إلى نينوى وأسكنوهم بمجمع سكنى بالجانب الأيسر من المدينة وكان هذا منتصف عام 2016.
وأكدت السيدة الألمانية أنهم بقوا فى الجانب الأيسر للموصل وكانت تتولى مهمة اقناع أخريات للقدوم إلى سوريا والعراق، موضحة أنها طلبت من مسئول ما يعرف بـ"المجمع" أن تلتقى أحد أمراء التنظيم الكبار للحصول على دور متقدم فى "الجهاد"، مؤكدة أن مع تطورات الأحداث واقتراب القوات الأمنية فى المدينة تنقلوا من حى إلى آخر، مضيفة "كنا فى هذا الوقت رغم الأوقات الصعبة نحمل ما نستطيع حمله من المواد الأولية لصناعة العبوات الناسفة لنجهزها للمقاتلين الذين لم يعودوا يستطيعون تجهيز المتفجرات."
وخلصت إلى أنه "كل ما اقتربت القوات العراقية فى الموصل كان الأمر يزداد سوءا علينا وكانت قبضة التنظيم تتراخى إلى أن استهدف البيت الذى كنا نسكنه فأصيبت ابنتى الصغرى وتوفيت جراء الإصابة فيما أصبت أنا بجروح طفيفة فى جسدى وعينى، وحاولت الهروب عبر الاندساس مع العوائل النازحة إلا أن القوات الأمنية العراقية استطاعت إلقاء القبض على."
كانت محكمة الجنايات المركزية العراقية قد أعلنت فى السابع عشر من يناير الماضى الحكم بالإعدام شنقا حتى الموت بحق الإرهابية لمياء محمد قوسيج وفقا لأحكام المادة الرابعة/1 و بدلالة المادة الثانية 1/3 من قانون مكافحة الإرهاب رقم 13 لسنة2005.