تواصل الحكومة ممثلة فى وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، خاصة فى فصل الشتاء، تفعيل استراتيجية مكافحة انفلونزا الطيور التى تم اعتمادها للقضاء على المرض من خلال الإدارة المركزية للطب الوقائى، ومديريات الطب البيطرى بالمحافظات التابعة للهيئة العامة للخدمات البيطرية، بالتنسيق مع وحدات الحكم المحلى ومنتجى الدواجن، فى إطار الحفاظ على الثروة الداجنة، وتنفيذ مخطط الدولة فى زيادة الإنتاج.
رقابة مشددة على مراكز بيع وتدوال اللقاحات
من ناحيتها ، قالت الدكتورة منى محرز نائب وزير الزراعة لشئون الثروة الحيوانية والداجنة والسمكية، فى تصريحات لـ "برلمانى"، إن الإجراءات التنفيذية لاستراتيجية مكافحة مرض انفلونزا الطيور، تشمل تشديد الهيئة العامة للخدمات البيطرية الرقابة على مراكز بيع وتدوال اللقاحات وسحب العينات للفحص المعملى، والتنسيق مع المحافظين لتفعيل قانون رقم 70 لسنة 2009 بشأن تنظيم بيع وتدوال الطيور الحية.
وأضافت "محرز" أنها تطالب باستمرار المحافظين بتفعيل القانون، وتطبيق اللائحة التنفيذية للقانون رقم 941 لسنة 2009، مؤكدة أن الاستراتيجية تشمل إعطاء قروض لتوفير الثلاجات والديب فريزر لاستكمال تطبيق قانون رقم 70 لمنع تدوال الطيور الحية فى القاهرة الكبرى والإسكندرية، وقيام شركات اللقاحات بتدريب فرق التحصين ومزارع الإنتاج الداجنى على تطبيق إجراءات الامان الحيوى وتوفير ثلاجات حفظ اللقاحات.
تجربة للتحصين فى مفرخات الدجاج البلدى والبط للتربية المنزلية
وأوضحت "محرز" أنه من بين الإجراءات إعداد تجربة التحصين ضد المرض فى المفرخات التى تنتج الدجاج البلدى والبط للتربية المنزلية فى محافظة الغربية على أن تقوم الشركات بتوفير اللقاح وموافاة الهيئة بكافة المعلومات اللازمة للقيام بحسب العينات للفحص المعملى، وتقوم الخدمات البيطرية والمعمل المرجعى للرقابة على الإنتاج الداجنى بالتعاون مع اتحاد منتجى الدواجن بتقييم شامل وبشفافية لكافة التجارب الحقلية الخاصة باللقاحات المستخدمة من حيث نسبة النفوق والمستوى المناعى.
منح المزارع مهلة لمدة 6 أشهر لتوفيق أوضاعها
وأكدت "محرز" أنه تم وضع مواصفات وحدات تدوير مخلفات صناعة الدواجن والنفاق بالمجازر وأيضا الاشتراطات الصحية للسيارات التى تنقل المخلفات، وإلزام مزارع الدواجن الجديدة بالظهير الصحراوى باتخاذ الإجراءات اللازمة للتخلص الآمن من النافق والمخلفات عن طريق التحلل الهوائى الكمبوست، بالإضافة إلى تأسيس شركة مساهمة مصرية لتسويق الدواجن لحماية صغار المربين والقضاء على الوسطاء للسيطرة على الأسعار والمساهمة فى تفعيل القانون رقم 70 لسنة 2009 الخاص بمنع تداول الطيور الحية بين المدن، ومنح المزارع مهلة لمدة 6 أشهر للانتهاء من تطبيق معايير الأمن الحيوى وتوفيق أوضاعها لمنحها التراخيص وفى حالة عدم الالتزام يتم غلقها.
تنظيف وتطهير الأسواق ومتابعتها بعد أعمال التطوير
وتابعت منى محرز، أن الهيئة تتابع مع المحليات تنظيف وتطهير الأسواق والانتهاء من أعمال التطوير، والانتهاء من رفع إحداثيات المزارع ومتابعة تطبيق الآمان الحيوي، وذلك من خلال مشروع دعم المربى الصغير، واستمرار التقصى النشط فى المزارع والأسواق للوقوف على الوضع الوبائى لمرض أنفلونزا الطيور واستمرار أخذ العينات قبل البيع، واستمرار حملات التوعية والإرشاد للمربين والتربية المنزلية عن خطورة مرض أنفلونزا الطيور وطرق انتقاله وضرورة استخدام الذبح الآمن فى الطيور المنزلية لمنع انتشار المرض والحد من تعرض المواطنين للإصابة به وغيره من الإصابات الميكروبيولوجية الأخرى.
