فى محاولة أمريكية جديدة لاحتواء أزمة قطر ودول الرباعى العربى، وبعد 8 أشهر من المقاطعة العربية لنظام تميم بن حمد الراعى الأول للإرهاب فى الشرق الأوسط، بسبب تمسك الإمارة بدعم وتمويل الكيانات والتنظيمات الإرهابية، كشفت تقارير أمريكية اعتزام البيت الأبيض استضافة قادة الدوحة والدول الخليجية فى محاولة لانتزاع ضمانات من شانها وقف دعم وتمويل الإرهاب، وإنهاء الخلاف القائم.
خطة الـ60 يوما التى تعدها إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب تبدأ من مارس المقبل وتنتهى قبل نهاية إبريل على أقصى تقدير، وتهدف فى المقام الأول لحماية المصالح الاقتصادية والعسكرية للولايات المتحدة فى منطقة الخليج العربى، ويقودها بشكل مباشر الرئيس دونالد ترامب، بعد أن فشل وزير الخارجية الأمريكى، ريكس تيلرسون، فى مهمته كوسيط لإنهاء المقاطعة العربية لقطر فى بداية الأزمة التى على إثرها تكبدت الدولة الخليجية الصغيرة الكثير من الخسائر الاقتصادية وسط إصرارها على تمويل الجماعات الإرهابية فى المنطقة وإيواء رؤوس الإرهاب.
وكشفت الصحافة الأمريكية، اليوم السبت، أن كبار قادة السعودية والإمارات وقطر سيلتقون بالرئيس ترامب خلال الشهرين المقبلين وسط جهود واشنطن لحل خلاف بين الجيران فى الخليج. وقال مسئول أمريكى رفيع إن ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان وولى عهد أبوظبى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وأمير قطر تميم بن حمد آل ثانى يعتزمون جميعا القيام بزيارة ترامب فى مارس وإبريل.
وأضاف المسئول، أن جدول الأعمال سيشمل عقد قمة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، تأمل واشنطن أن تعقد فى وقت لاحق هذا العام، فى واشنطن أو كامب ديفيد، أواخر الربيع المقبل، فضلا عن مناقشة جهود السلام فى الشرق الأوسط وإيران.
وفي الخامس من يونيو الماضى، أعلنت عدة دول عربية قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، بسبب دعمها للإرهاب، وقد قطعت الدول الأربعة مصر والسعودية والإمارات والبحرين التجارة مع قطر، وتم منع الطائرات القطرية من الطيران عبر مجالها الجوى، وأمرت مواطنيها بمغادرة قطر وترحيل المواطنين القطريين.
وعندما وقع الرئيس ترامب وحلفاؤه فى الشرق الأوسط إستراتيجية لمكافحة الإرهاب، خلال القمة الأمريكية الإسلامية فى الرياض، مايو الماضى، جاءت قطر كإحدى المخاوف الرئيسية التى تم تحديدها خلال اللقاء.
وسعى ترامب لرأب الخلاف بين دول الخليج سبقه الكثير من الضغوط على الدوحة، التى أكد الرئيس الأمريكى نفسه دورها فى دعم الجماعات الإرهابية المسلحة فى المنطقة، ففى نهاية أكتوبر الماضى أرغمت واشنطن الحكومة القطرية على تشديد مراقبة الأعمال الخيرية والخدمات المالية لديها، والتى تؤول فى نهاية المطاف إلى دعم وتمويل كيانات وجماعات إرهابية.
وفى أعقاب إعلان الدول العربية، مصر والإمارات والسعودية والبحرين، مقاطعة قطر أعلن الرئيس الأمريكى انحيازه للمطالب العربية المشروعة، وبدأت إدارته ممارسة الضغوط على الدوحة فى سعيها للحفاظ على مصالحها فى المنطقة لاسيما فى ظل وجود قاعدة عسكرية أمريكية فى منطقة العديد والتى كانت نقطة رئيسية فى إطلاق الغارات الجوية ضد تنظيم داعش فى العراق.
ويشكل التقارب القطرى الإيرانى نقطة قلق كبيرة للإدارة الأمريكية، حيث أصبح التهديد الإيرانى أكثر تطورا، حيث تستهدف القدرة المتزايدة للصواريخ الباليستية فى ايران، المراكز الرئيسية للقوة فى الشرق الاوسط، وقد استهدف المتمردون الحوثيون اليمنيون الرياض والقواعد الجوية السعودية الرئيسية ومرافق النفط، بالصواريخ الإيرانية الموردة لهم.