حديث خالد مشعل الأخير فى احتفالية جماعة الإخوان بمناسبة مرور 90 عاما على تأسيس الجماعة يشير إلى تحرك ما يجرى فى الخفاء لإعادة ترميم وتجميل وجه جماعة الاخوان بإشراف وتخطيط تركيا وبتمويل قطرى.
عودة خالد مشعل للمشهد الداعم لجماعة الإخوان بكل قوة عقب مرور ما يقرب من عام على الوثيقة السياسية التى أصدرتها حركة حماس وتلمح لفك ارتباط حماس بجماعة الإخوان، يرجح احتمالية سعى الجماعة لإصدار وثيقة سياسية على منوال وثيقة حماس التى حاولت خلالها تجميل وجهها الذى شوهته الجرائم التى ارتكبتها الحركة بانقلابها فى غزة عام 2007، وحاولت حماس تجميل وجهها المشوه بجرائمها الكارثية ضد أبناء الشعب الفلسطينى بوثيقتها السياسية.
وتسعى جماعة الإخوان الإرهابية للعودة إلى المشهد الإقليمى ولا سيما فى ليبيا وسوريا ومصر عبر أفكار جديدة تسعى من خلالها كسب تعاطف الشعوب عقب الجرائم الإرهابية التى تورطت بها الجماعة وتآمرها على الدول ومؤسساتها لإسقاطها لصالح مشروع الخلافة الذى تسعى تركيا لتحقيقه فى المنطقة.
كان رئيس المكتب السياسى لحركة حماس خالد مشعل، قد كشف الستار عن الوثيقة السياسية الخاصة بالحركة، مطلع مايو 2017 وذلك بعد سنوات انهمكت فيها الحركة بإعدادها وأخضعتها للتدقيق السياسى والقانونى الدولى، وترجمتها لأكثر من لغة.
ويلاحظ فى الوثيقة السياسية لحماس عدم ذكر حركة حماس لكلمة "الإخوان المسلمين" خلافا لميثاقها التأسيسى الذى أكد ارتباط الحركة بجماعة الإخوان وأنها احد أفرعه فى فلسطين.
الظهور المريب لخالد مشعل من منصة تركيا يطرح عدة تساؤلات حول دوره فى مساعدة جماعة الإخوان الإرهابية للعودة إلى المشهد مرة آخرى، ويرجح احتمالية استعانة الجماعة بأفكار قيادات حركة حماس المنتمية بشكل أعمى إلى جماعة الإخوان الإرهابية.
خطاب خالد مشعل الذى طالب خلاله حركة حماس قبول الآخر والنقد من الآخرين، والعودة أفكار تطرح بدهاء وذكاء لتصدر المشهد الإقليمى مرة آخرى، وحديث الرئيس السابق لحركة حماس وعضو مجلس شورى الجماعة خالد مشعل ليس مفاجئا لقيادات الجماعة التى استمعت باهتمام لأفكار خالد مشعل وطرحت لجملة من الرؤى التى يمكن أن تستعين بها الجماعة الإرهابية للمشهد مرة أخرى.
خطاب خالد مشعل أمام قيادات الجماعة الإرهابية التى أكد فيها ضرورة توسع جماعة الإخوان فى أوروبا وتبنيها لخطاب جديد فى الحوار مع شعوب المنطقة، يمهد لأفكار جديدة يمكن أن تطرحها الجماعة الإرهابية أو وثيقة جديدة تصدرها بأفكار محددة تعيدها إلى الشارع العربى وتمكنها من كسب تعاطف المواطن البسيط.
منهج جماعة الإخوان المستغل للبسطاء وحاجتهم هو رأس حربة الجماعة للعودة إلى المشهد السياسى فى الوطن العربى بعد أن لفظ المواطنين الفكر التكفيرى العفن للجماعة التى عملت لترسيخ حكمها عبر إقصاء الآخر، وخدمتها لأجندات محددة رسمتها تركيا وقطر لإحياء "حلم الخلافة" وتفتيت دول المنطقة وتدمير مؤسساتها.
والسؤال الأخطر الآن هل يقتنع المواطن البسيط بأفكار جماعة الإخوان الإرهابية التى يمكن أن تطرحها فى وثيقة سياسية أو مبادىء محددة لتجميل صورتها فى الشارع العربى، ولماذا تسعى الجماعة الإرهابية للعودة للمشهد السياسى مرة آخرى وماذا تخبأ فى جبعتها لشعوب المنطقة، تحركات مريبة وخطابات موجهة من قيادات الجماعة إلى الغرب يكشف عن تحرك ما يجرى فى الخفاء لإعادة الجماعة للمشهد مرة آخرى بعد رفض الشارع لها ونبذ أفكارها التى دفعت بالشباب المسلم للإنضمام إلى جماعات إرهابية ولدت من رحم الإخوان.