بدأت الولايات المتحدة الأمريكية التمهيد لقرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى مدينة القدس المحتلة، فى خطوة استفزازية تدفع نحو تصعيد خطير فى الأراضى المحتلة، وذلك بسبب الخطوة الأمريكية التى يمكن أن تدفع عدد من الدول المعنية بالقضية الفلسطينية لاتخاذ نفس الخطوة.
القرار الخطير الذى أعلنه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، ورحبت به حكومة الاحتلال الإسرائيلى يأتى فى توقيت تشهد فيه المنطقة العربية أزمات وصراعات مسلحة، وذلك على خلفية الاحتجاجات التى عصفت بعدد من الدول عام 2011، وهو ما تعتبره واشنطن فرصة لاتخاذ قرارات مصيرية فى القضية الفلسطينية، تكون داعمة لموقف الاحتلال وتعزز موقفه فى أى عملية تفاوضية مستقبلية.
وحذرت عدد من الأطراف الإقليمية المعنية بالقضية الفلسطينية وفى مقدمتهم مصر والأردن من خطورة الوضع الراهن فى الأراضى المحتلة، داعية للالتزام بمبادئ القانون الدولى، فيما رفضت غالبية دول الاتحاد الأوروبى الخطوة الأمريكية الأحادية حول نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس المحتلة.
وقبيل أيام من تفعيل قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب حول نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس، قالت وكالة رويترز للأنباء إن ثلاث لافتات طريق على الأقل مكتوب عليها "السفارة الأمريكية" ظهرت فى القدس، اليوم الاثنين، قبل افتتاح السفارة الأسبوع المقبل فى المدينة.
وأكدت الوكالة الأمريكية، أن عدد من العمال تولوا تركيب اللافتات المكتوبة بالإنجليزية والعبرية والعربية قرب مبنى القنصلية الأمريكية فى جنوب القدس الذى سيصبح مقر السفارة بعد نقلها رسميا فى 14 مايو من تل أبيب.
من جانبه قال وزير الدفاع الإسرائيلى، أفيجدور ليبرمان، إن إسرائيل "سوف تضطر إلى تقديم تنازلات للفلسطينيين" بعد نقل سفارة الولايات المتحدة من تل أبيب إلى القدس.
وأضاف ليبرمان، فى تصريحات نقلتها صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية، الأحد "لا يوجد شىء دون مقابل"، مضيفا "سيكون هناك ثمن لافتتاح السفارة الأمريكية فى القدس وهو أمر يستحق أن يُدفع لأجله".
واعتبر وزير الدفاع الإسرائيلى، أن نقل السفارة الأمريكية يعد أمرًا هامًا وتاريخيًا، مضيفا "كنا نأمل بالطبع ألا تطالب واشنطن بتقديم أى تنازلات"، مشيرا إلى أنه سيتم تنظيم احتجاجات ضد نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة.
وفى أول رد فعل فلسطينى على التحركات الأمريكية فى مدينة القدس المحتلة وتهيئة المدينة لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، طالب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، جميع ممثلى الدول بما فيهم أعضاء السلك الدبلوماسى ومنظمات المجتمع المدنى والسلطات الدينية بمقاطعة حفل افتتاح السفارة الأمريكية فى القدس.
وقال عريقات، فى تصريح صحفى له اليوم الاثنين، إن المشاركة فى حفل الافتتاح تضفى الشرعية على قرار غير شرعى وغير قانونى، وتعزز الصمت على سياسات الاحتلال الاستعمارى والضم، واصفا مشاركة أى دولة فى هذا الحفل بالشريكة فى جريمة انتهاك حق الشعب الفلسطينى بعاصمته السيادية واستباحة أرضه.
وأضاف أن واشنطن تصر على انتهاج سياسة تشجيع الفوضى الدولية وتجاهل القانون الدولى، وقامت بناء على ذلك بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إليها، وانتهكت التزاماتها بموجب القانون الدولى، بما فى ذلك قرار مجلس الأمن 478، والتزامات الولايات المتحدة تجاه عملية السلام .
وأوضح عريقات أن هذه الخطوة ليست غير قانونية فحسب، بل ستفشل أيضا بتحقيق سلام عادل ودائم بين الدولتين، مشيرا إلى أن من يحضر هذا الحفل غير القانونى يوجه رسالة تشجيع على انتهاك حقوق الشعب الفلسطينى غير القابلة للتصرف والقانون الدولى.
بدوره قال المتحدث الرسمى باسم حركة حماس، عبد اللطيف القانوع، أن منتصف مايو أكبر زحف بشرى سلمى لا مثيل له وسيشكل يوما فارقا فى تاريخ الشعب الفلسطينى.
وأكد المتحدث باسم حركة حماس فى تصريحات صحفية، الاثنين، أن الشعب الفلسطينى لم يعد يحتمل مزيدا من الضغط والحصار وأن استمرار حالة الغضب والغليان لديه ستتحول لانفجار شعبى فى وجه الاحتلال؛ لتحقيق حياة كريمة وعودة عزيزة.
واستنكرت عدد من القوى الوطنية والفلسطينية قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، معربة عن رفضها للقرار أحادى الجانب الذى اتخذته الحكومة الأمريكية والذى سيؤثر سلبا على العملية التفاوضية.
وتهدد الفصائل الوطنية الفلسطينية بانتفاضية شعبية كبيرة رفضا لقرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، والمطالبة بوقف التحركات الأمريكية التى تجرى لـ"أسرلة" القدس المحتلة وإخراجها من أى عملية تفاوضية مستقبلية.
فيما أكد عدد من المراقبين للشأن الفلسطينى أن الخطوة الأمريكية تمثل نسفا للعملية التفاوضية بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، موضحين أن الطرف الأمريكى بات منحازا للجانب الأمريكى وهو ما يهدد أى عملية مستقبلية لأن واشنطن باتت طرفا منحازا للاحتلال، ما دفع السلطة الفلسطينية لمطالبة الاتحاد الأوروبى بلعب دور الوسيط فى أى عملية تفاوضية مستقبلية.