وفى تقرير لها اليوم، قالت مجلة "نيوزويك" الأمريكية، إن هذه هى المرة الأولى التى يظهر فيها مارك البالغ من العمر 33 عاما أمام المشرعين، إلا أن عملاق السوشيال ميديا الذى أسسه كان يزيد بشكل ثابت من تواجده فى واشنطن منذ أن بدأ فى استعراض عضلاته فى الكابيتول قبل نحو 10 سنوات، ففيس بوك منح أموالا قليلة، أكثر من مليون دولار فقط، لمرشحى الكونجرس، إلا أن التبرعات المباشرة لم تمكن الوسيلة التى بسطت بها الشركة نفوذها، فقد أنفقت أموالا أكثر بكثير على حشد المشرعين.
ووفقا للبيانات الفيدرالية الخاصة بجهود اللوبى، فإن فيس بوك أنفق 52.6 مليون دولار منذ عام 2009 للحشد فى العاصمة الأمريكية، وهو رقم لا يذكر لشركة تبلغ قيمتها حاليا 460 مليار دولار، لكن فى حين أن فيس بوك يعتبر حديث نسبيا فى هذا الشأن حتى بالمقارنة بالشركات التكنولوجية العملاقة الأخرى مثل ألفابيت المالكة لجوجل وأمازون، إلا أنه اقترب من تربع صدارة قائمة أكبر المنفقين فى واشنطن فى السنوات الأخيرة.
ويشير تقرير نيوزويك، إلى أن فيس بوك ينفق الأموال على الحشد فى الكونجرس وأيضا عدة وكالات ووزارات مختلفة، ففى العام الماضى أنفق أموالا على وزارات الخارجية والعدل والتجارة والعدل والأمن الداخلى والإسكان والتنمية الحضرية إلى جانب مجلس النواب وأيضا لجنة التجارة الفيدرالية ولجنة الاتصالات الفيدرالية والمبعوث التجارى الأمريكى ومكتب العلوم والتكنولوجيا. ومن أجل هذا تعاقد فيس بوك مع 11 شركة لوبى مختلفة.
كان "فيس بوك" قد واجه مأزق وضعه فى موقف الدفاع فيما يتعلق بحماية خصوصية المستخدمين، بعد الكشف الشهر الماضى ععن أن شركة البيانات السياسية كامبريدج أناتيكيا قد حصلت بشكل غير مناسب على بيانات 87 ملبون شخص من مستخدمى فيس بوك. ومنذ هذا الوقت تعهد عملاق السوشيال ميديا بإجراء إصلاحات فيما أشار إلى أن أطرافا شريرة ربما تكون قد حصلت على البيانات الشخصية لأغلب مستخدميه البالغ عددهم 12 مليار شخص.
وفى مواجهة الانتقادات الهائلة، شهد مارك زوكربيرج أمام الكونجرس أمس الثلاثاء، واليوم الأربعاء، وكرر اعتذاره مجددا عما حدث وحاول أن يوضح نموذج عمل الشبكة.
وتقول صحيفة "واشنطن بوست" إنه بعيدا عن كل هذا الجدل تلعب مدينة فوريست غربى ولاية نورث كارولينا دورا غير عاديا فى قضية الخصوصية المتعلقة بفيس بوك. فهذه المدينة مأوى لمركز بيانات هائل للشركة، واحدا من أربعة مراكز فقط لها فى الولايات المتحدة، تلك المساحات الرقيمة حيث تخزن الشركة المعلومات تقع فى مركز الجدل الحالى.
ويقول خبراء، إن بيانات مستخدمى فيس بوك التى حصلت عليها كامبريدج أنالتيكا وآخرون ربما تكون بعيدة عن متناول أيديهم، كما يقول الخبراء، لتصل إلى قواعد بيانات أخرى والشبكة المظلمة. لكنها موجودة أيضا فى البايتس المخزنة على عشرات الآلاف من خوادم الكمبيوتر الموجودة داخلة ثلاث مباتى تخضع لحراسة جيدة وتوسع دائم.
وتاتى أزمة "فيس بوك" فى ظل تزايد الدعوات المطالبة بتنظيمه. حيث قال أحد المشرعين الجمهوريين، إن الفضائح التى تعصف بعملاق السوشيال ميديا ربما تكون أكبر مما يمكن للشركة أن تحلها بمفردها.
وألمح السيناتور جون نيلى كيندى إلى أنه قد يؤيد إجراء تنظيم للفيس بوك فى ظل ما تم الكشف عنه من أن "أطرافا شريرة" استخدمت أدوات البحث لعملاق التكنولوجيا لجمع بيانات عن أغلب مستخدميه البالغ عددهم مليارى شخص حول العالم.