تشهد الساحة السورية تطورات على الصعيد العسكرى والسياسى وذلك بعد القصف الأمريكى والبريطانى والفرنسى على مواقع تابعة للجيش، وذلك بذريعة الرد على استخدام الجيش السورى للسلاح الكيماوى فى بلدة دوما بالغوطة الشرقية.
وفى تحرك جديد تقوده الحكومة العراقية لملاحقة عناصر تنظيم داعش الإرهابى، نفذ سلاح الجو العراقى، الخميس، ضربات جوية مميتة ضد مواقع داعش فى سوريا من جهة حدود العراق.
سلاح الجو العراقى
وقالت الحكومة العراقية، فى بيان صحفى، حصل "اليوم السابع" على نسخة منه، إن الضربات جاءت بناءً على أوامر القائد العام للقوات المسلحة العراقية الدكتور حيدر العبادى.
وأكدت الحكومة العراقية، على أن تنفيذ ضربات ضد عصابات داعش فى الأراضى السورية هو لوجود خطر من هذه العصابات على الأراضى العراقية، ويدل على زيادة قدرات القوات المسلحة العراقية فى ملاحقة الإرهاب والقضاء عليه.
حيدر العبادي
وقال البيان، إن أبطال ومقاتلى الجيش العراقى ومن خلال ملاحقتهم للعصابات الإرهابية أنقذوا الكثير من الأرواح وأحبطوا خطط داعش بتفكيك آلة موتهم الإرهابية، موضحًا أن هذه الضربات ستساعد فى تسريع القضاء على عصابات داعش فى المنطقة بعد أن قضينا عليها عسكريا فى العراق.
بدوره قال متحدث باسم الجيش العراقى لوكالة رويترز، إن الضربات الجوية التى نفذها العراق على مواقع لتنظيم داعش فى سوريا، نفذت بالتنسيق مع الحكومة السورية، وقال العميد يحيى رسول، إن القوات الجوية العراقية استخدمت مقاتلات إف-16 للعبور إلى سوريا وتنفيذ الضربات.
العميد يحيى رسول
فيما نفى المتحدث باسم البنتاجون إيريك باهون، أن يكون لدى البنتاجون أى اتجاه لخفض عدد القوات الأمريكية فى سوريا والمقدر عددها بنحو 2000 جندى، معتبرا أن مهمة هذه القوات لم تنته بعد.
وقال باهون فى تصريحات تليفزيونية، إن مراجعة توزيع القوات الأمريكية وإعادة نشرها وتمركزها وفقا لمتطلبات الواقع الميدانى أمر روتينى تجريه أى قيادة قتالية خصوصا مع انحسار المعارك ضد تنظيم "داعش".
واقترح قادة البنتاجون على الرئيس دونالد ترامب فى وقت سابق، زيادة حجم القوات الأمريكية فى سوريا بدلا من التفكير فى الانسحاب منها، نظرا لتعقيدات الوضع هناك.
كانت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز، أكدت على أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لا يزال يرغب فى سحب القوات الأمريكية من سوريا لكنه لم يحدد إطارا زمنيا.
وقالت ساندرز فى تصريحات للصحفيين، إن الرئيس لا يزال مستعدا أيضا للقاء الرئيس الروسى فلاديمير بوتين لكنها أشارت إلى أنه لا يوجد أى اجتماع وشيك.
ونفذت الولايات المتحدة، وفرنسا، وبريطانيا، فى وقت مبكر من يوم السبت الماضى، هجوما صاروخيا على سوريا ردا على هجوم كيميائى مزعوم فى الغوطة الشرقية، الذى نفت السلطات السورية مسئوليتها عنه بشكل قاطع.
وذكرت السلطات السورية مرارا أن جميع المخزونات من المواد الكيميائية، تم إخراجها من سوريا تحت إشراف منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
وفى سياق متصل، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن ميخائيل بوجدانوف نائب وزير الخارجية قوله، إن مقاتلى المعارضة السورية يمنعون مفتشى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية من الوصول إلى مدينة دوما.
وأعلن مسئولون فى الأمم المتحدة، عن أن فريقا أمميا يناقش مع الحكومة السورية وروسيا حاليا ترتيبات أمنية تسمح بنشر خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيماوية للتحقيق فى هجوم دوما فى الغوطة الشرقية لدمشق.
وذكرت إدارة الأمم المتحدة للسلامة والأمن، فى تقرير وجه إلى مجلس الأمن الدولى، أنها تأمل فى وضع ترتيبات تسمح للفريق بالانتشار فى أقرب وقت ممكن، مضيفا أن الإدارة فى دمشق تجرى حاليا مزيدا من المناقشات والتنسيق مع ممثلى النظام السورى والشرطة العسكرية الروسية حول كيفية تعزيز الترتيبات الأمنية فى مواقع محددة فى دوما.