وقال خبراء ومحللون صينيون، إن أهداف ودوافع هذه الهجمات مختلفة باختلاف أهداف منفذيها، وأن ما تفكر به الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، هو ضربة محدودة ودقيقة ومنسقة وليست حربا شاملة ضد سوريا أو التورط فى الأزمة السورية، التى يخشى المحللون أنها ستزيد من توتر الوضع فى منطقة متوترة أصلا، بما يهدد السلام والاستقرار العالمى.
وأشار المحللون، حسب تقرير نشرتها وكالة شينخوا، إلى أن لدى الولايات المتحدة 3 أهداف وراء هذه الضربة العسكرية، الأول هو تقوية العلاقات مع الحلفاء، والثانى هو تقليص النفوذ الإيرانى والروسى، والثالث هو استعراض قوتها فى المنطقة.
وأشار ليو تشونج مين، رئيس معهد دراسات الشرق الأوسط بجامعة الدراسات الدولية بشانجهاى، إلى أن سياسات الولايات المتحدة فى الشرق الأوسط تتميز بالنفعية والانتهازية، وفقدت الأخلاقيات، وشهدت استراتيجيتها ضعفا منذ تولى ترامب منصبه رئيسا لأمريكا ، واتخاذه عدة خطوات مثيرة للخلاف بما فيها إعلان الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ومنع دخول مواطنى عدة دول مسلمة للولايات المتحدة، وتهديد ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووى الإيرانى .
وأضاف ليو تشونج مين، أن الملف السورى لم يكن محور سياسة الولايات المتحدة فى الشرق الأوسط. وظل موقف الولايات المتحدة تجاه سوريا مترددا ومتناقضا: فتارة لا ترغب أمريكا فى رؤية تنامى النفوذ الروسى والإيرانى فى المنطقة، كما لا ترغب فى رؤية ذلك إسرائيل والسعودية، ثم يعلن ترامب أنه سينسحب قريبا من سوريا ثم يتراجع عن إعلانه، وتارة أخرى، يأتى شن هذه العملية العسكرية الواسعة النطاق نسبيا فى سوريا، وسيتعرض بالتأكيد لضغوط ومعارضة كبيرة داخليا ودوليا، نظرا لفشل الولايات المتحدة وتدخلاتها فى حربى العراق وأفغانستان.
وأشر ليو ليانج، الباحث فى شئون الشرق الأوسط، أن تهديد ترامب بالضربة العسكرية وتنفيذها يهدف إلى تحويل الانتباه عن مشاكله الداخلية وتخفيف الضغوط السياسية التى يتعرض لها على عدة جبهات فى بلاده. ومازال يواجه ضغوطا فى قضية التحقيق بعلاقة روسيا المحتملة مع حملته لانتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2016، كما أن مكتب التحقيقات الفيدرالى قد داهم مكاتب مايكل كوهين المحامى الشخصى لترامب يوم الإثنين الماضى، وهو ما اعتبر ضربة قاسية له.
وأضاف الخبير، أنه بالنسبة لفرنسا، قد يسهم إطلاق ضربات عسكرية سريعة ودقيقة بالتنسيق مع الولايات المتحدة وبريطانيا، فى تخفيف الضغوط الداخلية على حكومة ماكرون، وتعزيز العلاقات مع الحلفاء. وعلى المدى الطويل، يمكن إظهار النفوذ الفرنسى فى المنطقة ودفع استراتيجية "برنامج البحر الأبيض المتوسط".
وأشار إلى ان الوضع بالنسبة لبريطانيا فصارت الأزمة السورية فرصة لتعزيز علاقاتها مع حلفائها التقليديين على خلفية خروجها من الاتحاد الأوروبى. وتأتى هذه التطورات أيضا فى ظل جدل دبلوماسى حاد مع روسيا حول قضية تسميم الجاسوس الروسى السابق سيرجى سكريبال فى بريطانيا، وما تعانيه حكومة ماى من ضغوط من المعارضة بسبب بريكست وانقيادها التقليدى مع السياسات الأمريكية، وقضايا داخلية أخرى.