الجمعة، 22 نوفمبر 2024 08:49 م

"الأوقاف" تحذر من تكنولوجيا القتل.. و"الإفتاء" تحرم المشاركة باللعبة.. ودعوات لمحاسبة الشركات المروجة لسفك الدماء.. وأستاذ بالأزهر يتهم تنظيمات مشبوهة بالوقوف وراء نشرها

الخطاب الدينى فى مواجهة "الحوت الأزرق"

الخطاب الدينى فى مواجهة "الحوت الأزرق" الخطاب الدينى فى مواجهة الحوت الأزرق
الجمعة، 20 أبريل 2018 10:00 م
كتب - إسماعيل رفعت

تمكنت لعبة الموت "الحوت الأزرق" من اقتحام البيوت الآمنة لخطف أطفال فى عمر الزهور يجهلون مخاطرها بشكل أشبه بالسحر الذى يهيمن على القوى العقلية والبدنية دون سبق إنذار أو تحذير، فى وقت بات الخطاب الدينى طرفا فى كل ما يخص حياة الإنسان، ما يطرح سؤالا مهما: هل تدخل هذه اللعبة ضمن برنامج الخطاب الدينى للتوعية من مخاطرها؟.

 

دار الإفتاء المصرية، كعادتها بادرت بإصدار فتوى بتحريم المشاركة فى اللعبة المسمَّاة بـ"الحوت الأزرق"  Blue Whale، والتى تطلب ممن يشاركون فيها اتباعَ بعض الأوامر والتحديات التى تنتهى بهم إلى الانتحار، وهو ما وقع فيه الكثير من المراهقين مؤخرًا فى مصر وعدد من دول العالم.

 

دار الإفتاء تحرم مجرد المشاركة خوفا على حياة الناس

وطالبت الدار مَن استُدرج للمشاركة فى اللعبة أن يُسارِعَ بالخروجِ منها، وناشد الآباء بمراقبة سلوك أبنائهم وتوعيتهم بخطورة هذه الألعاب القاتلة، وأهابت بالجهات المعنية تجريم هذه اللعبة، ومَنْعَها بكل الوسائل الممكنة، لما تمثِّله من خطورة على الأطفال والمراهقين.

 

وأضافت أن الشريعةَ قررت أن الأصلَ فى الدماء الحرمة، وسنَّت من الأحكام والحدود ما يكفل الحفاظ على نفوس الآدميين، ويحافظ على حماية الأفراد واستقرار المجتمعات، وسدَّت من الذرائع ما يمكن أن يمثل خطرًا على ذلك فى الحال والمال، وأشارت إلى أنه من هذا المنطلق يتضح أن هذه اللعبة تشتمل على عدة أفعال؛ كل واحد منها كفيلٌ بتحريمها شرعًا وتجريمها قانونا.

 

الأوقاف: وجب التحذير منها للحفاظ على حياة الناس

 

من جانبه، أكد الشيخ جابر طايع يوسف، المتحدث الرسمى باسم وزارة الأوقاف، ورئيس القطاع الدينى بالوزارة، أن التحذير من لعبة الحوت الأزرق أصبح واجبا طالما كانت من المهلكات، وذلك للتنبيه بمخاطرها للحفاظ على حياة الناس.

 

 

وأضاف طايع، لـ"برلمانى" أنه وخاصة بعد تحريم هذه اللعبة الخطرة من قبل دار الإفتاء المصرية فيمكن للدعاة أن يحذروا من مخاطرها كلما توفر لهم ذلك ضمن عملهم الجليل حفاظا على النفس البشرية، وعلى النشئ الذين قد يتعرضون لمخاطرها نظرا لحداثة أعمارهم.

 

عضو بقائمة الفضائيات: سأتولى التوعية بها على الهواء 

قال الداعية الشيخ محمود الأبيدى، عضو قائمة الظهور بالفضائيات، أنه يجب توعية الأولاد من رفيق السوء المسمى بلعبة الحوت الأزرق لأنها تبث الذعر، وتتجسس على البيوت، وتهدد حياة الناس، وتسحب الإنسان إلى المهالك، مضيفا أنه يجب توعية الشباب فى المقاهى، والنوادى وفى المدارس بالخطر الذى يهدد وجودهم ويهدد الفكر، مشددا على أن مخترع ومروج هذه اللعبة إنسان مريض نفسى يحقد على الناس ويتمنى التخلص منهم، مطالبا بمحاسبة الشركات التى تروج لهذه اللعبة.

 

 

وأضاف الأبيدى، لـ"برلمانى" أنه كداعية سوف يتبنى هذه القضية من خلال الفضائيات التى يظهر فيها، وعبر مسجده من باب درء المفسدة، وحسب الخطة الدعوية للمؤسسة الدينية ووزارة الأوقاف التى تتفاعل مع مشاكل الناس ومطالبهم وخدمة الجمهور، موجها خطابة للجميع مسلمين وغيرهم، لافتا إلى أن الدم البشرى واحد والحفاظ عليه واجب شرعى لتعمير الكون، مشيرا إلى أنه بدأ فى تبنى التوعية بهذا الغزو الثقافى والفكرى فى لقاءات مع الشباب قبل أيام للفت الانتباه إلى خطورة هذا الأمر.

 

أستاذ بالأزهر يتهم تنظيمات مشبوهة بالوقوف وراء اللعبة

 

وأكد الدكتور عبد المنعم فؤاد، عميد كلية العلوم الإسلامية للوافدين بالأزهر الشريف، أن الأزهر مهتم بهذه القضية بشكل كبير جدا لتهديده لحياة فلذات أكبادنا لمحو جيل بالكامل، حيث جرى التنبيه على علماء الأزهر، ومدرسى الأزهر أن يقوموا بتوعية أبنائهم الطلاب لخطورة هذا البلاء الذى وصل إلى درجة أن الأب يشترى هاتف لنجله ليطمئن عليه فيستغل ذلك لإرهاب الأولاد وقتلهم، ما استوجب أن يفتش كل أب فى هاتف أبنائه ويتابعهم عن قرب، لافتا إلى أن شعر بحالة خوف شديد على الشباب لدى علمه للمرة الأولى بهذا الأمر.

 

 

وأضاف عبد المنعم فؤاد لـ"برلمانى"، أن هذا الأمر أداة تنبيه لأننا أنشغلنا عن فلذات أكبادنا حتى دخلت إلى غرف نوم الأطفال بدون علم آبائهم، لدرجة أنها أفزعت دولة مثل الهند فقامت بإغلاق هذه المواقع المشبوهة، متهما جهات وتنظيمات مشبوهة بالوقوف وراء هذه الأشياء المشبوهة لاصطياد أولادنا والتخلص منهم بطريقة لم تكن فى الحسبان.

 

وطالب عبد المنعم فؤاد، وسائل الإعلام بدعم مواجهة هذه المواجهة لهذا الخطر، وأن نتخندق جميعا معا لنحمى أولادنا بداية من طابور الصباح، وإدخال جزء فى المسلسلات لتوعية الأولاد، وأن نضع التوعية على اللافتات فى الشوارع، وفى النوادى، وفى مراكز الشباب، وفى الجامعات، ومن خلال وزارات الثقافة والتربية والتعليم، والشباب والرياضة والإعلام حتى لا ننشغل بتوافه الأمور عن أهم شيئ فى حياتنا وهم أولادنا.

 


الأكثر قراءة



print