وقال روب وينرايت رئيس "يوروبول"، الوكالة الأوروبية المتخصصة في مكافحة الجريمة، في بيان "بهذه العملية غير المسبوقة سددنا ضربة كبيرة لقدرة تنظيم "داعش" على نشر الدعاية عبر الإنترنت ودفع الشباب فى أوروبا إلى التطرف".
وتابع البيان، أنه "عبر عملية التعطيل هذه التي استهدفت منصات إعلامية كبرى تابعة لتنظيم "داعش"، تم اختراق قدرته على بث ونشر المواد الإرهابية".
وتم تنسيق عملية "التعطيل المتزامنة والمتعددة الجنسيات" عبر مقر "يوروبول" فى لاهاي وبدعم من "يوروجاست"، وهى الوكالة التابعة للاتحاد الأوروبى للتعاون القضائى فى الملفات الجنائية، بحسب فرانس 24.
وقادت النيابة العامة الاتحادية في بلجيكا العملية بينما ضبطت الشرطة الوطنية في كل من هولندا وكندا والولايات المتحدة، "خوادم" وتمت مصادرة مواد رقمية فى كل من بلغاريا وفرنسا ورومانيا.
وجرت العملية الأربعاء والخميس الماضيين بالتعاون بين الشرطة الأمريكية وشرطة الاتحاد الأوروبى، واستهدفت بصورة خاصة وكالة "أعماق" التابعة للتنظيم والتى يستخدمها لإعلان تبني اعتداءات والدعوة إلى تنفيذ هجمات.
كما استهدفت العملية قنوات دعائية أخرى، من أمثال محطة إذاعة البيان، ووكالتى أخبار "هلموا" و"الناشر".
وينقل التقرير الذى نشرته صحيفة "الجارديان" عن بيان للشرطة الأوروبية (يوروبول) قوله: إن العملية قادها محققون بلجيكيون واشتركت فيها فرق تحقيق من بلغاريا وكندا وفرنسا وهولندا ورومانيا فضلا عن بريطانيا والولايات المتحدة.
ويضيف، إن أجهزة الشرطة الفرنسية والرومانية والبلغارية قدمت كميات كبيرة من الأدلة الرقمية، أما الأجهزة الأمنية فى هولندا والولايات المتحدة وكندا فأمسكت بالخوادم (سيرفرز) التى يستخدمها التنظيم.
وكانت تقارير إعلامية حذرت من استغلال تنظيم داعش للشبكة المظلمة فى الفضاء الإلكترونى، والتى ينتشر من خلالها داعش ليجند مقاتلين جدد وينشر أفكاره المسمومة فى العقول والقلوب.
ويجند تنظيم داعش أتباعا عبر شبكة الإنترنت المظلمة، كما يجمع الملايين من الدولارات عبر عملة البيتكوين الرقمية التى يتولى فيما بعد تحويلها لأموال سائلة، وذلك بحسب تقرير سابق لصحيفة "الأوبزرفر" البريطانية التى كشفت عن أن تنظيمات إرهابية عدة تتهرب من الأجهزة الأمنية ووكالات الاستخبارات عن طريق "الاختباء فى ظلال الشبكة السوداء"، باستخدام خدمات الرسائل المشفرة، للتواصل والعملات المشفرة cryptocurrencies المجهولة.
ونقل التقرير عن باحثين فى مركز هنرى جاكسون، وهو مركز أبحاث متخصص فى السياسة الخارجية، إن الجماعات الإرهابية تمكنت أيضًا من إنشاء ما يشبه الـ"خزان" الممتلئ بالدعاية المتطرفة، بعد إنقاذها من حذف الأجهزة الأمنية أو شركات التكنولوجيا.
وفى أعقاب الهجمات الإرهابية الخمسة على الأراضى البريطانية عام 2017، خصصت الحكومة البريطانية المزيد من الوقت والأموال لمواجهة التطرف عبر الإنترنت، ولكن يرى التقرير أنه ينبغى إيلاء المزيد من الاهتمام للشبكة المظلمة لأن المتطرفون لا يزالون قادرون على العمل دون مشكلة على الإنترنت.