كتب محمد رضا
11 شهر تقريبًا هو عمر قائمة "فى حب مصر"، التى تم إعلان تدشينها رسميًا مطلع هذا العام، وتحديدًا يوم الخميس الموافق 5 فبراير 2015، فى مؤتمر ترأسه المقرر العام للقائمة اللواء سامح سيف اليزل، وبحضور عدد كبير من الشخصيات العامة، ليخرج إلى النور حينها أقوى تحالف انتخابى معلنًا نفسه منافسًا على القوائم الانتخابية بجميع قطاعات الجمهورية الأربعة، ويضم تحت مظلته أبرز وأقوى الأحزاب والسياسيين والإعلاميين والرياضيين ورجال الأعمال فى المشهد الانتخابى لتتشكل القوائم الأربعة بـ 120 مرشحًا كانوا الأبرز والأكثر ظهورًا وانتشارًا حتى تمكنوا من الفوز بجميع مقاعد القوائم فى منافسة شرسة أمام قوائم الائتلافات والأحزاب الأخرى.
الائتلاف ضم أحزابًا كبيرة
والائتلاف الانتخابى الذى ضم فى طياته أحزابًا كبيرة فرضت نفسها على الساحة السياسية رغم حداثة بعضها وعراقة البعض الآخر منها لما تتمتع به من وزن وتاريخ سياسى حافل مثل أحزاب الوفد، والمصريين الأحرار، ومستقبل وطن، والمؤتمر، والشعب الجمهورى، وعدد لا بأس به من المستقلين، جمع كل من فيه على مبادئ واحدة تصب فى إطار واضح وصريح هو دعم الدولة المصرية بعد 30 يونيو، والتأكيد على ضرورة وحدة الصف والعمل فى قالب واحد، وتزامن هذا مع دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسى، للقوى السياسية حينها بضرورة توحدهم وتكاتفهم فى قائمة انتخابية واحدة لإنهاء الانتخابات بشكل جيد دون تناحر سياسى للعبور بالبلاد من عنق الزجاجة، وفور الانتهاء من تشكيل قائمة "فى حب مصر"، التى أعلن مؤسسوها أن تلك الخطوة جاءت انطلاقًا من حرصهم على تنفيذ دعوة رئيس الجمهورية، التصق بالقائمة "قناعة" عامة لكل متابعى المشهد السياسى والانتخابى أن تلك القائمة هى قائمة الدولة، أو بشكل آخر أنها تحظى بدعم الدولة لما تضمه من رموز سياسية واقتصادية وإعلامية ورياضية.
جواز المرور إلى البرلمان بـ 120 مقعدًا
ويبدو أن ما لازم قائمة "فى حب مصر" من اتجاه وقناعة عامة بأنها القائمة التى تحظى بقبول ودعم الدولة، كان جواز مرور القائمة فى القطاعات الأربعة والفوز بـ120 مقعدًا، كما كان عامل الجذب الأكبر للأحزاب السياسية للانضمام لها لضمان حصاد "حفنة" من المقاعد السهلة والمضمونة بمجلس النواب عبر هذا الكيان المُسلط عليه الأضواء أكثر من غيره من التحالفات الانتخابية، والذى تحول سريعًا عقب انتهاء الانتخابات إلى ائتلاف فى محاولة للحفاظ على الكيان والذى حمل اسم ائتلاف "دعم الدولة" ثم تغير إلى ائتلاف "دعم مصر"، بعدما لاقى الاسم الأول اعتراضات كثيرة من الأعضاء.
الانسحابات تعصف بالائتلاف
ولم تلبث الانتخابات البرلمانية أن تنتهى، وقبل أن يكتمل التشكيل النهائى للمجلس باختيار الأعضاء المعينين من قبل رئيس الجمهورية حسب نص الدستور- وإن جاز استخدام اللغة الدارجة هنا- حتى "انفض المولد" من حول اللواء سامح سيف اليزل، رئيس ائتلاف "دعم مصر"، وذلك بتلقيه صفعات متتالية من عدد من أحزاب القائمة التى أعلنت انسحابها من الائتلاف وهى أحزاب المصريين الأحرار، والوفد، ومستقبل وطن، ورغم تنوع أسباب الانسحاب، إلا أن القاسم المشترك بينهم كان رفض اللائحة الداخلية للائتلاف التى اعتبروها تدميرًا للانتماء الحزبى للنواب، لتكن المقوله الأقرب هنا للتعبير عن المشهد هى "الكل خانوك يا ريتشارد"، وذلك بعد التخلى الصريح من الأحزاب عن القائمة ومقررها العام.
تفسيرات متنوعة من الأحزاب
وتنوعت مواقف الأحزاب المنسحبة من "دعم مصر"، فهناك قرار الهيئة العليا لحزب الوفد، التى قررت بالإجماع فى اجتماعها الأخير يوم الأحد، عدم الانضمام للائتلاف من أجل الحفاظ على المواقف المستقلة لنواب الحزب، فيما سيتم التنسيق بين الهيئة البرلمانية لحزب الوفد والهيئة البرلمانية لائتلاف دعم مصر تحت قبة البرلمان، من أجل الخروج بمواقف سياسية وتشريعية فى الصالح العام.
وأعلن حزب المؤتمر موقفه فى تصريح للمستشار حسين أبو العطا، نائب رئيس المؤتمر، بأن حزبه لن ينضم لأى ائتلاف برلمانى يفقده هويته الحزبية، مؤكدًا أن الانضمام لأى ائتلاف يُعد خيانة لثقة الناخب الذى وثق فى الحزب ومنحه صوته.
وجاء موقف حزب "مستقبل وطن"، أكثر صرامة ومفاجأة للجميع، بعدما أعلن محمد بدران، رئيس الحزب الشاب، انسحاب حزبه من "دعم مصر" دون أبداء أى أسباب حول القرار، مكتفيا بقوله: "سنكون فى ظهر الرئيس ونعبر عن طموح الشعب وآماله، ولن نسمح بتوزيع حصص البرلمان كـ"التورتة"، ولن نسمح لأى مجموعة أو فئة أن تحتكر الوطنية، وتوزع صكوكها بحجة دعم الرئيس".
ومن جهة أخرى تبلور موقف حزب المصريين الأحرار، فى التصريحات الهجومية المتتالية من مؤسس الحزب المهندس نجيب ساويرس، ضد الائتلاف ونوابه ورئيسه، وجاء فى جزء من تصريحاته عن "دعم مصر" ما نصه: "هيودى البلد فى داهية، لأنه خطأ كبير جدًا، لأنه بيقضى على العملية الديمقراطية، وبعدين ده نفس النقد اللى وجهناه للإخوان "خرفان وليهم مرشد"، هما بردوا بيحاولوا يعملوا كده".