الفيروس ينتقل إلى الإنسان عن طريق الاختلاط بالطيور المصابة
وفى سياق متصل، قالت الدكتورة ناهد يحيى باحث بالمعمل المرجعى للرقابة على الإنتاج الداجنى بمعهد بحوث صحة الحيوان، فى تصريحات لـ"برلمانى"، أن مرض انفلونزا الطيور هو مرض معدى يسببه فيروس الإنفلونزا مننوع (A) ويصيب أغلب أنواع الطيور خاصة الدجاج والبط والرومى وينتقل إلى الطيور عن طريق الطيور المهاجرة ثم ينتقل إلى الإنسان عن طريق الاختلاط بالطيور المصابة، وينقسم إلى فيروسات شديدة الضراوة من أنواع (H5,H7) وفيروسات قليلة الضراوة نوع (H9).
وأضافت أنه يوجد نوعان من فيروسات انفلونزا الطيور شديدة الضراوة فى مصر حاليا (H5N1&H5N8) وقد أصيبت مصر بأنفلونزا الطيور شديدة الضراوة H5N1 سنة 2006 فى المزارع والطيور المنزلية وتسبب الفيروس فى نسب نفوق عالية أدت إلى خسائر اقتصادية فادحة فى صناعة الدواجن فى مصر علاوة على الإصابات البشرية، ثم تحور الفيروس إلى سلالات عديدة منذ ذلك الحين ولاحقا، وأصيبت مصر فى نهاية عام 2016 بنوع آخر من انفلونزا الطيور شديدة الضراوة و هوH5N8 القادم من روسيا عن طريق الطيور المهاجرة والذى تسبب أيضا فى حدوث مشاكل اضافية لصناعة الدواجن.
إجراءات وقائية لمنع دخول المرض إلى المزارع والتربية المنزلية
وأكدت ناهد يحيى، أنه للقضاء على هذا المرض الخطير لابد من عدة إجراءات وقائية لمنع دخول المرض إلى المزارع والتربية المنزلية، وأول هذه الإجراءات هو تطبيق الأمان الحيوى فى المزارع والتربية المنزلية، كالآتى:
أولا: بالنسبة إلى طريقة بناء المزرعة فلابد من توافر الآتى:
- مراعاة موقع المزرعة ومدى قربها من المزارع الأخرى سواء كانت من نفس نوع الطيور أو أنواع أخرى فلابد أن تبنى المزرعة على النظام المغلق لمنع نقل المرض عن طريق الطيور البرية و المهاجرة ولضمان عدم دخول القوارض و الحيوانات البرية الى المزرعة.
- يحب مراعاة بعد المزرعة عن الطرق الرئيسية لتجنب نقل العدوى ووجود حجرة لتغيير الملابس والاستحمام داخل المزرعة ووجود مغطس من المطهرات امام المزرعة لتطهير السيارات التى تنقل الأعلاف ومواد الانتاج من وإلى المزرعة لمنع انتقال العدوى من مزرعة إلى أخرى.
- يراعى أن تكون أرضية المزرعة من الخرسانة الأسمنتية مع توفير مصدر للمياه والصرف لسهولة عملية التنظيف.
ثانيا: لابد من تطبيق نظام موحد للأعمار فى تربية الدواجن الذى يتيح الفرصة لدخول الطيور من نفس النوع ونفس العمر مرة واحدة وخروجهم للبيع مرة واحدة وهذا النظام يسمح بالتطهير المستمر للمزرعة بين الدورات.
ثالثا: تدريب العاملين على تطبيق نظم الأمان الحيوى فى المزرعة عن طريق تغيير الملابس والاستحمام قبل دخول المزرعة وتطهير الأيدى والأرجل قبل الدخول وتطهير كل الأدوات قبل دخولها أو خروجها من وإلى المزرعة ووضع إجراءات كافية للحد من الدخول والخروج من وإلى المزرعة.
وتابعت "ناهد يحيى" : "إذا ظهر المرض فى المزرعة فلابد من التخلص الآمن لجميع الطيور والسبلة عن طريق إعدامها ثم حرقها أو دفنها بالطرق الصحيحة وتطهير المزرعة بالكامل قبل دخول الدورة الجديدة بالاستعانة بالجهات الحكومية المسئولة، وبعد التأكد من تطبيق الأمن الحيوى داخل المزارع لابد من تحصين جميع الطيور، ضد انفلونزا الطيور وجميع الأمراض التنفسية مثل "النيوكاسل" والالتهاب الشعبى المعدى مع الفحص المستمر لمستوى المناعات داخل الطائر عن طريق الطبيب المختص.
وبالنسبة إلى الطيور المنزلية، شددت على أهمية الحفاظ على نظافة المعدات وأقفاصها عن طريق إغلاق أماكن التربية جيدا وتطبيق معاير النظافة والتطهير قبل الدخول الى اماكن التربية وعزل الطيور الجديدة على الأقل 10 أيام قبل الدخول إلى الطيور المرباة واتباع ارشادات الأمن الحيوى الحد من دخول الاشخاص الى اماكن التربية، وأخيرا فإن القضاء على انفلونزا الطيور بمصر ليس بالمستحيل بشرط اتباع تطبيقات الأمن الحيوى والتحصين الفعال للطيور للحفاظ على الثروة الداجنة فى مصر.